الأول من آذار 2025 … 121 عاماً على ولادة سعاده ـ الفرد .. 90 عاماً على ولادة سعاده ـ المؤسسة

سماح مهدي*
يبدو أنه بات لزاماً على كل سوري قومي اجتماعي عندما يطلّ الأول من آذار كلّ عام، أن يكون حاضراً للجواب على سيل من الأسئلة التي ما فتئ أصحابها يكرّرونها ليتلقّوا منّا إجابات ما كللنا ولا مللنا من إعادتها.
فسواء خضنا حواراً حضاريّاً مبنيّاً على صراع فكري – عقائدي، أم اضطررنا لمناقشة كارهٍ أو حاقد أو شاعر بعقدة نقص، فالأمر بالنسبة لنا سيان لكوننا نخوض معركة الوصول إلى كل أبناء شعبنا مهما اختلفت مواقفهم منّا.
من مواطني بلادنا مَن يرى في الأول من آذار احتفالاً من السوريين القوميين الاجتماعيين بالولادة الطبيعية لزعيم حزبهم، إلا أننا نحرص على تعديل هذه الفكرة المتكوّنة في عقولهم باتجاه ما نؤمن به حقيقة وهو أن الأول من آذار عام 1904 كان تاريخاً عادياً يكاد لا يعني إلا عائلة الدكتور خليل سعاده ومحيطها، إلا أن ذلك التاريخ باتت له معان ٍ أسمى بارتباطه بالأول من آذار عام 1935.
لقد أسس الشهيد أنطون سعاده الحزبَ السوري القومي الاجتماعي في العام 1932 ليشكل الخطة النظامية المعاكسة في مواجهة المشروع اليهوديّ وواجهته السياسية المسمّاة الحركة الصهيونية. وحرص سعاده على بناء الإنسان الجديد وترسيخه إمكانية فاعلة في مؤسسات الحزب التي شكلت “الزعامة” إحدى أهم مؤسساته.
فسعاده القائد – القدوة حرص على الاستفادة من لفتة إنسانيّة راقية أقدم عليها رفقاؤه في الأول من آذار عام 1935 عندما رغبوا بالاحتفال معه بعيد ميلاده. فحوّل تلك اللحظة من شأن فرديّ يخصّه، إلى شأن قوميّ عام يخصّ كل السوريين القوميين الاجتماعيين والمقبلين على النهضة.
فبدلاً من أن يرفع سعاده يمينه ليقطع قالباً من الحلوى، رفعها زاوية قائمة ليفاجئ المتعاقدين معه على النهوض معاً والانتصار معاً بتأديته قَسَم الزعامة الذي بات جزءاً لا يتجزأ من دستور الحزب السوري القومي الاجتماعي.
بذلك القَسَم وَقف سعاده نفسه على أمته السورية ووطنه سورية عاملاً لحياتهما ورقيهما. فبرَّ بقَسَمه لأقصى حد يمكن لإنسان أن يصله، إلى انتهاء حياته بالشهادة وختمها بدمه صبيحة الثامن من تموز عام 1949.
في الأول من آذار هذا العام تمضي مئة وواحد وعشرون عاماً على ولادة سعاده – الفرد، إلا أن ما يعنينا هو أن في هذا التاريخ اكتمل العقد التاسع على ولادة سعاده – المؤسسة. فهو الذي أكد على ذلك ليلة ارتقائه شهيداً عندما قال “أنا أموت، أمّا حزبي فباقٍ”.
* ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي