أولى

مسدس المقدسيين يخلط الأوراق وينتزع المبادرة من جنرالات أميركا

‭}‬ محمد صادق الحسيني
كلّ العوامل والظروف والأدوات والوقائع، تدافعت وتقاطعت لتصبح في لحظة في خدمة الفدائي الفلسطيني، كما سخّرت الريح لسليمان…
وفي ظرف استثنائي تماماً، وفي تشابك خطوط الصراع الإقليمي والعالمي تقفز الروح الفلسطينية فتقرّر القتال حتى الرمق الأخير، ويقرّر المقدسيون اقتحام نادي الصراع الدولي ليضعوا قضيتهم المقدسة فوق الطاولة، كما لم توضع منذ عقود…
من جهتها، حكومة أقصى الإجرام وأقصى الفساد وأقصى الجنون والتطرّف تمسك بتلابيب الحكم في تل أبيب وترفع شعارها الأخطر في تاريخ الحراك الصهيوني في فلسطين، ظناً منها أنّ العالم سيرضخ لاندفاعتها المتطرفة لأنه مشغول عنها، فتريد أن تخطف منا الأقصى والمسجد المبارك في لحظة غفلة أخرى!
لكن الفلسطيني المبدع دوماً، يقفز الى الواجهة من دون استئذان من أحد، أيّ أحد، منفرداً، متئداً، حازماً، جازماً، واثقاً، ومن شمال القدس وجنوبها وفي أقل من 24 ساعة، ليعيد حسابات العالم كله رأساً على عقب، ويضع قضيته في صدر أولويات الدنيا…
نحن ها هنا والقدس لنا وفلسطين لنا، ونستطيع أن نشتّت قواكم، ونعصف بأمن ثكنتكم العسكرية بمسدسين وشابين فقط، فكيف إذا ذهبتم بعيداً وتجاوزتم حدود قواعد الاشتباك وتوازن الردع التي سبق أن صنعتها ونسجتها معارك و»حدة الساحات» و»سيف القدس»؟
في هذه الأثناء يعيش الكيان المؤقت واحدة من أسوأ أيامه في العلاقات الدولية:
سيّدته أميركا غارقة في أوحال أوكرانيا، وترتعب خوفاً من الآتي من صوب غوام والمحيط الهادئ وبحر الصين،
وهو يستعدّ حسب تصريحات لمسؤولين عنده للحرب مع الصين عام 2025،
وقرّر دعم منظومته الحربية في بوينغ بـ 10 آلاف عامل جديد..
ويدفع بكلّ حلفائه دفعاً للانخراط أكثر في المستنقع الأوكراني لتأخير الهزيمة ولو بضعة أشهر ليعيد ترتيب أوراقه…
حاضنته الأوروبية، تترنّح تحت ضربات الروسي لأسلحتها وجيوشها في معارك الطحن بالوكالة التي تخوضها واشنطن ضدّ مثلث الشرق الصاعد من تشانغهاي الى طهران، مروراً بالدونباس…
روسيا المتخلية عنه ديبلوماسياً والتي تحذره منذ بدء الحرب الأوكرانية، بالابتعاد عن الحرب المباشرة معه في أيّ ساحة من ساحات الصراع، لأنه قد يعني ذلك في لحظة ما، الانقلاب عليه لصالح أعدائه التاريخيين من العرب والمسلمين والفلسطينيين…
حتى بالمباشر وهو يخوض حرب الاستنزاف القاتلة في الضفة الغربية، والتي يزجّ فيها نحو 60 في المئة من جيشه، ترى سيّده الأميركي متردّداً بشكل يحصل للمرة الأولى في تاريخ الكيان:
هجوم ديبلوماسي من الإدارة الأميركية على تل أبيب يحصل للمرة الأولى:
سوليفان كان عنده قبل أسبوع، ووليام بيرنز قابع فيه منذ أيام، وبلينكن يزوره الأسبوع المقبل، وثلاثتهم قدموا وأتوا ليقولوا للمستوطنين ولنتن ياهو وبن غفير كلاماً واحداً:
لن نخوض معكم أيّ معركة من معارككم التصعيدية، وحتى يهدّئوا خواطرهم ويقللوا من رعبهم، عملوا لهم مناورات مشتركة…
المعلومات المؤكدة تفيد بأنّ 17 جنرالاً أميركياً يتوزعون مواقعهم في مختلف قطاعات الجيش الصهيوني ليشرفوا بأنفسهم ويضبطوا أيّ تصعيد ضدّ الفلسطينيين، أو أيّ طرف إقليمي،
لكن قبل ذلك وبعده ستكون الكلمة الفصل هي هي:
احذروا الوقوع في فخاخ المعارك الكبرى التي يشتهيها الفلسطينيون واللبنانيون والإيرانيون والسوريون واليمنيون، وساعتئذٍ قد تخسرون هذه المرة كلّ شيء…
لأننا لن نستطيع أن نكون معكم، فالقوقاز وأوكرانيا والمحيط الهادئ أهمّ عندنا من كلّ «الشرق الأوسط»…
لسان حال الأميركيين يقول وكما أرسلوا ذلك عبر سمسارهم القطري:
لا حرب ضدّ إيران، ونتمنّى منها العودة إلى طاولة المفاوضات،
والإسرائيليّ ملجوم ولن نسمح لحكومته المتطرفة في تخطّي قواعد الاشتباك أو توازن الردع القائم…
لذلك، وفي سابقة هي الأولى من نوعها يقف المتطرفون في تل أبيب جميعهم عاجزين عن الردّ،
كبيرهم يعلن أنه لن يذهب الى التصعيد،
وعملياً لا قصف على غزة، ولا اقتحام مدن أو مخيمات،
ويكتفون بعملية فاشلة من بعض عملائهم في إيران
ثلاث درون تحاول قصف مصنع للذخيرة
واحدة يتمّ صدّها فتقع صريعة على سقف المنشأة، كالهشيم تذروها الرياح،
وثانية تدوخ فتقع في شباك الدفاع المسدّدة سيتمّ عرضها قريباً،
وثالثة فجّرت نفسها خارج المحيط خوفاً…
وهكذا يكون الفدائي الفلسطيني لاعباً إقليمياً ودولياً بامتياز…
القرار لك يا ابن فلسطين
زدنا حباً زدنا عشقاً
والأمر لك.
بعدنا طيبين قولوا الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى