ثقافة وفنون

مهرجان أوغاريت الوطن الأم ندوات فكرية لأهم الباحثين المختصين

يرصد مهرجان أوغاريت الوطن الأم على مدى ثلاثة أيام جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعمرانية في مملكة أوغاريت التي تُعدّ من أهم وأقدم الممالك الأثرية في سورية في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه، وذلك من خلال ندوات فكرية لعدد من أهم الباحثين المختصين في هذا المجال.
المهرجان الذي تستضيفه دار الأسد للثقافة باللاذقية وتقيمه جمعية أصدقاء أوغاريت بالتعاون مع مديرية الثقافة وفرع نقابة المهندسين في اللاذقية عرض في يومه الأول فيلماً من إعداد الفنان التشكيلي محمد بدر حمدان وإخراج زياد حمدان استعرض فيه المنظمون فعاليات المهرجان منذ انطلاقته في عام 1999 وحتى العام 2024.
كما تضمّن المهرجان ندوة فكرية أدارها الباحث في التاريخ الدكتور جمال حيدر واستعرض من خلالها الباحث التاريخي الدكتور بسام جاموس تاريخ أوغاريت في ضوء المعطيات الأثرية الحديثة والتي ارتكزت على تحليل كل الدراسات التي نشرت عن أوغاريت وخاصة في العصر الحجري الحديث والخروج بمسلمات جديدة تؤكد أن أوغاريت سكنت في الألف الثامن قبل الميلاد وأن أهل رأس شمرا مارسوا الزراعة والتدجين منذ ذلك الوقت واستخدموا رؤوس النبال للصيد البحري والبري ومارسوا جرش الحبوب عبر الطاحونات البازلتية، والأهم هو اكتشاف وجود لبذر نوى الزيتون منذ الألف الثامن قبل الميلاد وهذا اكتشاف جديد يؤكد عمق وجود هذه الشجرة في هذه المنطقة.
وركزت المحاضرة على نقطة أساسيّة وهي الوجود الآرامي في فترة الانقطاع الحضاري بين نهاية عصر البرونز الحديث عام 1200 إلى الف قبل الميلاد والتي كانت تظهر 200 عام من الانقطاع الحضاري وتثير أسئلة كثيرة حيرت العلماء، وهو الأمر الذي عمل على توضيحه الدكتور جاموس من خلال جمعه لنتائج الأبحاث الأخيرة في رأس شمرا وتل الشامية وفي سبر تل سيانو ومعبد عين دارة والذي بيّنت ومن خلال الفخار الأحمر الذي يعود إلى فترة الحديد الأول قبل الميلاد أن هناك استقراراً حضارياً لمجموعات آرامية في رأس شمرا.
وتضمّنت الندوة مداخلة للصحافية يونا زود استعرضت من خلالها الجوانب المختلفة للوجود المؤثر والفاعل للمرأة الأوغاريتية في مختلف مناحي الحياة والتي عرفت بالسيدة الأوغاريتة كملكة وأم وزوجة وشخصية اقتصادية مركزية في الحياة الاقتصادية الأوغاريتية.
في حين قدّم الصحافي والباحث سجيع قرقماز والمشرف العام عن المهرجان عرضاً بعنوان «البرونز ذاك العجيب» تناول من خلاله جانباً مهماً لا يتطرق له الكثيرون وهو عصر البرونز مستعرضاً دور أوغاريت في اكتشافه وصبّه والذي جعل منها مركز الحضارة والاقتصاد في العالم القديم.
وتحدث قرقماز في تصريح للإعلام عن أهمية المهرجان الذي قدم على مدى سنوات جملة من الفعاليات التي امتدت طيلة الـ 25 عاماً والتي شملت المسرح والمحاضرات والمعارض التشكيلية والضوئية والأفلام، والأهم هو الندوات التي تبحث في حضارة أوغاريت وتستعرض من خلال باحثين مختصين تاريخ هذه الحضارة.
من جهته بين الفنان التشكيلي محمد بدر حمدان المشرف الفني عن المهرجان أن دورة المهرجان تعتبر فرصة لإعادة تنشيطه ثقافياً وإعادة التواصل مع الكتاب والباحثين والفنانين المهتمين بتاريخ أوغاريت بما يكرّس ما عملت عليه أسرة تنظيم المهرجان طيلة الـ 25 عاماً الماضية في التعريف بهذه الحضارة المتفرّدة بدءاً من الأبجدية الأولى وليس انتهاء بالطقوس اليومية التي يعيشها أهل اللاذقية حتى يومنا هذا والتي يرجع جذرها لهذه الحضارة.
ويستضيف المهرجان ضمن فعالياته الباحث فراس سواح في ندوة فكرية حول الميثولوجيا الكنعانية كما سيتمّ عرض فيلم للموسيقار زياد عجان عن موسيقى أوغاريت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى