أولى

مرة ثانية هوكشتاين بخفي حنين

انحسرت بسرعة موجة التفاؤل الافتراضية التي شاعت أمس، عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على جبهة لبنان، بعدما انتهت لقاءات المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين يرافقه بيرت ماكغورك مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقرّر الوفد الأميركي بعدها العودة إلى واشنطن بدلاً من التوجه الى بيروت كما كان مفترضاً لو حصل الوفد على ما يتيح انطلاق المسار التفاوضيّ.
الأكيد أن حكومة الاحتلال تعترف بحجم ما تواجهه على أيدي المقاومة في عمليتها البرية التي تحصد الفشل تلو الفشل، وهي تعترف بأن عليها تعديل سقوفها السياسية التفاوضية، لكن حدود التعديل المقبول عند حكومة الكيان لا تزال تحت سقف الحصول على امتيازات أمنية على حساب السيادة اللبنانية، ترجمه مسؤول إسرائيلي لوكالة اكسيوس بالقول نريد حرية عمل في لبنان تشبه ما نفعله على جبهة سورية، بتغطية أميركية وقبول الحكومة اللبنانية لنوقف الحرب.
الحرب تستمرّ والاحتلال يحاول وقف العملية البرية وجعل التفوّق الناري الذي يملكه أداة للتدمير والقتل أملاً بخلق توازن يتيح فرض الشروط، لكنه عالق في البرّ من جهة، ومن جهة ثانية لا يملك ضمانات عدم قيام المقاومة بتوظيف انكفائه عن العمليات البرية للقيام بعمليات إغارة براً على قواته المنتشرة على المستوطنات الحدودية، ويدرك من جهة ثالثة أن المنازلة النارية مع المقاومة لم تشهد بعد ظهور كل ما لدى المقاومة، وحجم قدرتها على إقامة توازن بين الداخل اللبناني وداخل الكيان.
الأكيد أن الميدان قال كلمته في دفع المسار التفاوضي عبر إجبار الكيان بدء النزول عن الشجرة، لكنه لم ينزل كفاية لجعل المسار التفاوضيّ قابلاً للانطلاق بصورة تنتهي الى وقف إطلاق النار.
المزيد من الميدان هو الحل وليس المزيد من الكلام السياسي، وفي الميدان تقوم المقاومة بما ينبغي لخلق وقائع جديدة تفتح مجدداً طريق التفاوض المجدي، وحتى ذلك الحين يبقى هوكشتاين مع خفي حنين.

التعليق السياسي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى