الوطن

«صدى فور برس» أقام حفل إفطاره السنوي برعاية مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله وبحضور حشد سياسي وإعلامي وحزبي ونقابي محمد عفيف: نشهد في السياسة والإعلام ظاهرة العودة من العالمية إلى المحلية الشديدة الضيق علي أحمد: نحن أبناء نهج المقاومة والحقيقة ونسعى لتأدية مهمّتنا الإعلامية بصدق ومهنية ـ ملتزمون جميعاً وسوياً في هذه البقعة من الشرق بالأرض المقدسة التي اسمها الوحيد فلسطين من الآن الى أبد الآبدين

أقام موقع «صدى فور برس» الإخباري، في «مطعم الساحة»، حفل إفطار بمناسبة العيد الـ 11 لتأسيسه، برعاية مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف، حضره عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حميّة، وزير العمل د. مصطفى بيرم، النائبان د. حسين الحاج حسن ود. قاسم هاشم، الوزراء والنواب السابقون: د. عدنان منصور، د. حمد حسن، جورج قرداحي، إميل رحمة، أنور جمعة ورئيس تحرير جريدة «البناء» ناصر قنديل.

كما حضر سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني ممثلاً بالمستشار السياسي السيد مهدي نبيوني، القائم بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية في لبنان د. علي دغمان، ممثل السفير الروسي في لبنان إيفان ميدفيدسكي،  السفير العراقي في لبنان ممثلاً بالمستشار د. مدين الكلش، رئيس مركز باحث للدراسات الفلسطينية والإستراتيجية البروفيسور يوسف نصرالله، رئيس المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي، نقيب خبراء المحاسبة المجازين في لبنان عفيف شرارة، ممثل مدير عام أمن الدولة المقدم إبراهيم شرقاوي، ممثل مدير عام الأمن العام بالإنابة المقدم شوكت جمعة، أعضاء اللقاء الإعلامي الوطني، وحشد من الإعلاميين والصحافيين وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية وعلماء الدين وجمع من الأصدقاء.

كذلك حضر الفنان المتألّق معين شريف، المنشد علي العطار والشاعر نزار فرنسيس الذي ألقى في ختام الحفل بعضاً من قصائده.

بعد النشيد الوطني عُرض تقرير موجز عن تطوّر العمل في موقع «صدى فور برس»، وجرى التعريف بأعضاء الفريق الإداري، وهم: مدير الموقع علي أحمد، المستشار د. قاسم حدرج، الإعلامي جورج ياسمين، مدير التحرير المسؤول في جريدة «البناء» رمزي عبد الخالق، الخبير الاستراتيجي د. علي حمية، الخبير الاقتصادي والمالي أحمد بهجة، الباحثة الأكاديمية د. بادية سرور، الكاتبة المختصة بالشأن الفلسطيني مريانا أمين، الكاتب والمحلل منجد شريف، الإعلامية ريم عبيد والإعلامي باتريك رومانوس.

 كلمة موقع «صدى فور برس»

بداية ألقت الإعلامية ريم عبيد كلمة التقديم، ثم ألقى مدير موقع «صدى فور برس» عضو لجنة المواقع الإعلامية علي أحمد كلمة قال فيها: بإسم راعي حفلنا الكريم مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف وبإسم إدارة موقعنا «صدى فور برس» الإخباري نرحّب بكم جميعاً

بدايةً نتوجه إليكم بالشكر لتلبيتكم دعوتنا على مائدة إفطارٍ متواضعة لكنّها بحضوركم أصبحت مائدةً وطنيةً غنيةً عامرةً جامعةً تحوي كلّ الأصناف الراقية وتشكل لوحة لبنان الجمالية التي تجسّد ثقافة التنوع بل كلّ مكونات الشعب اللبناني، وربما ليس من قبيل الصدفة بل هي إشارة إلهية مفرحة أن يتزامن الصوم المسيحي الإسلامي مع بعضهما البعض، كما أنه من المرات النادرة جداً أن يتفق السنة والشيعة على موعد بداية شهر رمضان، بالتزامن مع انفراجات سياسية نتمنّى ان تلقي بظلالها الإيجابية على لبنان المأزوم، وأن تمثل بارقة أملٍ سياسيٍّ اقتصاديٍّ تنقل لبنان من حالة الحصار الى حالة الانتشار والازدهار.

أضاف أحمد: انّ ما يعانيه وطننا الحبيب على كافة الصعد كان كفيلاً بإسقاط أكبر الدول، ولكن الإصرار على التمسك بمعادلته الماسيّةالجيش ومعه كافة الأجهزة الأمنية، والشعب الذي قاوم الحصار وسياسة التجويع، والمقاومة التي كانت حاضرةً في كل ساحٍ للدفاع عن الوطن وشعبه وثرواته

فـ تحيةً لهذه الثلاثية الممثلة اليوم بيننا بحضور أركانها في حفلنا الجامع الذي يأتي تأكيداً على التمسك بها وبأنها الركيزة الأساسية لإعادة بناء لبنان .

وبما أنّ الحرب لم تكن عسكريةً واقتصاديةً فحسب، بل كانت في جانب منها حرباً إعلاميةً شرسةً، ولأننا خريجو مدرسة الصدق والحقيقة، ونتبع نهج المقاومة بالكلمة الصادقة والجريئة، فقد كان أداء موقعنا صورةً طبق الأصل عن هذا النهج وهذه المدرسة، ولم نعتمد يوماً أسلوب الإثارة والغرائزية على حساب المصلحة الوطنية والمصداقية، فنحن لا نريد أن نكون الأقوى حضوراً بل الأصدق قولاً فنتمنّى ان نكون ممّن يؤدّون رسالتهم الإعلامية بصدقٍ ومهنيةٍ فيكتب لنا نصيبٌ بأن نكون أمناء على دماء الشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم في سبيل كرامة وعزة ورفعة لبنان.

وختم أحمد قائلاً: كما أنّ سقوط قرصِ الشمس في البحر يشكلُ إيذاناً لمئات ملايين البشر بالتخلص من التعب والجوع والعطش، فأتمنّى أن يكون التوافق السياسي الإقليمي والداخلي هو بمثابة قرص الشمس الذي يسقط في بحر أزماتنا فيكون إيذاناً بإنهاء معاناة اللبنانيين والشعوب كافةً لتشرق عليها شمس الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية

كلمة الحاج محمد عفيف

وألقى مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف كلمة استهلها بالقول: بدايةً، كنت قد أعددت نصاً مقتضباً لا في السياسة، بل في فكر السياسة، أنظر فيها إلى الأزمة التي يمرّ بها بلدنا، وأسبابها العميقة، ومآلات الحلول، ولا أزعم أنها من بنات أفكاري، بل هي من المرسلات التي سبقني إليها كثيرون، شذّبت بعضها وأضفت إليها، يحدوني الأمل، ومتطلعاً إلى مستقبل أفضل، غير أنّ أزمة توقيت الساعة، وفيها ما فيها، دفعني عن العزوف في المضيّ فيها، وأمسكت عن الكلام غير المباح، مغبّة سوء الظن، ومشقة الإيضاح، وعدلت إلى نقاشٍ في شؤون المهنة وشجونها الكثيرة، مما يحتمله هذا اللقاء الإعلامي الواسع.

بعيداً عن الإسفاف والشحن الطائفي، في قضية كان يمكن أن نتجاوزها بالحوار الصريح والنقاش الهادئ والعميق، الذي هو الحلّ الوحيد لكلّ القضايا بين اللبنانيين بما فيها كبرى القضايا العالقة حالياً، وهي رئاسة الجمهورية، ونؤكّد أنّ توقيتنا الحقيقي هو المقاومة ووحدة اللبنانيين والدفاع عن لبنان الواحد الموحد.

أضاف: أتقدّم منكم بخالص التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك جعله الله معراجاً للكمال الإنساني، وهذا هو غاية الصوم الذي اتسمت به أديان التوحيد، وأبارك لإخواني المسيحيين عامةً والمشاركين معنا هذا الإفطار خاصة بالصوم الكبير على أمل القيامة والفصح المجيد.

وسأل: هل من داعٍ للقول إنّ المسيحية ولدت هنا في الشرق في بلادنا، وإنّ الآلام هنا، إنّ القيامة هنا؟ ذلك لا على سبيل التفاخر بالمكان المقدّس في بيت لحم وهو مستحقّ، فالأديان جميعها عالمية الرسالة عالمية الإيمان لا تحدّها جغرافية، ولا يوقفها زمان، إنما لتؤكّد أننا جميعاً في هذه البقعة من الشرق ملتزمون سوياً بالأرض المقدسة التي اسمها الوحيد فلسطين من الآن الى أبد الآبدين والتي باركنا حولها فكان بلدنا واحد الإيمان، ثنائي الدين، متعدّد العبادات والآيات الطقوس، ومنها هذا الطقس الرمضاني الجميل في الشكل والمضمون، لما فيه من إعلاء للقيم، وتقديرٍ مزدوجٍ للفرد والجماعة، وسمو الروح في الذات والمعنى، ولهذا فإنها مناسبة أن أتقدّم من المجاهدين أينما حلوا بالشكر، إذ لولاهم، لما كان أمان، وإلى كلّ الشهداء الأحياء في دروب القدس وأخواتها بين البحر النهر إذ لولاهم لما بقي أمل.

ثم أكرر الشكر للأستاذ علي أحمد وفريقه المتألّق، على هذه الدعوة الكريمة، والجمع الفاضل.

وأعود لأتوقف عند مبدأ يبدو أننا تجاهلناه في إطار عملنا وهو أهمية العلاقات العامة في العملية الإعلامية السياسية، وذلك أنّ السياسة والإعلام صنوان لا ينفصلان، يؤثران ببعض ويتأثران ببعض، وأنّ العمل على تحسين صورة المنتج الإعلامي، (موضوعاً، أو مؤسسة أو فرداً) يجب أن يبقى هدفاً مستمراً، وإذا كنا نجتمع اليوم بدعوةٍ كريمةٍ من موقعٍ ومنصة، «تابعته ووقفت إلى جانبه حيث استطعت»، فإنّ هذا اللقاء هو أحد مصاديق النجاح في العلاقات العامة الفعّالة.

لذلك، أرجو أن تسمحوا لي بالإشارة إلى عددٍ من النقاط:

1 ـ إنّ العدد الكبير من المواقع الإلكترونية لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي طبيعي لكنه غير صحي وسوف تتكفل الأيام وحدها (حتى لا أقول الفيزياء) بترشيد الوضع تدريجياً على غرار ما يحصل في الأسواق ولذا أنصح بعدم الارتجال ودرس الخطوات والتأني في اتخاذ القرار قبل إنشاء أيّ موقع جديد. بالطبع لا يشمل كلامي بتاتاً الناشطين الأفراد على وسائل التواصل الإجتماعي الذي يستحقون التنويه لأنهم جنود حقيقيون على الخطوط الأمامية في جهاد التبيين.

2 ـ كنت قد دعوت العام الماضي إلى لقاءٍ تشاوري لتبادل الرأي حول السبل الآيلة إلى تحسين الوضع مالياً ومهنياً، ومنها الاندماج بين عددٍ من المواقع ذات الأهداف الواحدة، وتخفيف الأعباء، لكن دعوتي لم تلق آذاناً صاغية، لماذا؟ لأننا نفضّل العمل الفردي على العمل الجماعي، الملكيات الخاصة على المؤسسات، وهذه حرية أقدّرها وخيار لا أعارضه وحق لا نقاش فيه، ولكن الحسابات البسيطة تعلّمنا أنّ الارتجال خطأ، والواقع غير الأحلام، اللهم إلا من تمكّن من تحقيق ثنائية الإبداع التمويل.

3 ـ التكنولوجيا ليست منتجاً مستقلاً عن الإنسان، وإذا كنا نشهد تطوّراً مذهلاً وآفاقاً مفتوحة فإنّ الفكرة القائمة على الاستبدال الحتمي ليست حتمية، بل أنّ ذلك يحصل وفق الشروط الطبيعية عند الإنسان وعند الطبيعة، مثلها مثل السياسة وعامة شؤون الحياة.

سأقرّب الفكرة أكثر في المجال الإعلامي، يعتقد كثيرون أنّ جهاز الهاتف حلّ أو سيحلّ قريباً مكان التلفزيون، وانّ التلفزيون هو الماضي وانّ نسخةً معدلةً مطورةً من الهاتف هي المستقبل، وهذا الوهم ساد مع إنشاء التلفزيون والإذاعة على حساب الصحيفة والكتاب والكتابة، لا شكّ أنها فكرة خاطئة لاعتبارات عديدة لا مجال لمناقشتها حاليا، ونحن على مائدة إفطار.

أولاً، لأنّ الحياة تتسع لكافة أشكال التعبير وثانياً لأننا إذا أردنا تغطية واسعة لحدثٍ ما متعدّد الأبعاد أو حضور مباريات كرة القدم نلجأ إلى التلفزيون، والأرقام المالية لهذه الصناعة، أكبر مؤشرٍ على ذلك، هل نريد دليلاً إضافياً أنّ صناعة أجهزة التلفريون تزداد قوةً في الأسواق، وهل نفهم في الحسابات المالية أكثر من آباء المهنة؟

4 ـ ثمة ظاهرةٌ مقلقةٌ في وسائل الإعلام ومنها ما يحصل على ساحة الفضاء الإلكتروني بكلّ أدواته هو العودة من العالمية إلى المحلية الشديدة الضيق.

لقد كان طموح أيّ ناشر أن يوزّع صحيفته في مدينته ثم في الأطراف قبل أن يبحث عن سبيلٍ لتوزيعها في دول الجوار، فإنْ أمكنه أن ينتقل إلى بعض مدن العالم لفعل (صحيفتا الشرق الأوسط والحياة مثالاً)…

عندما نشأت التلفزيونات (TL مثالاً) كان مبتغاها أن تصل إلى مشاهديها المحليين قبل أن يولد البث الفضائي، MBC) مثالاً)، مع ولادة البث الفضائي أصبح الهدف المرتجى هو المنطقة والإقليم، عندما ولدت (CNN) ركزت في دعايتها الأولى أنها قادرة على الوصول إلى أكثر من 150 بلداً حول العالم. كان هذا تعبيراً في ساحة الإعلام عن ظاهرة العولمة (الهيمنة الثقافية الأميركية على العالم/ وتأثيرها السياسي في ظاهرة التجمعات السياسية الكبرى ـ أوروبا الموحدة).

الآن نشهد ظاهرة معاكسة وهي العودة إلى المحلية، (مثالا MBC مصر،  MBC العراق، وقريباً MBC لبنان).

وتوأم هذه العودة الإعلامية هو في السياسة Back to America، الخروج من اتفاقية كيوتو للمناخ، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي  Brexit،

وأبرز دليلٍ على الابتعاد عن العالمية والعودة إلى المحلية، وهي شعارات شهدناها في السنوات الأخيرة: أميركا أولاً، لبنان أولاً، مصر أولاً، العراق أولاً، إيران أولاً

وبالتالي اننا نشهد إنشاء مواقعٍ الكترونية محلية وأخرى محلية على النطاق الضيق مثل موقع بنت جبيل، موقع أبناء الصعيد، موقع أهالي كربلاء

وذلك يعني الخروج من الثقافة الجماعية وبيئة الأمة الواحدة وقضاياها وتطلعاتها، إلى شؤون المحلة والقرية، الانشغال بأخبار صغيرة، كالزواج والتعازي، وهذا اتجاه إن استمرّ سيلعب دوراً مؤثراً على الصعيد الفكري، وبناء الذات الإنسانية وتعزيز الظاهرة الفردية على حساب رؤية شاملة تملكها الأديان والأفكار الكبرى في التاريخ «الماركسية، شعارات الثورة الفرنسية،» ترى العالم كله وطنا وتعتقد أنّ قضايا الحق والعدالة والتحرر، ومواجهة الظلم ومقارعة العدوان، هي قضايا تهمّ الإنسانية جمعاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى