الوطن

الأمانة العامة للأحزاب العربية اجتمعت في دمشق وندّدت بالحصار على لبنان لاستهداف المقاومة

صالح: أميركا وحلفاؤها شنّوا حرباً كونية على سورية كونها نقطة ارتكاز العمل القومي وحصن المقاومة

ـ المشاركون أكدوا أنّ سلسلة الانتصارات في فلسطين ولبنان وسورية نبراس وضّاء في مسار نهوض الأمة وتنبئ بفجر جديد للبناء والتقدّم والتقارب

ـ اللقاء مع الرئيس الأسد شكل فرصة مهمة لتبادل الرؤى والأفكار والمشاركون صمود سورية الأسطوري وانتصارها الباهر على كلّ محاولات زعزعة كيانها وضرب سيادتها

 

عقدت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية اجتماعات دورتها الطارئة الثالثة والستين في دمشق تحت عنوان «نعم لوحدة سورية وسيادتها ومشروعها القومي… لا للحصار والعدوان على سورية».
وفي كلمة له خلال الافتتاح أكد عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي ـ الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح أنّ انعقاد المؤتمر في دمشق هو إعلان الأحزاب العربية عن تضامنها مع سورية في ظلّ الظروف التي تتعرّض لها، إضافة إلى الكارثة الإنسانية التي أوْدت بحياة آلاف الضحايا، ودمّرت البنى التحتية، مشيراً إلى أنه من واجب الأحزاب القدوم إلى سورية وإعلان تضامنها معها ورفع الصوت لكسر الحصار عنها، وهو الذي يزيد من معاناة الشعب السوري وعدم قدرة الدولة على الإيفاء بما يجب لإسعاف وإنقاذ السوريين من الأزمة التي يعانون منه، خاصة المتضررين من الزلزال الكارثة.
ولفت صالح إلى أنّ جدول الأعمال يتضمّن الرؤى والآليات التي يمكن وضعها لتأمين تدفق المساعدات والمعونات إلى سورية قائلاً: «إننا نراهن على الشعوب والأحزاب لأنها تمثل الحراك الشعبي العربي بشكل أساسي».
وأشار صالح إلى ضرورة تفعيل العمل الحزبي العربي المشترك، حيث تنعقد هذه الدورة الطارئة في دمشق قلعة العروبة وقلب الأمة النابض فيما الأمة تمرّ بتحديات تستهدف تقسيم وحدتها، وبث الفتنة فيها خدمة للعدو الصهيوني ومخططه المعادي، مبيّناً أنّ الأميركيين أشعلوا عدداً من الحروب في المنطقة خدمة لهذا العدو.
وأعرب صالح عن أصدق مشاعر التضامن مع سورية والوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي تكبّد خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب سورية مؤخراً، بعدما قدّم هذا الشعب تضحيات كبيرة خلال السنوات الـ 12 السابقة دفاعاً عن العروبة ودعماً لقضايا الأمة.
وأكد صالح أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها شنّوا حرباً كونية على سورية لإسقاطها لكونها نقطة ارتكاز العمل القومي وحصن المقاومة، ولكن سورية شكلت خط الدفاع الأول عن مصالح الأمة وقضاياها العادلة فألحقت الهزيمة بالإرهاب التكفيري الذي كان يسعى إلى بسط هيمنته على كيانات الأمة، مبيّناً أنّ كلّ ذلك ما كان ليتحقق لولا تضحيات الجيش السوري الباسل وصمود الشعب وشجاعة قيادته.
وأوضح صالح أنه عندما عجزت أميركا وحلفاؤها عن تحقيق أهدافهم من خلال الحرب الكونية لجأوا إلى سلاح الحصار الظالم تحت عنوان ما يُسمّى «قانون قيصر» للضغط على سورية وشعبها الذي تعرّض للتجويع لكنه لم يستسلم بل صمد وواجه وتحمّل.
وأشار صالح إلى أنّ معيار العروبة والالتزام بها هو دعم شعبنا الفلسطيني الأبي وقضيته المحقة ومقاومته الباسلة، منوّهاً بالمواجهة البطولية للفلسطينيين ضدّ الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته اقتحام المدن والمخيمات وحرم المسجد الأقصى، وتمسكهم بحقهم في استرجاع أرضهم ومقدساتهم.
واستعرض صالح مجمل القضايا للدول العربية وحال الأمة والأوضاع والتحديات التي تواجهها إضافة إلى المواقف والتطورات الإقليمية والدولية، مشدّداً على أهمية المناقشة بين أعضاء المؤتمر بعمق وموضوعية لجميع الوسائل والآليات التي تعزز دور المؤتمر وحضوره ليواكب الأحداث ويكون قادراً على مواجهتها.
من جهته أوضح عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور مهدي دخل الله أنّ السوريين يواجهون الإرهاب باسم كلّ العرب، ولو سقطت سورية لسقطت الدول العربية كلها، لذلك لا بدّ من محاولة الارتقاء بمستوى أداء الأحزاب العربية.
وأشار دخل الله إلى أنّ حزب البعث العربي الاشتراكي سيقدّم خلال المؤتمر برنامجين حول دعم صمود سورية وفلسطين، ودور الأحزاب في رفع مستوى الوعي في مواجهة الليبرالية الجديدة، آملاً بأن يكون هناك تحوّل نوعي في الحركة الحزبية العربية.
وأكد عضو الأمانة العامة وأمين سر المؤتمر عبد الله منيني أنّ الاجتماع الطارئ جاء بعد كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب سورية، وارتقى بسببه الكثير من الضحايا حيث بات واضحاً للعالم أجمع أنه لولا العقوبات الغربية والأميركية لكانت مواجهة هذه الكارثة أفضل، لأنّ العقوبات التي منعت عن السوريين الغذاء والدواء والآليات والأجهزة الطبية هي شريك في قتل السوريين إلى جانب الزلزال.
وأكد منيني أنّ وحدة سورية وقرارها المستقلّ ضمانة لكلّ الواقع والانتماء العربي، مشيراً إلى أنّ الأحزاب جاءت إلى سورية لدعم جهودها في محاربة الإرهاب وتحرير أرضها من كلّ الاحتلالات الموجودة ودعم جهودها في إعادة الإعمار والبناء وفي مواجهة كلّ تداعيات الحرب الإرهابية التي ساهمت في تدمير البنية التحتية والمقدرات السورية.
البيان الختامي
وبنتيجة المداولات خلال الاجتماع الطارئ للأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بدورتها الثالثة والستين، المنعقد في دمشق أصدر المشاركون بياناً ختامياً دعوا فيه الأحزاب المنخرطة في المؤتمر والفاعلة ميدانياً إلى المساهمة الفاعلة في تجسير الصلات بين الدول العربية الشقيقة، والمساعدة في حلّ خلافاتها الداخلية والبينية.
وقال البيانهم الختامي: «في ظرف دولي وعربي يتسم بمتغيّرات جذرية تعد بقيام علاقات دولية أكثر توازناً، وتفتح آفاقاً جديدة لحضور عربي فاعل، احتضنت دمشق عاصمة العروبة وقلب عواصم محور المقاومة، أعمال الدورة الطارئة الثالثة والستين للأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، والتي افتتحت بلقاء مع القائد العربي الكبير الرئيس بشار الأسد، تميّز بالحفاوة والصراحة والحوار المعمّق والبنّاء في مجمل الموضوعات والقضايا التي تحتلّ صدارة الاهتمام».
وأضاف البيان: «إنّ اللقاء مع الرئيس الأسد شكل فرصة مهمة لتبادل الرؤى والأفكار، وقد ثمّن المشاركون صمود سورية الأسطوري في وجه العدوان الغاشم على أرضها وشعبها، وانتصارها الباهر على كلّ محاولات زعزعة كيانها وضرب سيادتها، وأشاروا إلى أنّ سلسلة الانتصارات التي تحققت في فلسطين ولبنان وسورية والتي شكلت نبراساً وضاء في مسار نهوض الأمة العربية في جميع أقطارها تنبئ بانبلاج فجر جديد للبناء والتقدم والتقارب».
ولفت البيان إلى أنّ اللقاء تناول أيضاً موضوع انعكاسات الوضع الدولي الجديد على السياسات العربية، وما تؤدّي إليه من تطورات إيجابية، ومنها ما استجدّ من تطوّر على العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران، وما يترتب عليه من رأب الصدع في علاقات الأمة مع جوارها الحضاري ومن سدّ للطريق، والذرائع أمام سياسات تمزيق العلاقات التاريخية بين دول الإقليم الحضاري الواحد.
وأكدت الأمانة العامة دعمها للشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة العدو الصهيوني، وإدانتها بشدة ما يرتكبه من جرائم ومجازر ومحارق، مجدّدة الدعوة لمقاطعته وطرده من البرلمانات الدولية كافة، وإبطال انتخابه في لجنة مكافحة الإرهاب.
وأعربت الأمانة العامة في البيان الختامي عن تقديرها وإجلالها لتضحيات شهداء وأسرى فلسطين، ودعت للتصدّي بأشكال المقاومة كافة لمشروع العدو الهادف لشطب الهوية الفلسطينية، والمستهدف وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة.
وندّد البيان الختامي بالحصار على لبنان، مؤكداً أنّ ما يواجهه اليوم من أزمات ما هو إلا استمرار للمشروع الأميركي في إقامة شرق أوسط جديد، وانعكاس واضح للضغوط السياسية والاقتصادية الأميركية الهادفة إلى حصار المقاومة.
ودعا البيان إلى توافق وطني واسع في ليبيا يحفظ وحدتها أرضاً وشعباً، ويسهم في المحافظة على استقلالها وسيادتها، ويضع الأسس الكفيلة بتحقيق التقدم والازدهار.
وطالب البيان الختامي بالحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله وسيادته ورفع الحصار عنه، ووقف الاعتداءات عليه، ودعا الأطراف اليمنية إلى حوار يفضي لتسوية سياسية تحقق السلام المستدام.
وأعرب البيان عن القلق البالغ من التدخلات الخارجية في الشأن السوداني التي أخّرت عملية الانتقال الديمقراطي، مطالباً بالسماح للشعب السوداني باختيار الحكم وفق إرادته بعيداً عن الوصاية ومخططات السيطرة على موارده.
وطالب البيان بحوار وطني شامل في البحرين يعالج الصعوبات المحدقة بالبلاد، والتي تشكل خطراً على أمنها وازدهارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى