الوفد القضائي الأوروبي يُغادر لبنان اليوم ويعود لجولة ثانية من التحقيق بملفّ سلامة
التقى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الوفد القضائي الأوروبي، الذي سيُغادر لبنان اليوم، ووضعه في أجواء جولته الأولى من الاستماع إلى إفادات شهود مصرفيين، في ملفّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتُهم تبييض واختلاس أموال.
وأبلغ الوفد عويدات، أنّه سيعود إلى لبنان في جولة ثانية، ليستمع إلى إفادات مصرفيين وماليين آخرين، وردت أسماؤهم ضمن طلب المساعدة الأساسيّة التي كان القضاء اللبناني تسلّمها قبل مجيء الوفد الأوروبي إلى لبنان وتضمّنت طلب الاستماع إلى 30 لبنانيّاً.
وأعلن عويدات أنّ الوفد أنهى لائحة الاستماع أمس، على أن يغادر لبنان اليوم، مُضيفاً أنّ «القضاة الأجانب أبلغوه أنّهم سيعودون إلى لبنان لجولة ثانية من التحقيق على أن يُطلعوا لبنان على تاريخ عودتهم الثانية قبل قدومهم».
وذكر عويدات أن ملفّ التحقيق الذي قام به الوفد في الخارج بات جاهزاً.
وكان الوفد استمع إلى الشاهدة رئيسة مجلس إدارة «مصرف البحر الأبيض المتوسط» السابقة ريّا الحسن، والشاهد الأخير، الموظّف في شركة تدقيق مالي خاصّة رمزي عكاوي.
وأشار عويدات، إلى «التضامن مع الوفد ضمن سقف اتّفاق الأمم المتّحدة لمكافحة الفساد والقانون اللبناني».
من جهتها، أعلنت النيابة العامّة التمييزيّة خلاصــة المرحــلة الأولى من مهمّة الوفد القضــائي الأوروبي في لبنان. وأشارت في بــيان، إلى أنّــها أنهت أمس، تنفيذ طلبات مساعدة قضــائيّة وجّهتها إليها دول فرنسا والمــانيا ولوكسمبورغ، ضمن الأُطُر الدبلوماســيّة، في قضايا تحقيق في تحويلات ماليّة أُجرِيَت في تلك الدول.
وأضافت «استُهِلّت الأعمال بلقاء عقد صباح الاثنين في 16- 1- 2023 مع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بفريق تحقيق قضائي أوروبي مشترك ضمّ قاضيي التحقيق الفرنسيين Aude Burezi و Serge Tournaire والمحامي العام المالي Quentin Dandoy وقاضية التحقيق في لوكسمبورغ Martine Kraus وعدداً من المحققين جرى خلاله التوافق على إجراءات العمل».
أضافت «وعليه وبتكليف من النائب العام التمييزي، ترأست المحامي العام التمييزي القاضية إميلي ميرنا كلاّس جلسات الاستماع إلى الشهود الذين حضر منهم ثلاثة نواب سابقون لحاكم مصرف لبنان، إضافةً إلى مديرين في مصرف لبنان ومصرفيين لبنانيين، ومدقِّق حسابات، بعد أن أتمّ قسم المباحث الجنائيّة المركزيّة برئاسة العقيد نقولا سعد تبليغهم أصولاً، كما قام القسم بمشاركة شعبة المعلومات – القوة الضاربة في المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخلي والمجموعة الخاصّة في الشرطة القضائيّة بالعمل على تأمين الحماية الأمنيّة للوفود ولقاعة المحكمة ومحيطها».
وأكّدت أنّ الجلسات انعقدت «بالصورة السريّة بحضور فريق التحقيق المشترك من البلدان الثلاثة الطالبة والمحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان واتُّبعت الإجراءات المنصوص عليها في القوانين اللبنانيّة.»، موضحةً «أنّ الجلسات امتدت على مدى خمسة أيّام في القاعة الكبرى لمحكمة التمييز حيث تمّت الاستعانة بالمساعدتين القضائيتين كاميليا بربارة وفاطمة معاد، لطباعة محاضر الضبط التي سوف يُصار إلى إيداع نسخ عنها السُلطات الطالبة وفق الأصول الدبلوماسية المعمول بها، وتولّت الترجمة الفوريّة المترجمتان باسكال عبدالله وزهى قزي غريب والمُترجم يوسف أوكيش للغة الألمانيّة».
وتابعت «في الختام، عُقد اجتماع تقويمي مع النائب العام التمييزي، وعرضت الوفود القضائيّة استعدادها التّام لتنفيذ الطلبات التي يوجّهها لبنان إليها عملاً بمبدأ المُعاملة بالمثل شاكرةً استضافتها، كما أبدت النيابة العامّة التمييزيّة تقديرها للجهود المبذولة، موضحةً أنّ هذا التعاون القضائي، يندرج في إطار تنفيذ لبنان لالتزاماته في اتّفاقيّة الأُمم المتّحدة لمُكافحة الفساد والقوانين اللبنانيّة الداخليّة.