أولى

السعودية تتنحّى عن قيادة المواجهة ولا تقود التسوية

 

– خلال شهرين متفق على أن ينتهيا بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران برعاية ومتابعة من الصين، الأولوية السعودية هي للترتيبات الأمنية والسياسية التي تؤدي إلى وقف الحرب في اليمن، بمساعدة إيرانية وصينية، لكن ضمن تلبية العناوين الرئيسية للمطالب اليمنية التي يتفق الجميع على أنها مشروعة ومنطقية، خصوصاً وقف العمليات العسكرية وسحب القوات السعودية وفك الحصار عن المطار والموانئ؛ بينما الأولوية الإيرانية التحقق بشراكة صينية على وقف الدعم السعودي الأمني والمالي والإعلامي لجماعات المعارضة التي تقود عمليات التخريب والشغب في إيران.
– خلال هذين الشهرين لا مبادرات سعودية إيرانية مشتركة، تجاه الأزمات في المنطقة، خصوصاً أن إيران تتبنى منهج عدم التدخل في استقلالية حلفائها، والسعودية تتبنى الدعوة لعدم فتح الباب لما تسمّيه تدخلات ايرانية في البلاد العربية، لذلك سوف تسلك السعودية طريقاً مشتركاً مع الصين وروسيا نحو سورية، لن يكون ضمن جدول أعماله مطالب سعودية سابقة تتصل بالعلاقات السورية الإيرانية، أدى التمسك بها الى فشل محاولات ترتيب العلاقات، وأعلنت السعودية في مقاربتها الأخيرة للعلاقة بسورية الحاجة للتخلي عن المقاربات السابقة، واعتبرت إدارة الظهر لسورية بسبب سقوف سياسية عالية سلوكاً خاطئاً.
– في لبنان بدأت السعودية عبر زيارات سفيرها، خلافاً لكل التنبؤات التي تقدم بصفتها معلومات، إبلاغ جماعاتها أنها سوف تتنحى عن قيادة جبهة المواجهة مع حزب الله بانتظار ما سيحدث لاحقاً، وأنها لا ترغب بأن ينسب إليها قيادة أي مواقف عدائية نحو الحزب، أو أن تقدم هذه المواقف من متراس الدفاع عن السعودية، وأن الرياض سوف تعتمد لغة قوامها أن الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق لبناني، وأنها تحترم إرادة اللبنانيين وتدعوهم للتقارب سعياً للخروج من الاستعصاء، دون مطالبة أي من هؤلاء بتغيير مواقفهم سواء تجاه حزب الله أوتجاه الرئاسة، بينما حرص السفير السعودي على التأكيد لحلفاء حزب الله وخصومه معاً، أن الرياض لن تقود مشروع تسوية بين الأطراف اللبنانيين، سواء في الرئاسة أو سواها وأنها ستراقب وتتخذ الموقف المناسب، وأن هذا هو الموقف للشهرين المقبلين، وما سوف يتقرّر بعد ذلك يعرف في حينه.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى