الرئيس نواف سلام هل يحسم الأمر؟

عمر عبد القادر غندور*
عندما وقع الاختيار على تسمية الديبلوماسي المخضرم القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس العماد جوزاف عون، ارتاح اللبنانيون لهذا الاختيار النوعي، لا بل فاخروا بأنّ الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة في بداية العهد الجديد، آتٍ من لاهاي، من رئاسة محكمة العدل الدولية…
لكن، بعد مضيّ أسبوعين على هذا التكليف، ودون التمكّن من تشكيل الحكومة الموعودة، تحوّل الأمل المرتجى، وبدت الأمور مع الملازمة «لمحاولة التشكيل» ضبابية وعلى صورة مماحكات سياسية مألوفة، وظهرت المنازعات بين الطامحين الى السلطة، وعلى عكس ما يريد ويتمنى الرئيس المكلف، ودون اختصار الطريق الى توفير حكومة جديدة بدم جديد لم يتغذَّ يوماً بـ «فيتامين» الطوائف والحقوق المزعومة، وهو ما يخالف توجهاته ومبادئه…
لا نرى مكاناً للرئيس نواف سلام بين المشتبكين والمتخاصمين والمتنازعين والمتناوشين على وزارات وازنة وأخرى أقلّ وزناً، والغارقين في ظلمة حالنا وآلام احتلال ارضنا وضيق حالنا! ولا يرون في وطننا إلا مزرعة منهوبة يجب تلزيمها إليهم من جديد!
ولأننا لا نرى في الرئيس نواف سلام إلا بما هو عليه من علم ونزاهة وكفاءة، نتمنى عليه أن يضع حدا لهذه البلطجة التي لا تشبهه أبداً، ويتقدّم من رئيس الجمهورية بمسودّة تشكيلة وزارية تشبهه علماً وكفاءة ونزاهة من جميع المكونات اللبنانية، ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم دون زيادة او نقصان، وهو العارف أنّ الأمانة هي تكليف، وإذا فشل في تحقيق ذلك فليترك الأمر وساعتئذ يفوز بثقة الجميع…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي