رياضة

في الدوحة.. توحّدت المشاعر

‭}‬ إبراهيم وزنه
فيما العالم منشغل بمتابعة مباريات المونديال الكروية من على المدرجات ومن خلف الشاشات، تدور مباريات من نوع آخر على جنبات ذلك المونديال المشتعل في دوحة قطر، مباريات حاسمة يخوضها الوافدون إلى عاصمة الكرة العالمية في هذه الأيام أمام الملاعب وفي الساحات وعلى الطرقات وفي الأسواق، حيث الخيبة والشتائم تلاحق مراسلي الكيان الصهيوني الذين حضروا إلى قطر لجسّ نبض المشجعين والتحرّي بخبث عن مشاعر الناس من كافة الديانات والأجناس، غير متابعين أو مهتمين بما يدور من مباريات وما يسجّل من نتائج، وقد قرأنا ولمسنا وشهدنا بأن دأب اليهود عبر التاريخ هو زرع الفتن وقلب الحقائق وتشويه القيم وسرقة البلدان وارتكاب المجازر وهدم القرى وتزوير التاريخ.
الناس في قطر، من عرب ومسلمين، ومن كافة القارات، قالوا ما في قلوبهم دون أي اعتبار، في دوحة العرب توحّدت الشعوب العربية في مشهد غير مألوف على مستوى سياسات بلدانها، هو موقف واحد وموحد ولا لبس فيه ضد التطبيع مع ذلك العدو الغاشم… ولسان حال الجميع يواجه مراسلي المحطات الإسرائيلية بصوت عالٍ، بعبارات هي في الواقع تعبّر بصدق ومن دون رياء عما يختلج في قلوب أبناء هذه الأمّة: «نحن لا نحبّكم وغير مرغوب بكم هنا» و»نعترف بفلسطين ولا يوجد اسرائيل في ثقافتنا»، ليتحوّل المونديال الاستثنائي إلى منصة تعبير عابرة للكرة الأرضية، من روسيا إلى أميركا، فكان بحق مونديال التعبير عن المشاعر الصادقة ومكنونات القلوب، فيما على المقلب الآخر، قالها الاسرائيليون في مقدّمات نشراتهم الإخبارية، بسطور حروفها مفعمة بالخيبة والصدمة وصفوا مونديال قطر بأنه «مونديال الكراهية».
نعم، هو مونديال الكراهية لأعداء الإنسانية، مونديال إبراز القيم والعادات الاسلامية والعربية، حيث لا خمر ولا «حب واحد» ولا رضوخ لسياسات متحللة أخلاقياً، مونديال استثنائي انطلق بـ بسم الله الرحمن الرحيم، لا يجوز أن تتسلل إلى مجرياته أفكار ساقطة صاغها الشيطان الرجيم، فشكراً للشيخ تميم، شكراً قطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى