دبوس
منطقة الخيارات المطلقة
أكاد أجزم أنّ يداً أخرى خارج نطاق المقدرة الإنسانية أخذت تبث إرادةً ماورائية تقذف بالمنطقة برمّتها نحو أتون نهايات لم يسعَ إليها أحد، ولكن الإلزام الذاتي الغير متبصّر والذي تستدعيه عوامل شتّى وضع الجميع في منطقة الخيارات المطلقة الملزمة التي لا مناص ولا فكاك منها…
تبدو المنطقة كالمنوّمة مغناطيسياً، فالكلّ ألزم نفسه إلزاماً بمواقف لا إفلات منها، لأن التراجع عن هذه المواقف سوف يعني بالضرورة نهاية متّخذها، والكلّ ذاهب الى نهاية المطاف، والذي سيعني بالضرورة الاندلاع الكلّي في حرب يوم القيامة، والتي سيترتب عليها زوال كيانات وانبثاق كيانات أخرى، وترتيب وبناء جديد لعالم آخر.
إليكم واحدة من تلك التجلّيات الموضوعية، والتي ستذهب بصاحبها الى منطقة الخيارات المطلقة، بتسلئيل سموتريتش، لقد ارتكب ديفيد بن غوريون خطأً استراتيجياً فادحاً حينما أبقى على جزءٍ من الفلسطينيين، سنة 1948، في نطاق دولة إسرائيل، والذين باتوا الآن يشكلون خطراً ديموغرافياً على وجود الدولة، لن نكرّر هذا الخطأ في «يهودا والسامرة» (الضفة الغربية)، سنقوم بطردهم بلا رحمة.
ايتمار بن غفير، يستتبع، انّ هدف طرد الفلسطينيين من «يهودا والسامرة» لن يتحقق إلا باستخدام العنف المفرط الى درجة القتل، لإجبارهم على المغادرة، وصبيحة هذا اليوم يصرح ماركو روبيو، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، لم يعد امام «إسرائيل» سوى التحرك نحو القضاء على حماس.
كلّ هذه الشطحات الفاشية الإحلالية، هل سيقف الطرف المقابل مكتوف الأيدي إزاءها، لقد ألزم هؤلاء الفاشيين وغيرهم كثير، ألزموا انفسهم أمام الغوغاء من جماهيرهم، والذين يستمعون الى هرائهم بمواقف معينة تستدعي التنفيذ، هكذا تقاد الأمم نحو جحيم القيامة.
سميح التايه