أولى

أمة حزب الله

تحدّث مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله الحاج محمد عفيف من الضاحية الجنوبية للمرة الثانية، متناولاً شؤون الإعلام والسياسة والميدان وموجّهاً رسائل في اتجاهات داخلية وخارجية عديدة، لكن ما تضمّنته الإطلالة الإعلاميّة في سياق محاججة المراهنين على سقوط حزب الله، بالقول إن حزب الله تنظيم لكنه تنظيم قويّ وكبير ومتماسك، وحزب الله مقاومة عنيدة وصلبة إنما محترفة ومتمرسة ومقتدرة ولا تهزّها العاتيات، لكن حزب الله فوق كل ذلك أمة، والأمة لا يمكن أن تُهزم أو أن تُفَكّك.
المفردة جديدة ولافتة، وهي تعني عملياً أن المقاومة التي صار يرمز إليها حزب الله في زمن السيد حسن نصرالله تجاوزت كثيراً المنتمين للتنظيم والملتزمين ببنية المقاومة، وهي بالتأكيد تجاوزت البيئة الشعبية الحاضنة لحزب الله، المنتمية الى لون طائفي واحد يحكمه طابع الحزب العقائديّ. فقد نشأت تجربة فريدة في حياة حزب الله خلال السنوات التي أعقبت تحرير جنوب لبنان وتعمّدت بنصر تموز 2006، جوهرها أن حزب الله الذي كان يُنظر إليه كحزب عقائدي مغلق ومتزمّت، لا يمكن لمن لا ينتمي إلى عقيدته أن يجد لنفسه مكاناً معه، صار في زمن السيد عاشقا لهذا الحزب، ومن هؤلاء مسلمون غير شيعة، وشيعة غير ملتزمين دينياً، ومسيحيون وعلمانيون وقوميون ويساريون ودعاة حرية وتحرّر في العالم، احتلت في بيوتهم صور السيد نصرالله مكاناً مجاوراً لصور جمال عبد الناصر وتشي غيفارا.
اغتيال السيد نصرالله بقرار أميركيّ إسرائيلي كان استباقاً لظهوره زعيماً يصعب ضبط إيقاع حجم شعبيته كزعيم لحركة تحرير عربية عابرة للطوائف والمذاهب والدول والكيانات والعقائد، زعيماً يملأ الفراغ في قيادة حركة التحرر العالمية، بعد أن تنتهي الحرب، لكن الاغتيال الذي أراد قطع الطريق على هذه الزعامة، حوّل السيد شهيداً وأيقونة وقديساً، سوف تنتشر أقواله وتسجيلاته ومراجعاته و مرافعاته وصوره ويحلّق اسمه عالياً.
كانت أمّة حزب الله مجرد أمنية وحلم وربما تكون شهادة السيد نصرالله هي التي جعلت أمة حزب الله واقعاً محققاً. ورغم أن الناس يشعرون أن كل واحد منهم خسر بشهادته شيئاً يخصّه، فإن العالم كله وفي طليعته العالمان العربي والإسلاميّ كسبا أمة الحرية والتحرر والمقاومة التي صارت اختصاراً أمة حزب الله، هي أمة نصرالله.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى