المطران حنّا في تكريمه: توحّدوا يا أيها العرب من أجل فلسطين والقدس
تواصلت النشاطات في صيدا لمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد معروف سعد يمسيرات ومهرجانات سياسية.
وللمناسبة كرّم «التنظيم الشعبي الناصري» رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنّا، تقديراً لمواقفه الوطنية والنضالية دفاعاً عن القدس وفلسطين.
وحضر الاحتفال الأمين العام للتنظيم الدكتور أسامة سعد، ممثّل رئيس مجلس النوّاب بسام كجك، سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، ممثّلو الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ورجال دين وشخصيات اجتماعية ونقابية، وحشد جماهيري كبير.
افتُتح الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم ألقى عريف الحفل خليل المتبولي كلمة، أشاد فيها بالمطران حنّا وبمواقفه ونضاله من أجل القدس وفلسطين.
وألقى الدكتور سعد كلمة، قال فيها: «في هذا الزمن العربي الرديء، وفي ظلّ استنزاف الطاقات والثروات العربية في صراعات وحروب عبثية تدميرية، وفي وقت تستفحل فيه الدعوات والفتن الطائفية والمذهبية، وتتفاقم ظواهر التعصب والظلامية والإرهاب، في مواجهة كل ذلك يدعو المطران المناضل الوحدوي إلى رفع راية العروبة المنفتحة فوق كل راية. كما يدعو إلى إعادة توجيه البوصلة نحو فسطين، لأنّ فلسطين هي القضية المركزية، ولأنّ فلسطين أيضاً هي المعبر نحو الوحدة».
وختم سعد موجّهاً تحية «إلى أبناء الشعب الفلسطيني الصامد والمنتفض والثائر، وإلى الأسرى والمعتقلين والجرحى والمصابين»، مؤكّداً الثقة بقدرة شعب فلسطين، وشباب فلسطين، على تحرير القدس وكل حبّة تراب من أرض فلسطين.
بدوره، قال السفير دبور: «المطران عطا لله، ابن بلدي، مهد الأديان السماوية، نعتزّ بك وبنضالك وبرفضك للاحتلال وجيشه».
واستطرد قائلاً، «من منطلق حرصنا على لبنان الحبيب الذي احتضن قضيّتنا العادلة، ودعمها ووقف إلى جانبها واستضاف لاجئيها، وللأخوّة التي تجمعنا في وحدة الهدف والمصير، نؤكّد تمسّكنا بتعزيز وتطوير علاقتنا مع جميع مكوّنات المجتمع اللبناني وعلى كافة المستويات، والتزامنا بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المخيمات، واحترام سيادة القانون اللبناني».
ودعا وكالة غوث وتشغيل اللّاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إلى «الاستمرار بتحمّل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين والغاية التي أُنشئت من أجلها وهي إغاثة ورعاية وتشغيل اللاجئين، والمظلّة الدولية للجوئهم وحق عودتهم».
وشارك المطران حنّا في الحفل على الهواء مباشرة من بيت لحم. وقال في كلمته: «توحّدوا يا أيها العرب، توحّدوا من أجل فلسطين ومن أجل القدس، شهداؤنا يسقطون في كل يوم، قبل قليل كان هنالك شهيد وبعد قليل سيكون هناك شهيد آخر. شهداؤنا يسقطون في كل يوم من أجل الحرية والكرامة من أجل القدس، فكونوا إلى جانب أسرانا ومعتقلينا وإلى جانب شعبنا المقاوم المناضل الذي لن يتنازل عن حقّه في فلسطين، كل فلسطين، التي هي لنا وليست للاحتلال وليست للاستعمار وليست للصهيونية».
وقال: «أحيّيكم من قلب فلسطين، وأنتم تلتقون في صيدا المدينة الصامدة، المدينة المقاومة، المدينة الأبيّة إلى جانب بيروت وكل المدن والبلدات اللبنانية.
تلتقون في الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد القائد المناضل معروف سعد، وقد ارتأيتم في هذا اليوم أن تقوموا بتكريمي، فأنا أشكركم على هذا التكريم، وأشكركم على هذه المحبة، وأشكركم على هذه المبادرة الطيّبة، ولكنّي أقول لكم إنّ هنالك من يستحقون هذا التكريم أكثر مني، وهم أسرانا ومعتقلونا في سجون الاحتلال، من يستحق التكريم حقيقة هم شهداؤنا. إنّهم يقتلون رموزنا الوطنية ويستهدفون المناضلين والمجاهدين، ظناً منهم أنّ شعبنا سيخاف، وسيتراجع، وسيتنازل عن حقوقه. ما أودّ أن أقوله لكم من قلب فلسطين، بأنّهم مهما استهدفونا، ومهما قتلوا شبابنا، ومهما اعتقلوا من مناضلينا، ستبقى قضيتنا هي قضية شعب حيّ يناضل من أجل تحقيق أمنياته وتطلّعاته الوطنية».
أضاف: «رسالتي إليكم، إلى لبنان، هي رسالة التضامن، نحن متضامنون مع لبنان، نحن نحبّ لبنان، ونتمنّى لبنان العربي الشقيق المقاوم بأن يبقى مقاوماً عربياً، بأن يبقى لبنان نفتخر به وبوطنيته وإنسانيته ورُقيّه وحضارته».
ووجّه «رسالة الوفاء والتقدير للبنان وللشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية، ولكل مناضل لبناني عربي وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وإلى جانب القضية الفلسطينية».
وتابع: «يؤلمنا ويحزننا أنّ ما يحدث في محيطنا العربي، هذا الإرهاب المنظّم، هذا التشرذم والتفكّك الحاصل في منطقتنا، والذي لا يستفيد منه حقيقة إلّا الاحتلال، الذي يقول دعوا العرب يتقاتلون في ما بينهم، أمّا «إسرائيل» فتواصل مشروعها العنصري الإقصائي في مدينة القدس».
وتمنّى «أن ينتهي هذا الواقع المأساوي الذي تمرّ به منطقتنا العربية»، مؤكّداً أنّ «فلسطين قوية عندما يكون العرب أقوياء وموحّدين، عندما يكونون على قلب رجل واحد، ومتضامنين مع بعضهم بعضاً، دفاعاً عن قضيّتهم الأولى، قضية العرب الأولى فلسطين. هذه القضية التي يحملها كل إنسان آمن بالعروبة ودافع عنها. قضية فلسطين هي ليست قضيتنا نحن الفلسطينيين فحسب، وإنّما هي قضيتكم، قضية العرب، إنّها قضية المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم في كل مكان».
وفي نهاية الحفل، قدّم سعد درعاً تكريمية للمطران حنّا تسلّمها عنه السفير دبور، كُتب عليها: «درع معروف سعد، تحيّة وفاء وتقدير لسيادة المطران المناضل عطا لله حنّا، المدافع الصلب عن القدس وعروبة فلسطين، الذكرى 41 لاستشهاد المناضل معروف سعد، 26 شباط 2016».
مسيرات
وكان الآلاف من الصيداويين والجوار شاركوا في المسيرة التي دعا إليها التنظيم الشعبي الناصري في مدينة صيدا، «وفاءً لنهج المناضل معروف سعد، نهج المقاومة والتحرير والنضال والتغيير، وتجديداً للعهد، وتأكيد السير على خطّه المدافع عن قضايا الوطن والفقراء والرفض للفتنة المذهبية والطائفية».
انطلقت المسيرة من أمام النصب التذكاري للراحل بمشاركة وفود كشفية لبنانية وفلسطينية، وفي حضور ممثّلين عن الأحزاب والفصائل الفلسطينية ورجال دين. وجابت الشارع الرئيسي للمدينة وصولاً إلى ساحة النجمة حيث ألقى الدكتور سعد كلمة، أكّد فيها أنّ «مشاريع الفتنة والتقوقع والانعزال قد فشلت ولن يُكتب لها النجاح، وصيدا سوف تتصدّى على الدوام لهذه المشاريع، ومافيات الحكم والسلطة حيتان المال وزعامات التحريض الطائفي والمذهبي».
واستقبل سعد، بعد انتهاء المسيرة، عدداً من الوفود والشخصيات، وتلقّى اتصالاً من الوزير السابق سليم جريصاتي.
وكان شباب التنظيم ومناصريه، نظّموا أول من أمس مواكب سيارة جابت شوارع مدينة صيدا وأحيائها كافة، رفعوا خلالها أعلام التنظيم، وصور الشهيد معروف سعد ونجله الراحل النائب السابق مصطفى سعد، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
احتفال في صور
وأحيا «التنظيم الشعبي الناصري» – فرع الجنوب، الذكرى باحتفال أقامه في قاعة الشباب الفلسطيني في البرج الشمالي في صور، التي زُيّنت بصور الراحل، ورُفعت فيها اللافتات التي أكّدت «المضيّ على نهج الشهيد»، إلى جانب الأعلام الفلسطينية واللبنانية وأعلام التنظيم، وحضره أعضاء الأمانة العامة للتنظيم، أمين سر فرع الجنوب الدكتور جواد نجم، وفد «الهيئة النسائية الشعبية» برئاسة إيمان سعد، ممثّلو أحزاب وطنية لبنانية وفصائل فلسطينية، وحشد من أبناء صور.
وأُلقيت كلمات لكل من علي تليه، مسؤول العلاقات السياسية والاجتماعية في الحزب الشيوعي اللبناني كامل حيدر، عضو المكتب السياسي لـ«جبهة التحرير الفلسطينية» عباس الجمعة، وعضو الأمانة العامة للتنظيم صلاح البسيوني، أكّدت الاستمرار على نهج صاحب الذكرى في المقاومة والدفاع عن الفقراء.