دبوس
واإسلاماه…
أيّ إسلام تستصرخين أيتها الحبيبة؟ أإسلام ذاك الذي يعتاش ودولته على الدعارة، أم إسلام ذاك الذي قبض 20 بليون يورو مقابل دوره في إحكام الحصار على شعب غزة الذبيح وتجويعه؟ أم إسلام أولئك الذين هرعوا لنجدة العدو بجسور من الغذاء والخضروات والفواكه وذخيرة أسلحته التي تقتل شعب غزة، حتى لا ينقطع كلّ ذلك لدقيقة واحدة، بينما أهل غزة يدورون حول أنفسهم من أجل رغيف خبز أو كأس حليب لأطفالهم؟
أيّ إسلام تستصرخين أيتها الحبيبة، وكلّ شعوب الأرض خرجت في الشوارع وهي تذرف الدموع وتلطم الخدود لما يجري في غزة، وشعوب العالمين الإسلامي والعربي، إلّا من رحم ربّي، نائمة في سبات عميق، وكأن الذي يجري في غزة وفلسطين يحدث في مجرّة أخرى غير مجرّتنا التي نعيش في أحد كواكبها؟
أيّ إسلام وأيّ عروبة تستصرخين والصواريخ المضادة للصواريخ والمُسيّرات تزأر دفاعاً عن الكيان، وتنطلق من الأراضي العربية للذوْد عن حياض الكيان الذي يعمل تقتيلاً وتدميراً وتجويعاً في أهل غزة المحاصرين المظلومين؟
أيّ إسلام وأيّ عروبة تستصرخين وسفراء الكيان اللقيط يصولون ويجولون ويرتعون في العواصم العربية، بينما جيشهم القاتل يقصف التجمعات البشرية الغزّيّة بقنابل زنتها طن من المتفجرات، فتحال الأجساد الى أشلاء متساقطةً، وتدفن تحت الركام عشرات ومئات الضحايا من دون أمل في استخراجهم لأنّ سيارات الإسعاف والمعدات التي من المفترض ان تندفع لرفع الركام عن المدفونين يستهدفها طيران ومروحيات العدو ويدمّرها حتى قبل ان تصل لإنقاذ المئات من الضحايا؟
أيّ إسلام وأيّ عروبة تستصرخين أيتها المكلومة، والشعوب المبتلاة بهؤلاء الحكام الصهاينة حتى النخاع قرّرت أن تستكين وأن تستسلم لقدرها ولمصيرها المظلم رغم انّ كلّ من يضحّي بفلسطين اليوم، هو يضحّي بأمنه القومي، لأنّ المشروع ليس فقط احتلال وإخضاع فلسطين، بل انّ الاستيلاء على فلسطين هو المقدمة الأولى لإخضاع الأمة برمّتها، فمن تستصرخين أيتها الحبيبة؟
سميح التايه