أخيرة

دبوس

 

الورطة…

 

المعضلة التي تواجه الكيان الظرفي أنه كان لديه بنك من الأهداف، وذكاء صناعي، وتكنولوجيا قادرة على القيام بضرب بنك الأهداف هذا، بادرت قيادة هذا الكيان باتخاذ قرار بتوجيه ضربات متتالية، اغتيالاً، وتدميراً، وتفجيراً، ثم، وبعد أن أنجزت هذه المهمة، جلست تنتظر أن ينهار الطرف الآخر ويستسلم، ولكن، لم يحدث أيّاً مما كانت تتوقعه، لا انهيار، ولا استسلام، بل مزيد من المقاومة، ومزيد من التحدّي والقتال…
أصبحت هذه القيادة في حالة من اللاخطّة، واللااستراتيجية، ولا بنك أهداف، ولا أفق سياسي، والأدهى والأمرّ، عدم القدرة على التراجع ووقف إطلاق النار، لأنّ ذلك سيعني بالضرورة، الهزيمة البائنة، طريق مسدود، لا تجد إزاءه هذه القيادة الحمقاء سوى القصف العشوائي للمباني، وقتل المدنيين، واستهداف سيارات الإسعاف، ثم اتهام الأونروا بالإرهاب، وأخيراً عمليات جيمسبوندية لاعتقال شخص في البترون، بعد أن تأكدت أن لا وجود للمقاومة هناك، مستخدمةً غواصات صغيرة، بالغة التطور، لن تفيد شيئاً من الناحية الاستراتيجية سوى إضفاء حالة من الزهوّ الفارغ الذي لا يضيف أيّ إنجاز ذي قيمة، وربما بالعكس، سوف يخلق حالةً من الانتشاء المخادع، والنصر الكاذب، والذي سيؤدي الى مزيد من التورط، ومزيد من الخسائر، بينما تتزايد ضربات المقاومة في النوع وفي الكمّ وفي المقدرة على إلحاق الخسائر والإيلام…
الزمن يسير في مصلحتنا، والعدو غدا بلا خيارات، والنصر المطلق الذي وعد به نتنياهو قطعان شعبه آخذ في التحوّل إلى هزيمة مطلقة، والتراجع أو الاستمرار في الحرب يحمل في طياته نتائج كارثية على هذا الكيان المارق.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى