بوغدانوف: البيان الروسي الأميركي يحتوي آلية للتعامل مع الخروق
أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، أن البيان الروسي الأميركي بشأن الهدنة في سورية يحتوي على آلية للتعامل مع حالات خرق وقف إطلاق النار في البلاد.
وفي حديث الى وكالة «إنترفاكس» الروسية، أمس، قال بوغدانوف: «اتفقنا على آلية التعامل في حال حدوث خروقات، كما أن العسكريين الروس على اتصال وثيق مع نظرائهم الأميركيين حول هذا الموضوع»، إضافة إلى عقد وزارة الدفاع الروسية مؤتمرات صحافية يومية.
وجاءت تصريحات بوغدانوف رداً على اتهمات توجهها بعض الأطراف، بينها الرياض، إلى موسكو ودمشق بأنهما تنتهكان شروط وقف إطلاق النار في سورية.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن المشاورات قائمة مع «التحالف الدولي» بخصوص التدخل البري في سورية.
وبحسب «وكالة أنباء ONA» جدد الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الدنماركي، كرستيان ينسين، في الرياض، موقفه الرافض لبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه ضمن أي تسوية مستقبلية للأزمة في سورية. وقال: «إن على الرئيس السوري الاختيار بين الرحيل بحل سياسي أو عسكري، وأنه لا مكان للأسد في مستقبل سورية» على حد تعبيره.
وفي السياق، أكد أحمد أبو زيد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية على متابعة بلاده سير الهدنة في سورية عن كثب معرباً عن أمله في أن يتقيد جميع الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار.
وفي حديث أدلى به لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس للأنباء قال: «تنظر مصر بعين من الاهتمام إلى سير تطبيق الهدنة في سورية، فيما نعول على جميع الأطراف المعنية التقيد بوقف إطلاق النار».
ميدانياً، رغم الهدوءِ النسبي الذي يسود على أغلبِ جبهاتِ المواجهات بعدَ دخولِ اليوم الثاني لاتفاقِ وقفِ اطلاقِ النار حيزَ التنفيذ. فإن خرقه من قبل المسلحين رصد في مواقع عديدة، في وقت تسود حالة من الهدوء النسبي في حلب باستثاء الريف الشرقي حيث يوجد تنظيم «داعش» غير المشمول بالهدنة.
واخترقت المجموعات المسلحة الهدنة في ريف حلب الشمالي الاتفاق بقصف بلدة الطامورة بثلاث قذائف، وفي ريف حلب الجنوبي، بقصف بلدة «خلطة» بقذيفة واحدة.
وفي خرق واضح لهدنة الزبداني، أطلقت المجموعات المسلحة في بلدة مضايا في ريف دمشق رشقات قنص باتجاه جرافة كانت تعمل على طريق عام الزبداني ـ مضايا ما أسفر عن إصابة السائق وقطع الطريق.
وأعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة بين أطراف «النزاع» في سورية الفريق سيرغي كورالينكو أنه رصد 9 حالات لخرق وقف إطلاق النار خلال 24 ساعة. وقال كورالينكو في بيان، أمس، إن من بين هذه الحالات قصف بلدة الكبانة في ريف اللاذقية، وكذلك اختراق الحدود السورية من قبل مجموعة من المسلحين قوامها نحو 100 فرد من ناحية تركيا.
وذكر رئيس المركز الروسي أن هذه المجموعة استولت، وبتنسيق مع عصابات مسلحة أخرى، على الأحياء الشمالية من بلدة تل أبيض شمال محافظة الرقة، وذلك بدعم من المدفعية التركية. وأضاف: «تحققنا في وقت لاحق من صحة هذه الأنباء التي أكدت عبر قنوات متعددة بما فيها قوات سوريا الديمقراطية».
وأكد كورالينكو أن المقاتلين الأكراد تمكنوا من طرد المسلحين من البلدة بحلول صباح الأحد.
وذكر كورالينكو أن المركز الروسي للمصالحة اتصل بالمركز الأميركي للمصالحة السورية في العاصمة الأردنية عمان للاستفسار حول القصف الذي سجل من الجانب التركي، نظراً لأن تركيا عضو في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد «داعش».
وأفاد بيان وزارة الدفاع الروسية بسقوط قتلى وجرحى بين مقاتلين ومدنيين جراء قصف مسلحي «جبهة النصرة» فرع من تنظيم القاعدة لوحدات الدفاع الوطني في ريف اللاذقية.
كما جاء في البيان أن القوات الحكومية السورية لم ترد على قصف دمشق من جوبر والغوطة الشرقية، أول من أمس، وذلك استجابة لطلب من مركز المصالحة الروسي.
،وذكر بيان المركز الروسي بأنه تلقّى حتى ظهر أمس موافقة 17 مجموعة مسلحة من فصائل المعارضة «السورية المعتدلة» على شروط وقف أعمال القتال. كما قام المركز بالتوسط في عقد اتفاقات مصالحة مع أعيان 35 بلدة، مما أسفر عن انسحاب مسلحين من هذه البلدات وتشكيل فصائل للدفاع الذاتي من الآخرين.
كما جاء في البيان أن البلدات المذكورة تشهد تشكيل أجهزة للحكم الذاتي وإعادة تأهيل البنى التحتية والمواصلات، إضافة إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى أهاليها.
كما أوردت الوزارة أن المركز الروسي للمصالحة تلقى من الولايات المتحدة، السبت، قائمة تضم 69 مجموعة معارضة مسلحة أكدت سواء عبر الهيئة العليا للمفاوضات أو في اتصالها مع الولايات المتحدة مباشرة، موافقتها على شروط وقف الأعمال القتالية في سورية.
باستثناء خرق وقع في مزارع بيت جن في ريف دمشق الغربي حيث قصفت «جبهة النصرة» بلدة مقروصة في ريف القنيطرة فرد الجيش السوري على مصادر النيران، ويسود حالياً الهدوء التام.
وفي محافظة حمص وتحديداً في ريفها الشمالي تير معلة، الغنطو، تلبيسة، السعن الأسود، الدار الكبيرة لم يسجل أي خرق للهدنة وكذلك في الريف الغربي.
يذكر أن تنظيم «داعش» يُسيطر على مناطق في ريفي حمص الشرقي والجنوبي، فيما تسيطر «جبهة النصرة» على قرى عين حسين وحميمات وعز الدين بريف حمص الشمالي، وهذه المناطق غير مشمولة بالهدنة.
ونفت مصادر صحّة ما يروج له مسلحو «جيش الإسلام» عن استهداف الطيران الحربي السوري مناطق عدة في الغوطة الشرقية للعاصمة. بل الجماعات المسلحة استهدفت إحدى النقاط العسكرية بالنيران ما اضطر الجيش السوري للرد على المصدر بالأسلحة الرشاشة. كما استهدفت الجماعات المسلحة الأحياء الغربية لجوبر شرق دمشق بعدد من القذائف.
وكان مجلسُ الامنِ الدولي تبنى قراراً بالإجماعِ يدعَمُ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية. واعتبرَ المبعوثُ الدولي الخاصُّ إلى سورية ستيفان ديمستورا في كلمةٍ له قبلَ عمليةِ التصويت، أنَ اليومَ سيكونُ مصيرياً لسوريا على حدِ تعبيره.