أخيرة

دردشة صباحيّة

يوم حجز «يومُ الأرض» مقعداً له في المدرسة

} يكتبها الياس عشي

 بعض الأحداث تبقى في الذاكرة رغم السنوات العديدة التي تفصلك عنها، فقبل ما يقارب الثلاثين عاماً، وبالتحديد في اليوم الثلاثين من شهر آذار، قصدت، كما في كلّ صباح، مدرسة طرابلس الإنجيلية للبنات والبنين التي كنت فيها أستاذاً لمادتي الأدب واللغة العربيين، ومنسقاً عاماً لهما.

قرع جرس الصباح. دخلت قاعة الصفّ فلم أرَ التلاميذ، علمت بعد قليل أنهم يصرّون على الخروج من حرم المدرسة، والتظاهر في الشارع بمناسبة «يوم الأرض». طلب منّي الرئيس معالجة الوضع بالأسلوب الذي أراه مناسباً.

خرجتُ إلى التلاميذ، ورغبتُ إليهم مرافقتي إلى الصفّ لمناقشة الموضوع، والتحدث عن يوم الأرضلبّى التلاميذ رغبتي، ودخلنا الصفّ.

سألتهم: لمَ الاحتفالُ بيوم الأرض؟ ما هو الحدث الذي جرى حتى تحوّل الاحتفال بيوم الأرض إلى مناسبة وطنية؟ فإذا عرف واحد منكم ما هو الحدث سأخرج معكم للتظاهر، وإذا لم تعرفوا سنبقى في الصف، وسيكون العنوان الرئيس لدرس اليوم: يوم الأرض والقضية الفلسطينية.

وجاءت الأجوبة متشابهة: يوم الأرض يعني المطالبة بعودة الأرض الفلسطينية إلى أصحابها.

ابتسمت، ووفيت بوعدي، وطلبت منهم، بعد أن جاءت أجوبتهم خاطئة، أن يغلقوا كتاب الأدب، لأفتح قوسين في هذا اليوم وأتحدث عن حجم الجريمة التي ارتكبها الصهاينة في الثلاثين من آذار عام 1976.

في ذلك اليوم قامت السلطات الصهيونية بمهاجمة الفلسطينيين في أراضيهم، فاستولى اليهود على آلاف الدونمات، ليحوّلوها، بعد أن قطعوا أشجارها، إلى مستوطنات يهودية، فثار الفلسطينيون، واشتبكوا مع المهاجمين، فاستشهد ثمانية وجرح المئات.

ومن أجل أن تبقى هذه الذكرى علامة فارقة من علامات الدفاع عن الأرض، وعن الهوية، وعن حضورنا القومي، من أجل كلّ ذلك يحتفل الشارع الوطني بيوم الأرض

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى