أولى

اليوم العالمي لفلسطين

يعترف القادة في كيان الاحتلال ومعهم عدد كبير من الكتاب والمعلقين على حقيقة تنامي حالة الرفض التي يواجهونها في العالم، ويلاحظون بانتباه ما أشارت إليه صحيفة يديعوت أحرونوت في تعليقها على مشاهد المونديال وما حملته من رفض شعبي يتخطى حدود العالمين العربي والإسلامي لكيان الاحتلال، من جهة، ولكون هذا الرفض قائماً على أساس الهوية، لا وجود لـ«إسرائيل” بل هي فلسطين، وصولاً للاعتراف بأن تغييراً طرأ في العقدين الأخيرين على التضامن مع الشعب الفلسطيني، عنوانه الانتقال من عنوان دعم حق الفلسطينيين بدولة تعيش جنباً الى جنب مع “إسرائيل”، إلى عنوان فلسطين حرة من البحر الى النهر.
تلعب الحركات المناصرة لفلسطين عالمياً دوراً حاسماً في إرباك كيان الاحتلال والحكومات الداعمة له، حيث حركة المقاطعة تحقق نجاحات متزايدة، وتنضمّ الى أنشطتها تباعاً جامعات ومؤسسات حقوقية وعلمية وأكاديمية وثقافية واجتماعية، ويخرج الشارع في عدد من العواصم والمدن الغربية خصوصاً بمئات الآلاف لنصرة فلسطين وشعبها، وصولاً الى القيمة المضافة التي مثلتها التغييرات السياسية في دول أميركا الجنوبية التي باتت تقريباً قارة فلسطينية، بمعنى التبني الواضح الرسمي والشعبي للقضية الفلسطينية، التي تقع بالأفعال لا بالأقوال في مرتبة متقدمة من أولويات السياسة الخارجية للحكومات الفائزة في الانتخابات، ما يعني أن الحديث عن رأي عام عالمي ميت، وعن انحياز عالمي أعمى الى جانب كيان الاحتلال، اذا كان صحيحاً قبل أكثر من نصف قرن، فهو لم يعد صحيحاً اليوم، ومثله الحديث عن موت الرأي العام العربي، الذي ثبت أنه على قيد الحياة ويتنفس بقوة، كما قالت مشاهد المونديال.
القضية الفلسطينية في الغرب حاضرة بقوة، وفي أميركا الجنوبية أولوية، لكنها في البلاد العربية والإسلامية، تبدو كأنها مسؤولية دول وأحزاب محور المقاومة، وتقف شعوب الدول العربية والإسلامية الأخرى بحثاً عن مرجعية، وهي تفتقد لأحزاب كبرى تملك صدقية أحزاب أميركا الجنوبية، التي تقدّم مفهوماً لليسار والوطنية يرتبط بالموقف من فلسطين، باعتبارها الترجمة والتجسيد لمفهوم العدالة ومشروع المواجهة مع المشروع الإمبريالي، اللذين لا يستقيمان دون فلسطين.
الذين يروّجون لموت الرأي العام العالمي والشارع العربي، هم الذين ينتمون إلى النخب الهاربة من مسؤوليتها، والأحزاب العاجزة عن النهوض بواجباتها، أما الشعوب فعند التزامها، والشراع حي وبألف خير، والفضل دائماً للمقاومين الذين أثبتوا أن التطبيع يموت لكن قضية فلسطين حية وباقية وهي أكبر من أن يدفنها كسالى أو متآمرون أو متخاذلون.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى