أخيرة

دبوس

نحن قاب قوسين أو أدنى من الصدام المطلق

شيئاً فشيئاً يتعاظم الدور الذي تلعبه وستلعبه الضفة الغربية ومدن هذه الضفة في الحاصل الكلي لمحور المقاومة، لقد بدأنا نقترب كثيراً من النقطة الحرجة التي سيتفجّر بعدها كلّ شيء، وصرنا قاب قوسين او أدنى من منطقة الخيار الأوحد لكلّ الأطراف، بالنسبة لكيان الإحلال ومن خلال الخيار الذي أودعه كيان الإحلال برمّته، بشعبه، بجيشه، بمستوطنيه، على مسرح الصراع، ومن خلال هذا التكوين الإجرامي لحكومته والذي بدا فيه نتنياهو معتدلاً…
الرسالة واضحة وجلية ولا لبس فيها، مرحلة التفريغ بعد الإمساك بالأرض بدأت، وبالممارسة وليس بالبيانات، وبالنسبة لأهلنا في الضفة، بالعامية وبالدارج من القول، يا قاتل، يا مقتول، ليس لدينا ايّ خيار آخر سوى القبول بالمنازلة، الضفة الغربية بالنسبة لنا وأيضاً بالنسبة لكيان الإحلال والإجرام، هي عقب أخيل، انْ خسرها كيان الإحلال، خسر كلّ شيء، وانتهى المشروع الصهيوني إلى غير رجعة، وبالنسبة لنا إنْ خسرناها لا سمح الله، فإنّ ذلك سيكون بمثابة إعلان ضياع فلسطين نهائياً وإلى الأبد…
أما دعوات دعبس وسلطته البائدة الفاقدة للشرعية والتي تدعو المجتمع الدولي تارة لحماية الشعب الفلسطيني، ثم تدعو الشعب الفلسطيني الذي يقتل يومياً في الشوارع وفي الحارات تارة أخرى الى المقاومة السلمية، فهي دعوات رجل فقد ظله، ثم بعد ذلك فقد عقله، يريد من الناس المستهدفين من مجرمي هذا الكيان الإجرامي بجيشه ومستوطنيه، والذين يريدوننا إما خارج الأرض أو في بطنها، وهم مدجّجون بكلّ أدوات القتل، يريد من هؤلاء الناس مواجهة ذلك بحمل أغصان الزيتون وحمائم السلام، هذا العدو لا يريدنا في حالة وجود فيزيائي، فالعربي الطيب بالنسبة له هو العربي الميت،
هكذا يفكر، وهذا ديدنه، إلغائي، إقصائي، مريض، سيكوباثي، فقط تصوّروا معي أنك جالس مع عائلتك صبيحة ذات يوم في بيتك الذي ورثته أباً عن جدّ منذ مئات السنين، تتناول الإفطار بهدوء وسكينة وسلام، فيطرق بابك طارق، فتقوم فتفتح الباب، فإذا بك بإزاء رجل لم تره في حياتك، ويبدو حتى غريباً في ملامحه وبشرته، ويبادرك هذا الإنسان بالقول، لقد حلمت البارحة بأنّ ربي تجلّى لي وأخبرني بأنه يريد ان يعطيني بيتك، لذلك فأنا أمهلك 24 ساعة لإخلائه، لهذه الدرجة هذا الإنسان مريض قبل ان يكون مجرماً.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى