مقالات وآراء

كيف تتجرّأون على سرقة النازحين؟

هَدا عاصي*

يتعرّض وطننا لبنان لعدوان وحشي همجي بربري من عدوّ غادر لا يعرف شيئاً عن معاني الإنسانية، ويعتبر نفسه فوق كلّ القوانين والأعراف والمواثيق الدولية التي تفرض على المتحاربين الالتزام بضوابط معينة، لكن العدو “الإسرائيلي” متفلّت من كلّ هذه الضوابط، وهو يلقى كلّ الدعم من الدول الكبرى التي تعتبر نفسها راعية للنظام العالمي وقائدة للعالم الحرّ!
هذا العدو لا ينفع معه إلا لغة القوة، هذه فقط اللغة التي يفهمها، وها هم رجال الميدان يلقنونه الدروس اللازمة لكي يعيد حساباته ويعرف أنه لن يتمكّن من تحقيق أيّ هدف، إلا الدمار والخراب وارتكاب جرائم القتل والاغتيال…
لقد خلفت الحرب الهمجية على لبنان هذه الأيام، كما على غزة منذ عام، الكثير من الشهداء والضحايا والجرحى والمشرّدين من بيوتهم الذين بلغوا وفق تقديرات حكومية أكثر من مليون ومئتي ألف نازح جرى تأمين المأوى لأكثر من 75% منهم سواء في مؤسسات عامة ومدارس وجامعات رسمية أمّنتها الجهات الرسمية في مختلف المناطق اللبنانية، أو في منازل وفنادق تمكن النازحون بأنفسهم من تحمّل تكاليفها وإيجارها رغم بعض حالات الاستغلال التي تعرّضوا لها، وهنا نؤكد على كلمة (بعض) لأنّ الغالبية العظمى من اللبنانيين تعاملوا مع النازحين بأعلى درجات الإنسانية والأخلاق والمواطنية الحقة.
أما الملاحظة الكبرى فهي تتعلق بالمآخذ الكثيرة على موضوع المساعدات، حيث نسمع عن الكثير من التقديمات التي تتولاها هذه الجهة أو تلك، وهناك عدد من الدول التي بادرت مشكورة إلى إرسال طائرات محمّلة بأطنان من المساعدات الطبية والإسعافية والغذائية وغير ذلك، لكن مع الأسف الشديد هناك في لبنان مَن لا يتورّع عن استغلال هذه الأوضاع الصعبة بل المأساوية للناس من أجل الاستفادة المادية حتى لو كانت على حساب المهجرين والنازحين الذين يحتاجون اليوم إلى كلّ شيء بعدما تركوا قراهم وبيوتهم وأرضهم العامرة بكلّ الخيرات…
لا يجوز على الإطلاق أن نرى كميات غير قليلة من هذه المساعدات معروضة للبيع في هذه المنطقة أو تلك، وهناك أيضاً مساعدات يتمّ تخزينها في مستودعات تخصّ بعض “المحظوظين”، بدلاً من أن تُوزّع كلّ الكميات على الناس الذين يحتاجون إليها؟
ختاماً نقول إننا عملنا بما يمليه علينا الضمير والإنسانية، وعلى المعنيّين من المسؤولين أن يتولّوا متابعة هذه الأمور ومنع حصولها ومحاسبة مَن يفعلها بأشدّ أنواع الهقاب…

*رئيسة مركز هَدا عاصي للعلوم والتنمية الاجتماعية

 

 

 

PAGE \* MERGEFORMAT 8

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى