أخيرة

دبوس

في الضفة أيضاً
على رجل ونص

الكابوس الذي يقضّ مضاجع كيان الإحلال، ويجعله يظنّ بأنّ عليه أن يفرض الاستسلام على شعب الضفة، وبأسرع ما يمكن، هو اندلاع صراع شامل في المنطقة، وهو ما يزال مشتبكاً مع أبطال وأسود الشعب الفلسطيني في المدن والقرى والحارات والأزقة، مما يضطره الى حشد نصف جيشه، وتجميده لقتال شباب الضفة الغربية…
يظنّ الأحمق بن غفير، وبالقياس الى نظرتهم القاصرة إزاء فلسفة الصراع، انّ الخسائر البشرية ستفضي الى تآكل إرادة الشعب الفلسطيني، ومن ثم ترويضه للقبول بما يريده الاحتلال، قد يفضي ذلك الى انهيار البناء النفسي لليهود، وليس للفلسطينيين، بل انّ ذلك سيؤدّي الى مضاعفة التصميم لدى شعبنا لمزيد من المقاومة، الخسائر البشرية لم تكن في يوم من الأيام عنصراً ضاغطاً ضدّ الشعوب المستضعفة، والتي قرّرت التضحية في سبيل الحرية والاستقلال، وضدّ الظلم والفاشية والعنصرية.
لقد كان الـ ratio للخسائر البشرية في الحرب الفييتنامية، أميركي مقابل كلّ مئة فيتنامي، وخرج الشعب الفيتنامي منتصراً، وكان الـ ratio في حرب 2006 بين حزب الله والعدو «الإسرائيلي» هو «إسرائيلي» مقابل كلّ 10 لبنانيين، وخرج حزب الله منتصراً انتصاراً باهراً، أما المعدل في فلسطين المحتلة، في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 2022 فلقد كان «إسرائيلي» مقابل كلّ 7 فلسطينيين، وهو معدل جيد إذا أخذنا بعين الاعتبار فارق التسليح والمقدرة الميكانيكية، والإمكانيات المادية واللوجستية…
ليس هنالك ما يدعو الى القلق، فالهدف يجب ان يكون دائماً هو إبقاء هذا العدو في حالة حشد وارتباك، وباللبناني، على رجل ونص، ويكفي للإبقاء على هذه الحالة، عملية واحدة كلّ شهر، وسنرى جليّاً أهمية ذلك في حالة اندلاع قتال شامل، أو شبه شامل، سيضع وضع كهذا العدو بين خيارين، إما الإبقاء على قواته في الضفة في حالة حشد مما سيؤدّي الى تهتّك وضعه على الجبهات اللأخرى، والتعرّض لهزائم مرة، او يقوم بسحب هذه القوات من الضفة لتعزيز الجبهات الأخرى، فتصبح فوراً كلّ المدن الفلسطينية في وضع مثل وضع غزة، وتصبح المستوطنات في وضع بالغ الهشاشة، وسيصبح بالإمكان تدميرها وتفكيكها.
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى