بين دورتي الاتنخاب
كثيرة هي الرسائل والحقائق التي عبرت ما بين دورتي الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية والتي انتهت بانتخاب العماد جوزف عون رئيساً بـ 99 صوتاً في الدورة الثانية.
كانت مهمة الدورة الأولى إظهار حقيقة الأحجام السياسية لمؤيدي المقاومة وخصومها من جهة، وإظهار حجم قدرة الضغوط الدولية والإقليمية في أشدّ الظروف المساعدة لها على تحويل لبنان إلى محميّة تديرها القوى الخارجيّة بمعزل عن الرأي السياسي الوطني في الداخل.
نجح مؤيّدو المقاومة بإظهار أن كل ما حصدته حملة العداء للمقاومة ومحاولات عزلها بدعم خارجي وتحشيد داخلي هي أضعف من أن تجمع نصف المجلس النيابي لأن الـ 71 صوتاً التي نالها العماد عون في الدورة الأولى ليست أصواته، وقد نال 99 صوتاً في الدورة الثانية، بل هي أصوات تحالف الداخل والخارج الهادف لعزل المقاومة. ويعرف هذا التحالف أنه من ضمن الـ 71 صوتاً التي جمعها 8 أصوات من مؤيدي المقاومة هم أعضاء كتلتي الوزيرين سليمان فرنجية وفيصل كرامي، أي أن الحاصل الفعلي لحملة العزل أقلّ من نصف أعضاء مجلس النواب، بينما كانت توقعات أصحاب الحلف بلوغ رقم الـ 86 صوتاً أي ثلثي مجلس النواب من دون الثنائي المؤيد للمقاومة.
نجح الثنائي المؤيد للمقاومة بإظهار حقيقة أنه عصيّ على الكسر وعلى العصر فهو لن يمرّ بأيام أصعب من هذه الأيام، وعندما ينجح بإلزام قوى دولية كبرى وقوى إقليمية فاعلة بأن تعترف بالحاجة للتوافق مع الثنائي كي تنجح وإلا فلا فرص للنجاح، فهو يثبت أنه القوة السياديّة الصادقة التي لا تنفع معها حملات الترغيب ولا الترهيب.
نجح الثنائي بأن يظهر أن التوافق هو الممرّ المضمون لتحقيق النجاح في الاستحقاقات وأن روح الغلبة تؤخّر ولا تنفع، وعندما تحقق التوافق سارت الأمور بسلاسة وتمّ الانتخاب.
نجح الثنائي بإثبات زيف الكلام عن هزيمة المقاومة بعد حرب الجنوب، وإثبات زيف الحديث عن ضعف المقاومة وهزالها بعد التغيير في سورية، مثبتاً أن المقاومة قويّة وقادرة وأن وزنها التمثيليّ الشعبيّ والسياسيّ يجعل منها شريكاً فاعلاً في كل استحقاق.