حديث الجمعة
في كلّ جمعة ستكون لنا هذه الحديقة، وأنا هذه الجمعة، أعود من سفر في الساحل السوري، حيث تشرّفت بالمشاركة في تكريم أسَر الشهداء ولقاء نُخَب الساحل في «دار الأسد للثقافة» في اللاذقية، وأحمل كمّاً من المشاعر الحارة، وثقة بالنصر المتدحرج أسرع من التوقّعات، وتأثّراً بدرجة الوعي السياسي الذي يختزنه الناس مفعَماً بروح التضحية وفرح الإنجاز.
هذه الجمعة في لبنان، يتنظر الناس بقلق زرَعهُ الإعلام والسياسة تحت سؤال: ماذا بعد الفراغ الدستوري؟ وفي سورية ينتظر السوريون يوم الثالث من حزيران ليشاركوا في الحسم الدستوري الذي ينتظره العالم، على خلاف ما كانت الخطة الموضوعة لجنيف أن يتحوّل كإلهاء عن الاستحقاق ومصدر ابتزاز لتأجيله مقابل سيطرة الجماعات المسلحة على خمس أو ستّ من المدن الكبرى لتصير الانتخابات الرئاسية مستحيلة فيكون التفاوض الجدّي على تأجيل الانتخابات والتفاوض على نقل ملف سورية إلى مجلس الأمن وتصير هيئة الحكم الانتقالي لدولة فاشلة أمراً له ما يبرّره.
هذه الجمعة سيكون حديثاً، كما المرة الماضية، متنوّعاً، ففيه المختصر المفيد لأبرز قضايا تحتاج إلى وقفة، وفيه «حدث معي» كبابٍ لما أرويه عن أشياء تحدث وأحبّ أن أتشاركها معكم، وباب «قالت عن الحب» وما له وما عليه، وباب «قل كلمتك وامشِ»، وهذه الجمعة عن «البناء» وخطط تطويرها، وعن سمير جعجع وترشيحه، وعن أيام الرئيس المنتهية ولايته ميشال سليمان في قصر بعبدا قبيل المغادرة.
هذه الجمعة استعادة لمقال كتبته في مثل هذا اليوم، ومقال كتبته قبل ثلاث سنوات مع بدء الأزمة في سورية، وكيف كانت قراءتي المبكرة لها وما كتبته في وداع الصديق الشاعر جوزف حرب