أخيرة

دبوس

يا فتّاح يا عليم
يا رزّاق يا كريم…

تماماً كما قالوا بعد استشهاد شيرين ابو عاقلة، بأنّ الرصاصة انطلقت من الجانب الفلسطيني، ثم غيّروا القصة بعد ذلك، وبعد ان بيّن التشريح، انّ الرصاصة التي قتلت شيرين، لا يستخدمها إلّا القوات الإسرائيلية، فقالوا إنها رصاصة طائشة، ربما تكون قد انطلقت عن طريق الخطأ، في حالة من الاشتباك والارتباك، وعدم المقدرة على السيطرة على الموقف، سيحدث الشيء ذاته في حادثة استشهاد الطفل الفلسطيني محمد التميمي، سيُصار الى استحداث لجنة تحقيق، ستخلص الى ذات النتائج، والتي ستحمل في طياتها إدانة للأشباح اللعينة، وسيلتزم مجتمع النفاق الدولي الصمت المطبق كعادته، وسيقوم بالتنديد بأعمال العنف، وكذلك إبداء القلق من تصاعد حدة المشاعر السلبية بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين، وسيدعو الى الحوار والتقارب السلمي نحو التهدئة وضبط النفس…!
تماماً كما حدث ألف ألف مرة قبل ذلك، يُقتل الفلسطيني مع سبق الاصرار والترصد، طفل أو فتاة او امرأة او صبي يافع، فتتعالى الدعوات للتهدئة، ويُدان العنف، ثم يجري قذف الحالة برمّتها الى لجنة تحقيق، ثم تبدأ الأصوات بالخفوت حتى تتلاشى، ثم يُنسى الموضوع وتطوى صفحته، واللي فات مات.
الشيء نفسه بالحذافير يحدث هنا في شوارع نيويورك وفيلادلفيا وشيكاغو ولوس أنجلس، يُقتل الأميركي من أصول أفريقية كما تُقتل الذبابة، مرة ظنّ الشرطي الأبيض بأنّ الأسود الذي قتله للتوّ، بأربعين رصاصة كان ينوي سحب مسدسه، فيتبيّن لاحقاً انّ المسكين لم يكن يحمل سلاحاً، ولا حتى شفرة حلاقة، ومرة يدّعي رجل الأمن الأبيض بأنّ الشاب الأسود هجم عليه لقتله، فاضطر للدفاع عن نفسه، فيتبيّن بعد ذلك انّ المسكين أطلق ساقيه للريح، للنجاة من هذا الشرطي العنصري، وهكذا… بالآلاف، دائماً الضحية أسود، ودائماً القاتل أبيض ناصع البياض!
في بلادنا لن ينفع مع هذا الإنسان القاتل، السارق، المحتلّ سوى، فتّاح، سرعته 13 ماخ، ينهب المسافة بين عبادان وتل أبيب في أقلّ من 5 دقائق، لا يمكن رصده او إسقاطه، ولا يهدأ له بال، حتى يسقط على رؤوس هؤلاء الأوغاد، لا يفلّ الإجرام والتوحّش والتغوّل وسرقة الأرض والثروات وتدنيس المقدسات، إلّا فتّاح…
سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى