الولايات المتحدة كانت تخسر دائماً في الصراعات لولا روسيا

إميل بويف – «أوراسيا ديلي»:
في جميع نزاعاتهم العسكرية المهمة مع أيٍّ كان، لم ينتصر الأميركيون إلا بالتحالف مع الإمبراطورية الروسية أو الاتحاد السوفياتي. وعلى العكس من ذلك، ففي المواجهة العسكرية بمشاركة القوات الروسية، كانوا يخسرون دائمًا.
لقد جدّد ترامب مرة أخرى معرفته بتاريخ العلاقات مع روسيا، وقام بتقويم الاحتمالات الوشيكة، وأدرك بمرارة (أو بفرح) أنهم بحاجة إلى صنع السلام، وإلى التحالف مع روسيا.
وفي الصين، يجري الآن استكمال بناء مصنع لإنتاج الروبوتات، وهذه بداية ثورة صناعيّة جديدة.
ومن أجل اللحاق بالصين في هذا السباق، تحتاج روسيا والولايات المتحدة إلى اقتصاد يعمل بشكل جيد، وثلاثين عامًا من الحياة السلمية بلا حروب. وللقيام بذلك، يتعيّن على الأميركيين تجميد الصراعات في الشرق الأوسط. والأميركيون يرجوننا التحدث مع إيران، ويحتاجون إلينا في القطب الشمالي وطريق بحر الشمال، ويطلبون منّا العناصر الأرضية النادرة، والألمنيوم، ونصف عناصر الجدول الدوري، ولدينا كل ذلك.
الأميركيون يقترحون علينا زمنًا بلا حروب. ولكن بأي شروط؟!
من حيث المبدأ، لا نحتاج إلى الكثير من الأميركيين: نحن بحاجة إلى أن يتركونا وشأننا ويتخلوا عن ممارستهم في نشر الفوضى على حدودنا. لدينا كل الأشياء الأخرى، وسنقوم بصنع كل شيء آخر بأنفسنا – الرقائق والروبوتات – وسنطير إلى المريخ.
إن روسيا والولايات المتحدة تفكّران الآن في المقام الأول في توفير القوة (وليس المال!) للأمن – وهذه منصة مشتركة بالنسبة لنا، وسوف يتفاوض ترامب وبوتين عليها، وسوف يتوصّلان إلى اتفاق، لأن كليهما يدركان جيداً دور القوة العسكرية في ضمان السلام.
الصين… سوف يتحدثون مع الصين، ولكن ليس مع أوروبا.