مقالات وآراء

السّيّد الأمين…

‬ مكرم أمان الدّين

إنّها حكاية مقاوم كتب بدمائه مجد أمّة، أراد بعض أبنائها الانصياع لأشرار نبَذتهم الأديان، وفرضوا أعمالهم المنافية لتاريخ البشريّة، إنّهم بنو صهيّون، ومن لا يعرفهم…
إنّها قصّة سيّد المقاومة، الوفيّ الصّادق، الكبير بعنفوانه، القائد بحقّ…
حمل همّ أمّة منذ نعومة أظفاره وانخرط في صفوف الأمل مقاوماً إلى جانب الإمام الصّدر المغيّب، وكان تلميذاً فذّاً، نهلَ العلم، واستقى المبادئ الإيمانية من الحوزات العلميّة، فاكتسب القوّتين العقلية الفكرية والإيمانية الدّينية، ناهيك عن العقيدة الجهادية، سائراً على خطى الإمام علي أولاً، والإمام الصّدر ثانياً، فكان السّيّد الأمين قائداً، لمقاومة كبُرت معه، وافتخرت به قائدها المفدّى… كيف لا، والسّيّد هو من تخطى الطوائف، وكان الشّخصيّة الجامعة لجميع أبناء الأمّة العربية الأوفياء، وجسّد من كلّ ذلك منظومة فكرية ونهجاً عقائدياً مواكباً ملتزماً بمبادئ إنسانيّة، وجعل همّ الأمّة قضيّته، فدافع عنها في كلّ قطر، وفي كلّ بقعة جغرافية نودي إليها ليدافع عن كلّ مظلوم بوجه كلّ ظالم، حاملاً راية الحرية والتّحرّر لكلّ حرّ اغتُصبت أرضه.
إنه الأب الذي قدّم ابنه الهادي في معركة الجهاد مقبّلاً جبينه، عالماً بذهابه إلى ساحات القتال، دفاعاً عن فلسطين الأبية، القضية الّتي آمن بها سيّد المقاومة.
بطل التحرير هو، حرّر لبنان من عدوه الصّهيونيّ، أدخل الفرحة العارمة إلى قلوب اللبنانيين الّذين أُثلج لهم قلوبهم، بعد ما عانوه من خيبات أمل متتالية. إنه المقاوم الّذي انتهج نهجاً سار عليه، وزرعه فكرة وقضية في قلوب المقاومين الأبرار، فكان المقاوم الأسطورة للألفيّة الثّالثة.
أيها الشّهيد الأمين، السّيّد القائد، باق فينا، أملاً متجدّداً في كلّ سنة، وفي كلّ مناسبة عزّ، سنذكرك سيّد المقاومة في كلّ صيف مع تموز وشمسه المشرقة على اللبنانيين كما كنت، والمحرقة لأعدائك الّذين خافوك فخانوك لاعتقادهم أنّهم غيّبوك… يا لغبائهم فقد سارعوا بطريقتهم إلى تسجيل ذكرى أيلول، ذكرى ستحفر في ذاكرتنا وذاكرة أجيال بعدنا، عن أسطورة حقيقيّة سطّرت تاريخ مجدها ومجد أمّتها بالانتصارات.
هنيئا لك الشهادة على طريق القدس، رافقتك دموعنا الفيّاضة لغيابك القسريّ، وسيرافقنا نهجك التاريخي مبلسماً جراحنا…
وداعاً شهيداً قائداً لقافلة شهداء لبنان الأبرار.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى