خلايا السفارة هذا ما قاله نائب الرئيس الأميركي لزعماء عشائر الأنبار.. (1)

  نضال حمادةباريس

الزمان يوم 23 شهر تشرين الثاني الماضي، المكان قاعدة عين الأسد في الأنبار وهي أكبر القواعد العسكرية الأميركية في العراق، وصول نائب الرئيس الأميركي مايكل بنس الى القاعدة دون الاتصال بالمسؤولين العراقيين او إبلاغهم بالزيارة.

ما تسرّب عن هذه الزيارة كفيل بكشف كل التحركات والاضطرابات التي يشهدها العراق منذ 12 تشرين الأول الماضي والتي سوف نكشف وقائعها وأسرارها في سلسلة من 4 مقالات.

تقول مصادر عراقية إن ضابطاً أميركياً يخدم في قاعدة عين الأسد العسكرية اتصل يوم 23 تشرين الثاني الماضي بزعماء العشائر في الأنبار طالباً منهم الحضور الى القاعدة للقاء وفد من الأمم المتحدة يزور العراق. وقد حضر إلى القاعدة العشرات من رؤساء العشائر والزعامات القبلية في محافظة الأنباء، حيث تعرّضوا لتفتيش أمني دقيق قبل أن يتم جمعهم في قاعة انتظروا داخلها حوالي أربع ساعات قبل ان يتفاجأوا بدخول نائب الرئيس الأميركي إليهم، بعدما كان قد زار الجنود الأميركيين في القاعدة.

بعد جلوس بنس اتصل هاتفياً برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمام الحضور، وقال له على مسمع منهم إن العراق بلد ديمقراطي تعدّدي ولا يمكن للولايات المتحدة أن تقبل أن يكون تابعاً لإيران.

وبعدما أنهى اتصاله بعبد المهدي ألقى خطاباً بالحضور، قال لهم فيه أنتم أهل الأنبار تستحقون ما هو أفضل من إيران، ومن الحكومة المركزية في بغداد، أنتم سوف تحصلون على إقليم خاص بكم وسوف تقدّم الولايات المتحدة لكم كل أنواع الدعم المادي والعسكري والسياسي، وسوف تشكلون السدّ القوي والمنيع بوجه الأطماع الإيرانية في العراق والشرق الأوسط، وقال لهم أنا هنا موجود للتأكيد على دعم الولايات المتحدة الأميركية لكم وسوف استمع لمطالبكم وأنقلها إلى الرئيس دونالد ترامب في واشنطن.

في البداية تحدّث أحد زعماء العشائر وقال له إن المنطقة مدمّرة بفعل الحرب المتعاقبة خصوصاً الحرب على داعش والقصف الجوي الأميركي الذي تخللّها ودمّر كل البنية التحتية للمدن والبلدات فيها، وتمت تسوية المعامل والمرافق الاقتصادية في المحافظة بالأرض بفعل غارات جوية استهدفتها من دون أي سبب أو مسوّغ عسكري في غالب الأحيان. وقال رجل آخر من الحاضرين إن الآلاف من البيوت في المحافظة مدمّرة بفعل الغارات الجوية والعمليات الحربية السابقة، ولحد الآن ليس هناك أي برنامج لإعادة الإعمار في المحافظة.

مايكل بنس ردّ على كلام الحضور بطريقة فاجأتهم، وقال لا تتوقعوا أي شيء من هذه الحكومة التابعة لإيران التي توقع على عقود مع طهران بعشرين مليار دولار ويذهب رئيسها إلى الصين ليوقع عقوداً خيالية من أموال العراقيين ومن أموالكم أنتم تحديداً الذين حرمتكم حكومة بغداد هذه المليارات لتعطيها بغطاء عقود لإيران والصين وسورية.

بنس أكمل حديثه قائلاً لجمع شيوخ قبائل الأنبار لقد اتفقت الولايات المتحدة مع كل من السعودية والإمارات على دعمكم مادياً وعسكرياً، وسوف تكون هذه القاعدة عين الأسد ومعها قاعدة الحبانية مقرّين لتوزيع المال والسلاح عليكم لقتال إيران والنفوذ الإيراني المتمثل بحكومة عادل عبد المهدي في بغداد. وقال لهم أحذركم من عملاء الحرس الثوري الإيراني في العراق الذين يعملون بقوة على الإيقاع بينكم وبين القوات الأميركية وتصويرها أنها قوات احتلال بينما تحتل إيران العراق عبر حكومة بغداد.

نائب الرئيس الأميركي وفي حديثه شنّ هجوماً كبيراً على المفتي السني في العراق مهدي الصميدعي متهماً إياه بالتبعية لإيران. وقال إن اميركا لديها معلومات عن خطة إعلامية سوف تقوم بها جماعة الصميدعي ضد الوجود الأميركي في العراق. وقد فاجأ كلام مايكل بنس هذا الموجودين الذين تبادلوا الآراء حوله فور مغادرتهم الاجتماع في قاعدة عين الأسد، وفيما كان عدد منهم يعتقد بتغيّر في السياسة الأميركية وبلغة جديدة تستعملها واشنطن بكل ما يخصّ إيران كان رأي البعض الآخر أن بنس يكذب ويريد أن يورّطنا وأن أميركا ودول الخليج تريد أن تضع عشائر الأنبار مرة أخرى في أتون حرب دامية ومدمّرة في حربها الطويلة التي لا تنتهي مع إيران.

حصل هذا الاجتماع قبل أسبوعين من بدء التظاهرات في العراق.

 في عدد الاثنين المقبل الجزء الثاني: تحذيرات أردوغان للعراقيين.

زر الذهاب إلى الأعلى