أولى

لبنان تفصيل محدود في المحيط العربي

‭}‬عمر عبد القادر غندور*
اذا ما خربت، ما بتعمر …
وبعد أن ظهر الفساد في البر والبحر وفي سائر مرافق الحياة في الدولة ومصارفها وإداراتها ورجالاتها، ويتفلت سعر صرف، وتقفز معه أسعار المحروقات وجميع حاجات الناس اليومية حتى بلغ سعر كيلو البصل مئة وعشرة آلاف ليرة حتى شقّ طريقه الى «علب الهدايا» النفيسة! ورغم اليأس الذي يفتك بأعصاب الناس كافة، لن نفقد الأمل لاسباب سنشرحها في سياق هذه العجالة…
ولأننا لا نغفل التاريخ لكثرة ما فيه من عبر ودروس، نذكر انّ لبنان عرف المجاعة منذ قرن وتذوّق طعمها عذاباً ومرضاً وموتاً، وامتزجت فيها العوامل الطبيعية والاجتماعية والسياسية، وعرف لبنان العام 1915 فظائع الإقطاع المتوارث والفساد، وضخت السلطات المحلية كميات من العملة الورقية من دون غطاء لهذه العملة، ذكّرتنا بالليرة اللبنانية في حاضر أيامنا التي داسها الدولار وسجل تحليقاً فلكياً…
ولأنّ التاريخ هو مجرد مدوّنة جامدة ولا يستطيع إنتاج ذاته من جديد، لأنّ المفسدين في الأرض من سياسيين ومتسلطين هم من يستطيع إعادة إنتاج الجوع وتفشي الأمراض وفقدان الأدوية وهلاك البشر! ولا بدّ من التذكير أنّ ثلث الشعب اللبناني هلك عام 1915 جوعاً ومرضاً…
وفي قراءتنا للمرحلة الحالية التي يمرّ بها لبنان والمنطقة، لم نفقد الأمل بغد أفضل للوقائع التالية:
ـ بعد الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية وإنهاء الخلافات تتعطل الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة والى غير رجعة.
ـ الانفتاح العربي على سورية بحيث باتت عودتها معبّدة الى جامعة الدول العربية.
ـ التحضير لقمة عربية بحضور سورية تؤسّس لتفاهمات ستنعكس على علاقات حسن الجوار والتبادل التجاري وغيره.
ـ التحضير لعودة مصر لتلعب دورها الريادي بين أشقائها العرب وهي التي تمثل ثقلاً كبيراً في العالمين العربي والاسلامي.
ـ ولأنّ لبنان بتنوّعه الثقافي وتمسّك أبنائه من المسلمين والمسيحيين بأرض آبائهم فهم الأكثر حرصاً على التفاهم في ما بينهم وفي محيطهم، وفتح صفحة جديدة تعيد دور لبنان السياسي والثقافي والسياحي والاستشفائي، ولأنّ مشكلتهم هي تفصيل في أجندة عربية كبيرة، لا بدّ من انتصار العقل على ما دونه من جزئيات صغيرة.
ـ ولأنّ «إسرائيل» التي يترأسها اليوم اليمين المتطرف والمتداعي داخلياً، ولأنّ المقاومة الفلسطينية في داخل فلسطين في أعلى درجات ترحيبها بالشهادة، ولأنّ محور المقاومة يرابط على مساحة الجغرافيا المحيطة بفلسطين المحتلة، ولأنّ الولايات المتحدة انسحبت من عمق القارة الآسيوية في أفغانستان، والمشغولة بتوريط القارة الأوروبية في الحرب الروسية الأوكرانية، تفضل الانشغال في بحر الصين ومراقبة عدوّها الاول وهي الصين…
لذلك نرى بارقة أمل في الاتفاق الإيراني ـ السعودي الذي سيزيل الألغام بعون الله… كلّ الالغام في شرقنا العربي.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى