دبوس
القتال المتحرّك
في القرآن الكريم، “والعاديات ضبحاً، فالموريات قدحاً، فالمغيرات صبحاً، فأثرن به نقعاً، فوسطن به جمعاً”، وفي الحديث الشريف، الخيل في نواصيها الخير، وما غزي قوم في عقر دارهم إلّا ذلّوا، وفي شعر الشعراء، ينشد فارس اليمن، وبطل الأبطال، الذي لا يشق له غبار، عمرو بن معدي يكرب، أعددت للحدثان سابغةً وعدّاءً علندا، نهداً وذا شطب يقدّ البيض والأبدان قدّاً،
هي الخيل، وهي الحرب المتحركة، الكرّ والفرّ والإقدام والإحجام، لقد آن أوان الكرّ والإقدام، آن أوان أن نعكس الإيقاع الذي فرضه علينا هذا العدو الصهيوني والغرب الأوليغارشي الذي يقف خلفهاً إيقاع البليتزكريغ، والقتال داخل أراضينا، والإمساك دائماً بجغرافيتنا، ومن ثمّ كتلنا الديموغرافية، علينا ان ننقل الحرب الى داخل الكيان، وعدم الاكتفاء بتبادل الضربات عن بعد، بينما يمسك بين يديه بأطفالنا ونسائنا وشيوخنا وبنيتنا التحتية، ويعمل فيها قتلاً وتدميراً وابتزازاً،
هلمّوا أيها الأحبة إلى الحرب المتحرّكة، الماء المستنقع آسن، والماء الجاري فيه الخير والحياة، هنالك رهائن في يد العدو، شعبنا في غزة والضفة الغربية، وهو يقوم بكمٍّ هائلٍ من البطش والإبادة الجماعية، كيما يتخلّص من السكان، إن إبادةً وإن تهجيراً، وسيساوي العقل اللاواعي الجمعي للناس، وبفعل الإلحاح الاعلامي الصهيوأعرابي بين المقاومة، وبين الدول المنبطحة المتقاعسة المطبّعة، إذا لم تقم المقاومة بفعل غير تقليدي لوقف المجازر التي يقوم بها العدو، والتي هي غير منتهية كما يبدو، حتى يحقق أضغاث أحلام سموتريتش وبن غفير في الحسم السريع…
إمساك العدو دائماً بأراضينا وبشعوبنا القاطنة في تلك الديار يجب ان يتغيّر، فهذا من الممكن ان يحدث في زمن عرب الإنبطاح والتآمر، ولكنه لا يجب ان يحدث في زمن المقاومة، بل انّ عكس ذلك يجب ان يحدث، وهو قفزة نوعية إلى عمق العدو، ومن ثمّ الإمساك بشيء من الجغرافيا والديموغرافيا، وسنرى كيف سيتوقف هذا الفاقد لأيّ قيمة أو رادع أخلاقي فوراً عن جرائمه ضدّ أهلنا، لا نريد ان يُقال حينما يدوّن التاريخ، انّ شعب فلسطين ذبح في غزة وفي الضفة الغربية، بينما وقفت الأمة بنهجيها، النهج المنبطح، والنهج المقاوم، غير قادرين على إنقاذ الشعب المذبوح…
سميح التايه