أولى

المنطاد وحكاية الفشل الأميركي المزدوج… أو المثلث؟

 

– يسلط الأميركيون الضوء الآن على الطائرة اف 22 التي أسقطت المنطاد الصيني قبالة ساحل ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية، وتخصّص قنوات فضائية عربية أوقاتاً خاصة لشرح الميزات “المذهلة” للطائرة بصفتها طائرة القرن الحادي والعشرين، والهدف التغطية على الحقيقة التي يمثلها الفشل الأميركي المزدوج.
– الفشل الأميركي الأول، سواء كان المنطاد لأغراض علمية وبحثية وبيئية، كما تقول الصين، أو كان لأغراض التجسس بصورة أولى، كما تقول واشنطن، هو أن المنطاد اقترب قبل أسابيع من الأجواء الأميركية والكندية التي تعتبر مدى إقليمياً واحداً بحكم تحالف الحكومتين السياسي والعسكري، ولم ينتبه له أحد، وإلا لصدرت البيانات والتحذيرات والاتهامات، ورسمت خطط التعامل مع المنطاد فور دخوله منطقة الأجواء الكندية الأميركية المشتركة، لكن ذلك لم يحدث، لأن التقنيات المتفوقة لواشنطن والمبهرة التي تليق بالقرن الحادي والعشرين، فشلت في اكتشاف المنطاد، وبقيت تفشل لأسابيع وأيام والمنطاد يتقدم ويقترب ويصل الى الأجواء الإقليمية الأميركية الكندية ثم يجول ويصول فوق الولايات الأميركية، وفوق مناطق شديدة الأهمية الاستراتيجية والحساسية، منها مواقع لصواريخ نووية، كما تقول واشنطن، ولم ينتبه لوجوده أحد، ثم يأتي من يحدثك بكل يقين عن القدرات العسكرية التقنية الأميركية المبهرة والتي لا تمرّ ذبابة في أجواء الآخرين لا تعرف بمرورها.
– الفشل الأميركي الثاني، هو أنه منذ اكتشاف المنطاد كرّست واشنطن كل تقنياتها وتفوقها في مجال الاتصالات والمعلوماتية، لتفعل ما فعله خصومها وخصوصاً إيران والصين، بالتحكم عن بُعد بمنطاد يتم التحكم به عن بُعد، وليس فيه بشر، والهدف وضع اليد على المنطاد سالماً والسيطرة على تجهيزاته والاستفادة من أي معلومات وتقنيات يحملها، وانتقاء ما يتناسب مع وضعه في التداول الإعلامي لخدمة أغراض التشهير بالصين، لكن واشنطن لم تبق ثلاثة أيام تفكر بما تفعل، أو تستعد لإسقاط المنطاد، بل بقيت ثلاثة ايام تحاول وتجرّب السيطرة على المنطاد وفشلت، وخشيت أن تحمله الرياح التي جاءت به إلى أبعد من الوسائل ويخرج من الأجواء الأميركية ويصبح إسقاطه عسكرياً عدواناً على الصين له مترتبات وتبعات، فقررت تغطية الفشل الأول والفشل الثاني بإسقاطه بصاروخ أطلقته طائرة من علو قريب من ارتفاعه، وهي ذلك تغطي الفشل الثالث، بعدما بدا أن الإسقاط نفسه معضلة تقنية، فصاروخ باتريوت يصيب أهدافه في مدى أقصى هو 20 كلم، والطائرات الحربية عموماً تحلق على ارتفاع 10 كلم، بينما المنطاد يحلق على ارتفاع بين 30 و37 كلم، وأكثر طائرة أميركية تصل الى ارتفاع قريب وتملك صواريخ دقيقة تصل الى اهدافها على مسافة كافية لتطاله، هي طائرة الـ أف 22 التي تحلق على ارتفاع يصل الى 20 كلم، وتملك أكثر الصواريخ الأميركية دقة وأبعدها مدى.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى