دبوس
تطبيعان
التطبيع من قبل أيّ دولة عربية أو إسلامية مرفوض في كلّ الأحوال، ولكنه، أيّ التطبيع، وبالذات بعد المجازر المرتكبة والإبادة الجماعية بحقّ شعبنا ليس كالتطبيع الذي ارتكب قبل ذلك، التطبيع بعد طوفان الأقصى، وجرائم الاحتلال غير المسبوقة هو مشاركة في الإبادة الجماعية ضدّ شعبنا، وقبول بها، ويندرج تحت مفهوم إسداء المكافأة لهذا الكيان على جرائمه، وبالتالي قبول واستحسان ورضى عما اقترفه العدو بحق شعبنا، ولكن الشعوب العربية والمسلمة في المنطقة، وبالذات تلك المحيطة بالكيان والتي ارتأت كما يبدو ان تنأى بنفسها، وتعطي عيناً عمياء للمجزرة التي يقترفها هذا الكيان القاتل بحق شعبنا في غزة، ظنّاً منها أنها بذلك تتجنّب الانغماس في مشاكل هي في غنىً عنها، هذه الشعوب لا تعي حقيقة مرّة سوف تجد طريقها للتنفيذ الفوري بعد تركيع الشعب الفلسطيني لا سمح الله…
لقد تطلّب خلق هذا الكيان إلغاء كامل الشعب الفلسطيني، أما استمرار هذا الكيان فسيتطلّب تحطيم وتقسيم وتشتيت الوجود العربي من خلال الشرذمة واستخلاق كيانات ضعيفة متعادية متنازعة عرقيّاً ودينيّاً ومذهبيّاً، انّ قيام الشعوب العربية التي ابتليت بأنظمة آثرت منافعها الشخصية على التصدّي لمهمّة حماية الأمن القومي لهذه الدول، انّ قيام هذه الشعوب بأخذ زمام المبادهة، والوقوف مع الشعب الفلسطيني لاستئصال هذا السرطان القاتل يقع في صميم حماية أمنها القومي، بل والمحافظة على وجودها من الزوال، لأنّ هذا الكيان القاتل، واذا ما استتبّت له الأمور، ونجح في تثبيت وجوده على الكلّ الفلسطيني، ستكون الخطوة التالية بعد ذلك هي تقطيع أوصال كلّ المحيط العربي كيما يسهل على هذا الكيان بسط سيطرته المطلقة على المنطقة، وبالذات مصر، فلقد استعبد اليهود في مصر لأربعة قرون، وذاقوا الأمرّين، وهم يحملون في داخلهم وفي عميق نفوسهم رغبة بالثأر والانتقام، ولن أفاجأ أبداً بقلاقل داخل مصر لتقسيمها الى أربع او خمس دويلات متناحرة متقاتلة متكارهة، إحداها عربية مسلمة، والأخرى قبطية مسيحية، والثالثة نوبية أفريقية، وهلمّ جرا…
هذا هو بالضبط ما يخطط له هذا الكيان السرطاني لكلّ دولة في المنطقة وشعوبها، لتتمّ له السيطرة واستعباد شعوبها كما يخططون.
سميح التايه