أولى

باربرا ليف تتفقد غنماتها

سبق أن بشرت معاونة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف في شهر تشرين الثاني بذهاب لبنان الى الأسوأ قائلة إن هذا الأسوأ يبدو مفيداً وضرورياً، فالأسوأ برأيها يحرك الشارع ويفرض مناخاً سياسياً ضاغطاً لقبول ما لم يكن مقبولاً. والأسوأ بما في ذلك الانهيار أفضل من ترميم الوضع الحالي، لأن البناء من تحت الرماد أقل كلفة من الإصلاح كما قالت، ودائماً عند باربرا ليف المعيار للتقدم والإصلاح واحد وهو إضعاف المقاومة.
تدرك باربرا ليف أن تغيرين كبيرين قد حدثا منذ ذلك الكلام، الأول هو تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لحكومة باربرا ليف بالذهاب الى الحرب مع «إسرائيل»، بصفتها اليد التي توجع الأميركي، إذا واصل الأميركي دفع لبنان نحو التجويع والفوضى باعتباره اليد التي توجع المقاومة، والثاني هو الاتفاق السعودي الإيراني من خارج العلبة الأميركية وتحت المظلة الصينية، ما يعني أنه ما عاد ممكناً احتساب جماعة السعودية في لبنان كجزء يمكن الاعتماد عليه في الخطط الأميركية.
تأتي باربرا ليف لتحسب غنماتها في لبنان، وتحسب حجم القطيع المطيع، ومدى كفايته للمضي في خطط الفوضى في ظل التغييرات، وتبدأ بفرز جماعتها عن جماعة السعودية خشية تبلور موقف سعودي مختلف لبنانياً مع تداعيات مرحلة ما بعد الاتفاق مع إيران في الشهور القليلة المقبلة، وإقامة الحساب لما يمكن فعله في ظل تهديد حزب الله بالحرب بوجه خطر الفوضى، ومدى كفاية غنمات القطيع للمضي قدماً بالانفراد.
ما شهدناه في الأيام الماضية على صعيد التلاعب بسوق الصرف، واختبارات الشارع، كانت مقدّمات لزيارة ليف، لقراءة المعطيات الجديدة، وتقدير الموقف لكيفية التعامل معها.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى