بين التحريض والعنصرية مواقف رافضة للتطبيع…
} رنا العفيف
أحداث ومواقف واجهت الإعلام «الإسرائيلي» على هامش مونديال قطر، إذ كان هناك رفض تلو الآخر، وما لم يصدّقه «الإسرائيليون» قبل المونديال، هم أنهم يقرّون على قلب الصورة المنطوقة بالشكل والمضمون، لإثارة الرأي العام الأميركي الذي يقف إلى جانبهم، لتغيير معطيات الصورة الإعلامية الحقيقية، ومن ثم الترويج للأكاذيب، والفبركة الإعلامية في تكريس صورة العرب من بوابة الحدث الرياضي، لا سيما تلك المواقف والرسائل الرافضة للتطبيع في مونديال قطر، فأيّ حقيقة تواجه «الإسرائيليين» بعد أن تلقت الصفعة؟
كان الكيان الصهيوني يتزعّم صورة السلام على أنها في متناول اليد، إلا أنّ الجماهير العربية كانت تتمتع بسلوك الأمة الحية، بالشكل والمضمون، والذي أعطى زخماً قوياً للقضية الفلسطينية على أنها حاضرة بقوّة، في وجدانهم، ورأينا كيف فرضت القضية الفلسطينية نفسها في مونديال قطر، لا سيما أننا شاهدنا جميعنا أنّ «الإسرائيلي» غير مرغوب فيه، وأنّ العرب لا يعرفون إلا فلسطين، تلك الصفعة لم تتحمّلها «إسرائيل»، لأنّ الستار قد أسدل على الكذبة الفاضحة التي روّجت لها أصوات النشاز المطبّعة، فيما الحقيقة ظهرت في مكان آخر، وهذا له دلالات ورسائل مفادها:
أنّ أمتنا هي أمة حية، وأنّ شعوبنا العربية تتلقف القضية الفلسطينية، فكراً ونهجاً ومواقف، متمثلة بمجاهديها في كلّ بقاع الأرض من المحيط إلى الخليج، فكانت الصورة الإعلامية، أصدق من هؤلاء المطبّعين الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، إذ طبّعوا مع حكومات لا تمثل جماهيرها، بقدر ما هي تمثل أشخاصاً محدّدين مع بعض الحاشية، وبالتالي الصورة الإعلامية التي كانت تتحدّث عن حقيقة المواطن العربي الذي يحمل روحية القدس على كتفه، كانت تردّد صداها في الداخل «الإسرائيلي» والأميركي وحتى الاتحاد الأوروبي، ومن طبّع معهم، طبّع بنفسه فقط، بينما الجماهير ثابتة على نهجها وقضيتها، وأنّ التطبيع خيانة عظمى لا تمثلها…
أما في ما يتعلق بالإعلام «الإسرائيلي»، فقد حاول قلب هذه الصورة، وصنع سيناريوات منتشرة، وأصرّ على التركيز عليها، وحاول التعاطي مع الجماهير العربية أكثر من مرة، بالرغم من أنه غير مرغوب فيه، ولكن كان أبرز سيناريوات الفبركة «الاسرائيلية»، هو أنّ «الاسرائيليين دعاة سلام، انظروا نحن نريد السلام، والجماهير العربية ترفضنا، انظروا نحن نتحاور مع العرب، والعرب يحقدون علينا»! ثبّتوا كاميراتهم وتحدّثوا مع الجماهير، والجماهير رفضتهم بشكل قطعي، أيّ بمعنى أنهم دعاة سلام والعرب يرفضون ذلك على حدّ تعبيرهم، ولكن في حقيقة الأمر الإعلام الغربي بارع في قلب الصورة الإعلامية، ونحمد الله أنهم لم يغتالوا أحداً من الصحافة كما اغتالوا الصحافية شيرين أبو عاقلة، ولم يحطموا الكاميرات، كما يفعلون في فلسطين، وكذا «إسرائيل» التي تخطط وتقتل وتشرّد، تعمل على استثمار حالة الرفض العربي، لتسوّق لها أطلسياً، عبر الرأي العام الأوروبي الغربي، لتقول لهم، أنظروا هؤلاء هم العرب، الذين رفضوا السلام، بينما في الحقيقة الكيان الصهيوني العنصري، هو من نكّل بالفلسطيين ولا يزال، يمثل ويشوّه وينكّل في الجسد العربي بين قوسين «القضية الفلسطينية»، وذلك لأهداف سياسية «إسرائيلية» لقلب معادلة الجلاد والضحية، في مقابل ذلك الرفض يقابله تحريض آخر على قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية من بوابة الحدث الرياضي.