الوطن

تشييع مهيب للنقيب عون وكلمات أثنت على أخلاقياته

ترأسَ المطران بولس مطر، يعاونُه لفيفٌ من الكهنة، صلاةَ الجنازة لراحة نفس نقيب المحرِّرين السابق إلياس عون، في كنيسة القلب الأقدس – سامي الصلح، بحضور ممثّل رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن فادي أبوعيد، نقيب محرِّري الصحافة جوزيف القصيفي، نقيب الصحافة عوني الكعكي، وأعضاء من مجلسي نقابتي الصحافة والمحرِّرين وشخصيّات اقتصاديّة وإعلاميّة وفنيّة واجتماعيّة.
وألقى مطر عظةً قال فيها “نحنُ في وداع رجل كبير من رجال الإعلام، لقد عرفته شخصيّاً منذُ زمن بعيد وبخاصة عندما كنت رئيساً للمجلس الكاثوليكيّ للإعلام لمدّة ثماني سنوات”.
وتابعَ “الصحافيّ يُلامسُ الخصوصيّة ويُطلب منه أن يخصّص حياته من أجل الحقّ والحقيقة، وهذا ما دأب عليه الراحل منذ بداية حياته إلى أن دخل نقابة الصحافة وعمله فيها سنوات ثمّ في نقابة المحرِّرين، وفي كلّ هذه السنوات كان الإنسان المستقيم والمتواضع والشجاع وصاحب المروءات، لا يخشى في قول الحق لومة لائم، لذلك أحبّه الجميع”.
ثم ألقى نجلُ الراحل وليد عون كلمة العائلة، فقال “بعد كلمات الشكر للأوفياء في الصحافة والعائلة والوطن الذي عشقه إلياس عون، لن أتحدث باسم نضال واسمي عن الوالد، بل سأتحدث عما سمعته عنه. فاتح الأبواب لكلّ مَن يقرع بابه لعمل أو لتدريب أو لفرصة لإظهار قدراته وقدراتها، وهذه أهم صفة بالنسبة لي”.
أضاف “أهم من نضاله النقابيّ والصحافيّ والوطنيّ، مساعدة الآخر كانت الأساس في حياته، عملاً بقول الإمام علي “من نعمة الله عليك حاجة الناس إليك”، فكانَ إلى جانب كلّ حاجة وكلّ محتاج أو محتاجة من دون أيّ منّة. هذا هو إلياس عون الصحافيّ النقابيّ الوالد الصديق”.
بدوره، قال نقيبُ المحرِّرين جوزيف القصيفي متوجهاً إلى الراحل “اضطلعتَ بمسؤولياتك من دون استعلاء أو عقد، وكان بابك مشرّعاً أمام الجميع، محاولاّ ألا تردّ طالب خدمة خائباً، على ضعف الإمكانات ومحدوديّتها. أساء اليك بعض من كنت لهم رافعة، ولم تعبأ فمددت إليهم يد التعاون من جديد، لأنّك لم تكن مجبولاً من طينة الحقد. فأنت من أرومة كريمة، طيّبة، ومن وجوه مدينتك الضاربة عميقاً في رحم التاريخ”.
وختم “ستفتقدك نقابة محرِّري الصحافة اللبنانيّة كثيراً، كما سيفتقدك الجسم الصحافيّ والإعلاميّ، وجميعنا نبكيك مع جزين المدينة والقضاء”.
وقال نقيبُ الصحافة “يا نقيب إلياس… وين رحت وتركتنا؟ النقيب إلياس عون، علم من أعلام الصحافة المميّزين، كان رحمة الله عليه يجدُ الحلول لكل المشاكل، ولا يترك أيّ مشكلة سواء كانت صغيرة أو كبيرة في شؤون المهنة إلاّ ويعالجها بكلّ أخلاق ودقّة ودراية”.
أضاف “الطائفيّة لم تدخل بيته في يوم من أيّام حياته، لم تكن تعرف أنّه كان مسيحيّاً أو مسلماً إلاّ عندما تذهب إلى الكنيسة فتكتشف التزامه الدينيّ وإيمانه الكبير”.
بعد ذلك نُقل الراحل الى مسقط رأسه جزين ليوارى الثرى في مدافن العائلة، وتتقبّل العائلة التعازي اليوم الخميس في صالون كنيسة القلب الأقدس – بدارو من الحادية عشرة قبل الظهر ولغاية السادسة مساءً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى