مبعوثة ترامب تسبّب له الجرصة في بعبدا… وعون: كلامها يلزمها ولا يلزمنا / الطلق الصناعيّ «السعيديّ» لم ينفع لولادة الحكومة بانتظار العملية القيصرية / عودة الاشتباكات الحدودية بين «الهيئة» والعشائر… وغارات إسرائيلية شمال الليطاني

كتب المحرّر السياسيّ
استقطب الكلام الاستفزازي الذي أطلقته مورغان ارتوغاس نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة المكلفة بالإشراف على لجنة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، بالتساؤل عن جدّية ما قالته عن الانسحاب الإسرائيلي في موعد 18 شباط، بعدما تصرّفت كأنها مستوطنة إسرائيلية تغرد على وسائل التواصل الاجتماعي، وليست مبعوثة رئيس دولة عظمى معنية بمراعاة أدبيات السلوك الدبلوماسي لراعي اتفاق وقف النار بين أطراف في حالة عداء يفترض أنّها وسيط نزيه بينهم، فجاهرت بشكر عدو لبنان من المنبر اللبنانيّ لأنه قتل آلاف اللبنانيين ودمّر آلاف الوحدات السكنية متسبباً بتهجير عشرات آلاف اللبنانيين، مسقطة أي فرصة للثقة بدورها كحَكَم مفترض في آليات تطبيق وقف إطلاق النار، و»كمل النقل بالزعرور» كما يقول المثل اللبناني عندما تحدّثت عن الحكومة اللبنانية فحدّدت مَن يجب ومَن لا يجب أن يكون فيها، متجاهلة أنها تتحدّث من منبر رئيس دولة صديقة لبلدها ورئيس يعتبر صديقاً لأميركا فأساءت إليه وإلى مهابته، وقللت أدباً واحتراماً في التعامل معه، ما استدعى تبرؤ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من كلامها بعد موجة غضب شعبيّ وسياسيّ أعقبت تصريحات مورغان و»جرصتها» بحق إدارتها ورئيسها دونالد ترامب الذي سبق وأبدى شكوكاً بكفاءتها، فأصدرت بعبدا توضيحاً تقول فيه إن كلام مورغان يعبّر عنها ولا يعني رئاسة الجمهورية ولا يمثلها، بينما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي رفضه لكل ما صدر عن مورغان ونيّته الردّ عليها أن كرّرت مثله خلال زيارتها له اليوم.
في الشأن الحكوميّ استمرّ عمل الهواة عبر تعميم معلومات عن حلّ يقضي بتسمية الوزير السابق ناصر السعيدي، ليظهر لاحقاً أن السعيدي لم يوافق على توزيره، فسقطت فرصة الولادة بطلق اصطناعيّ للحكومة، لأن الحقنة منتهية الصلاحيّة، بانتظار الولادة القيصريّة التي تحتاج أناة ومراجعة وإدراكاً للحاجة إلى أساليب احترافية في مقاربة الملف الحكومي، وإبعاد الهواة والاستعراضيّين الحاقدين الذين يورّطون الرئيس المكلف نواف سلام بمواقف وتصريحات واستشارات تسبّب له الاصطدام بالجدران.
في الشمال الشرقيّ عادت الاشتباكات بين العشائر ومسلّحي هيئة تحرير الشام، وقالت أنباء مساء أمس، إن العشائر اللبنانيّة استعادت بلدة جرماش الحدوديّة وأخرجت عناصر «هيئة تحرير الشام» منها. وفي وقت سابق، أجرى رئيس الجمهوريّة جوزاف عون اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السوريّ للمرحلة الانتقاليّة أحمد الشرع للتهنئة واتفقا على التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية ومنع استهداف المدنيين، وفق ما أعلنت رئاسة الجمهورية.
وفيما أجهض رئيس مجلس النواب نبيه بري مخطط كسر الثنائي حركة أمل وحزب الله في المعادلة الحكوميّة عبر السطو على الوزير الشيعي الخامس في الحكومة، وبعد ساعات على العدوان الإسرائيلي الجوي على البقاع والجنوب والهجمات المفاجئة لعناصر مسلّحة من الجانب السوري على قرى حدودية يسكنها مواطنون لبنانيون وسوريون، تكشفت النيات والخطط الأميركية من خلال التصريحات الاستفزازية والمهينة للسيادة والدولة اللبنانية ولمشاعر اللبنانيين، لنائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس التي نوّهت بالعدو الإسرائيلي بهزيمته حزب الله، كما زعمت، ومبشّرة بحكومة بلا تمثيل لحزب الله.
وفيما أوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، أنّ «بعض ما صدر عن المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى الشرق الأوسط من قصر بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها وأنّ رئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنيّة به»، لفتت أوساط سياسيّة لـ»البناء» الى أن موقف المندوبة الأميركية انتهاك للسيادة اللبنانية وتدخل سافر في الشؤون الداخلية، لكن موقفها يكشف مشروع تخريب لبنان من خلال فرض إملاءات وشروط سياسية وأمنية وعسكرية لا يستطيع تنفيذها». وحذرت الأوساط من «تداعيات مشروع استكمال السيطرة على لبنان عبر أدوات متعددة للضغط على الدولة والمقاومة لا سيما عن طريق تأليف «حكومة انتداب» تقصي تكتلات نيابية عدة وعلى رأسها الثنائي والتيار الوطني الحر والطاشناق وتيار المردة وكتلة الاعتدال الوطني والنائب فيصل كرامي، بما يخالف الميثاق والدستور واتفاق الطائف وكل القواعد الديمقراطية والأعراف، وبالتالي الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية»، وشددت الأوساط أن «هذه السياسات الهدامة ستئِد الحكومة قبل ولادتها وتشكل نكسة كبيرة للعهد وتدخل البلاد في مأزق وأزمة طويلة لن يخرج منها بسنوات».
واستهلّت أورتاغوس جولتها من بعبدا بلقاء رئيس الجمهورية وقالت بعد اللقاء: «نقلت للرئيس عون أنّني لم أرَ هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان من قبل، وهذا مهم لأنّ حزب الله انهزم من قبل «إسرائيل» وأنّ هزيمة الحزب تمّت عسكريًّا»، وفق زعمها، مضيفة: «انتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم، حزب الله لن يكون طرفاً في الحكومة اللبنانية». وتابعت: «سنتأكد من أنّ إيران لن تصل إلى السلاح النوويّ ولن تتسبّب في عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة».
بدوره، قال الرئيس عون لنائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط «إن الاستقرار الدائم في الجنوب يرتبط بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، وتنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده، بما في ذلك مقتضيات اتفاق 27 تشرين الثاني الماضي. كما يُعدّ إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين جزءًا لا يتجزأ من هذا الاتفاق وأشار إلى أنه يجب أن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية، بما في ذلك قتل الأبرياء والعسكريين، وتدمير المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية وإحراقها».
وأوضح عون أن «الجيش اللبنانيّ جاهز للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية، على أن يُنجز الانسحاب ضمن المهلة المحدّدة في 18 شباط وأن التعاون مع القوات الدوليّة يستمرّ بشكلٍ بنّاء لتنفيذ القرار 1701، بهدف تثبيت الاستقرار من جهة، وإعادة الحياة تدريجياً إلى المناطق المحرّرة، التي تحتاج إلى خطة شاملة وضمان الحد الأدنى من مقوّمات العيش».
وقامت أورتاغوس على رأس وفد إلى قيادة اللواء الخامس في البياضة برفقة عدد من ضباط الجيش اللبناني بجولة استطلاعيّة على الحدود الجنوبية.
وأحدث تصريح نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط من قصر بعبدا، موجة إدانات واستنكارات كبيرة من جهات رسمية وشعبية مختلفة، نظرًا لما حمل في طيّاته من حقد وكراهيّة لا تمسّ حزب الله فقط بل الشعب اللبناني الذي تعرّض لأبشع الجرائم على يد «إسرائيل» التي هنأتها أورتاغوس من على منبر قصر الرئاسة الأولى في لبنان على شنّها حربًا مدمّرة على اللبنانيين.
وأتت الإدانات تأكيدًا على الرفض الكامل لهذه التصريحات المخالفة للإرادة الشعبيّة والوطنيّة، داعيةً إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقوف بوجه هذا الاعتداء الصارخ. ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن «هذه التصريحات تدخل سافر بالسيادة اللبنانيّة وخروج عن كل اللياقات الدبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية»، واصفًا إياه بالزاخر بالحقد وانعدام المسؤولية، موضحًا أنه «تطاول على مكون وطني هو جزء من الوفاق الوطني ومن الحياة السياسية اللبنانية».
بدوره، كتب وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور مصطفى بيرم، عبر حسابه على منصة «إكس»: «أيتها الوقحة الصهيونية راعية قتل الأطفال والبشر والحجر. حزب الله له أكبر تمثيل ديمقراطي في تاريخ لبنان، وهو منتصر أبدًا، وشرف لأحرار العالم، وقد أذلّ عصابتك القاتلة في الخيام وأحرق رفاقك في شمع وعيتا وفي عديسة سحق نخبتهم. ولبنان عصيّ عليك وعلى مَن فوقك ومن تحتك من غلمان أنذال خائبين».
بدوره، اعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي أن «أورتاغوس جاءت لتنسف الدعم العربي والدولي، وتزرع فتنة داخلية عبر التدخل في شؤون داخلية، ولتؤكد الانحياز الفاضح للعدو الصهيوني وتغطية احتلاله وعدوانه، باستخدام مصطلحات تناقض اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701».
كما رأى الحزب في بيان لعميد الإعلام معن حمية، أن «ما صدر عن أورتاغوس لا يمكن تصنيفه إلا في خانة التدخل السافر في الشأن الداخلي اللبناني، ومسًّا بالسيادة اللبنانية، وسط صمت مطبق يصل حدّ التواطؤ على خرق السيادة من قبل أدعياء الدفاع عنها»، مؤكدًا أنّ «تشكيل الحكومة اللبنانيّة هو شأن داخليّ يعني المؤسسات الدستورية في لبنان ووفق القواعد التي ترعى هذا الاستحقاق»، مشددًا على أن «المقاومة هي حق طبيعيّ كفلته كلّ الشرائع والقوانين المحلية والدولية، وهي ردّ فعل على جريمة العدوّ باجتياح أرضنا واحتلال أجزاء منها. وهذا خيار ثابت راسخ حتّى التحرير وزوال الاحتلال».
وإذ شجب الحزب، تصريحات المسؤولة الأميركية، حمّل «الإدارة الأميركية مسؤولية توضيح ما صدر عنها، خصوصًا حول المصطلحات الخطيرة حيال اتفاق وقف النار الذي تترأس لجنته الولايات المتحدة، وحول رفض مشاركة مكوّن لبناني في الحكومة»، وختم: «إن ما عبّرت عنه المسؤولة الأميركية، صلافة غير مسبوقة، خصوصًا أنها شكرت العدوّ الصهيوني على حربه التدميرية وإجرامه بحق لبنان واللبنانيين».
بدوره، وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إدانته لتصريح أورتاغوس قائلًا: «للمبعوثة الأميركية السيدة مورغان أورتاغوس أقول: لبنان للبنانيين فقط، وحزب الله قوة وطنية وتمثيلية بحجم لبنان وشراكة مكوّناته الوطنية، وحزب الله لم يُهزم ولن يُهزم ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع الخلاص من حزب الله».
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق حول القضايا المتصلة بالعدوان الصهيوني على لبنان، وآثاره والمسؤولية عنه وقدرة المقاومة على منع الاحتلال وإعادة الإعمار، أن 71% من اللبنانيين يحمّلون العدو «الإسرائيلي» مسؤولية الحرب.
وبحسب البيانات، عبّر 96% من اللبنانيين الذي شملهم الاستطلاع (عيّنة كبيرة من اللبنانيين على مستوى المذاهب) عن ثقتهم بأنه سيُعاد إعمار ما هدمه العدوان، بينما رأى 74% أن المقاومة ستتعافى وهي ركن في الاستراتيجيّة الدفاعيّة. وتبيّن أن أغلب المستطلَعين يرون أن العدوان «الإسرائيلي» على لبنان كان مخططًا له مسبقًا من قبل العدو.
أمنياً في الجنوب، استشهد مواطن وبناته الثلاث بانفجار صاروخ من مخلفات جيش العدو في منزلهم في طير حرفا. وشنّ طيران العدو الحربيّ غارة استهدفت بلدة تبنا في البيسارية. كما نفّذ أعمال تفجير على مرحلتين في بلدة كفركلا.
وعلى الضفة الحدودية الأخرى، تعرّضت بلدة جرماش عند الحدود اللبنانية – السورية من جهة الهرمل، لقصف مدفعي من قبل عناصر هيئة تحرير الشام. وسقط صاروخ ثانٍ في مرتفعات محيطة ببلدة الكواخ شمال قضاء الهرمل أطلقته «هيئة تحرير الشام» من ريف القصير.
وبعد اشتباكات مسلّحة سادت قرية «حاويك» طوال يوم أمس الأول، تخلّلها أسر مواطنين لبنانيين، أفادت معلومات صحافية أن قوات الإدارة السورية الجديدة تعمل على ترسيخ نفوذها في قرى حوض العاصي اللبنانية داخل الأراضي السورية، ودفعت بقوات المدرعات والأسلحة الثقيلة إلى قرى «الفاضلية»، «بلوزة»، «جرماش» و»حاويك»، بعد أن شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة مع أهالي قرية «حاويك» اللبنانيّين من عشيرتَي زعيتر وجعفر.
من جهته أرسل الجيش اللبناني تعزيزات إلى منطقة قلّد السبع في جرود الهرمل.
وأفيد أمس، عن مقتل 10 عناصر من «هيئة تحرير الشام» وعن أسر ثلاثة عناصر آخرين جراء الاشتباكات مع العشائر اللبنانيّة عند الحدود اللبنانيّة السوريّة الشماليّة. وأدّت الاشتباكات إلى انسحاب مسلحي الإدارة السورية الجديدة من بلدة العقربية ومن بلدة جرماش التي كانوا قد دخلوها أمس الأول، وفق المعلومات.
وأفاد مصدر عسكريّ من العشائر البقاعية عن اغتنام آليات وعتاد حربيّ ثقيل من بينهما عربات مصفحة وعربات دفع رباعي مزوّدة برشاشات دوشكا بعد هروب المسلحين من قرى العقربية وجرماش على الحدود الشرقيّة.
وفي سياق ذلك، أجرى رئيس الجمهورية جوزاف عون اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري أحمد الشرع للتهنئة واتفقا على التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية ومنع استهداف المدنيين، وفق ما أعلنت رئاسة الجمهوريّة.
على صعيد آخر، دان حزب الله الدعوة المارقة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقاضية بتهجير أهل قطاع غزّة إلى خارج فلسطين، مؤكدًا أنها ليست إلا تعبيرًا جليًا وترجمة للفكر العنصري الإلغائي الفاشي، الذي يهدّد الإنسانية جمعاء في صميم قيمها وعلى رأسها حق الشعوب في أوطانها وأراضيها.
وشدّد حزب الله على أنّ ما لم يأخذه العدوّ بالحرب لن يأخذه في السلم وتحت شعارات خبيثة حمقاء تريد أن تستغبي شعوب العالم بادعاء حرصها على أن ينعم أهل غزّة بحياة أفضل خارجها، داعيًا الدول العربية والإسلامية إلى اتّخاذ مواقف عملية لمواجهة هذا المشروع الاحتلالي، وإلا فإنّ ما ينتظر بلدانهم في حال نجاح هذه الخطوة هو مصير أسود لن يبقي ولن يذر.
حكومياً، لم تنجح الوساطات في تذليل العقد الحكومية لا سيما عقدة الوزير الشيعي الخامس الذي يُصرّ الرئيس المكلف نواف سلام على تسميته، في حين لم يتم التوافق بين سلام والرئيس نبيه برّي والرئيس عون على اسم بديل حتى مساء أمس.
وأعلنت رئاسة الجمهورية، أنّ الرئيس جوزاف عون التقى في قصر بعبدا رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، وعرض معه نتائج آخر الاتصالات والمشاورات التي يجريها من أجل تأليف الحكومة. وتمّ خلال اللقاء، التوافق على استمرار الاتصالات من أجل الإسراع في عملية التأليف.
وكان قد غادر سلام القصر الجمهوري من دون الإدلاء بأي تصريح.
وأفيد أن الوزير السابق ناصر السعيديّ لم يقبل توزيره في الحكومة العتيدة.
وكان الرئيس عون أكد أن «المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة تكاد تصل إلى خواتيمها، على أن تتمتع الحكومة بالانسجام والقدرة على تحقيق تطلعات اللبنانيين وآمالهم، وفق ما ورد في خطاب القسم».
وأعلن رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل انتقاله إلى صفوف المعارضة لوجود قرار بإقصاء التيار عن الحكومة، وشنّ هجوماً لاذعاً على القوات اللبنانية. وقال باسيل خلال مؤتمر صحافي: «لا يمكن أن نكون في حكومة «ولاد ست وولاد جارية» ولسنا متعلّقين بالسلطة وأسهل علينا الذهاب إلى المعارضة، فإمّا أن تطبّق المعايير نفسها على الجميع أو لا تكون». وتابع: «لا نقبل بأن يسمّي أحد عنا ممثلينا وبأن نأخذ أقلّ من حجمنا وهذا حق الناس الذين نمثلهم». ولفت إلى أنّ سبب عدم ولادة الحكومة يعود إلى المعايير غير الواضحة في التشكيل. وتابع: «الرئيس المكلّف يفرض أسماء الوزراء على المسيحيين والسنّة، والمضحك أن الفريق المسيحي المعني حاول تحويل هزيمته وإذلاله إلى انتصار، ونحن رفضنا أن يمارس هذا الشيء علينا. وموافقة «القوات» أعطت غطاء بقبولها ما يكرّس على المسيحيين مصيبة جديدة».
وأضاف: «الأبشع أنّ رئيس حزب القوات سمير جعجع وُعد أو اعتبر أنّه مقابل هذا الشيء يحصل على شطبنا من المعادلة وهذه عادته في تسجيل الانتصار لنفسه عبر إلغاء غيره. وهذا حصل في العام 1990 بقبول الطائف لتغطية الهجوم على قصر بعبدا للتخلص من ميشال عون. وهكذا فعل بالتعاطي مع صلاحيات رئيس الجمهورية فقط لأنّ ميشال عون يُمارسها».
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «أن لدينا ثقة كاملة في قدرة سلطات لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل اللبنانيين». وأضافت «نأمل أن يجد نواف سلام وسيلة لحلّ المأزق».