الفرزلي: الموظفون أهمّ من رئاسة الجمهورية
عقدت لجنة القطاع العام في اللقاء الأرثوذكسي، اجتماعها الدوري للبحث في الوجود المسيحي عموماً، والأرثوذكسي خصوصاً، في الإدارات العامة، بحضور كل من رئيس «جمعية لابورا» الأب طوني خضرة، النائب السابق لرئيس مجلس النوّاب إيلي الفرزلي والأمين العام للقاء النائب السابق مروان أبو فاضل وعضو مجلس بلدية بيروت إيلي حاصباني، وأعضاء اللجنة.
افتُتح الاجتماع بكلمة ترحيبية لرئيس اللجنة العميد المتقاعد الياس داوود، ثمّ تحدّث أبو فاضل فرأى أنّ «نقص التمثيل الأرثوذكسي واضح في وظائف الفئة الأولى في الإدارة العامة، لكنه غير ملموس في الفئات الأخرى»، مذكّراً بـ»أنّ البلد لا يعيش إلّا بميثاقية معيّنة للأرثوذكس خصوصيتهم فيها مثل الآخرين»، داعياً إلى البحث في السُبُل الكفيلة بالوصول إلى «صيغة معيّنة لمنهجية استلحاق ما فاتنا».
وشكا أبو فاضل من عدم اهتمام الشباب المسيحي عموماً بالانخراط في الإدارة العامة، وفي القوى الأمنية.
ودعا إلى «إيجاد لوبي مسيحي من أجل الإدارة العامة، وإلى اعتماد الأسلوب الذي يعتمده الآخرون في التوظيف من خارج مجلس الخدمة المدنية».
من جهته، رأى الأب خضرة أنّ «سلوك الشباب المسيحي بدأ يتغيّر إيجابيّاً تجاه الانخراط في الوظيفة العامة»، وشدّد على «ضرورة أن يتخطّى الإنسان الحدود التي يرسمها له مجتمعه، وأن يكون انتماؤه إلى لبنان، وليس إلى مذهب أو طائفة مع الحفاظ على حقوقه».
وعرض تجربة «لابورا» في إحصاء أعداد المسيحيين في الإدارة العامة بمختلف فئاتها وفي القوى الأمنية، مشيراً إلى أنّ «نسبة مشاركتهم تراجعت في العقدين الأخيرين لتصل إلى نحو 13.5 في المئة سنة 2007، ولكنها تحسّنت منذ العام 2008 إلى الآن لتصل إلى 37،5 في المئة من أعداد الذين توظفوا في الدولة من 2008 إلى يومنا هذا»، لافتاً إلى «الجهود التي قامت بها لابورا لتشجيع المسيحيين على الإقبال على الوظيفة العامة، وفي القوى الأمنية، وإلى دورات التدريب والإرشاد التي نظّمتها لهم في هذا السياق».
وأكّد أنّ «عدد الطلاب الذين تدرّبهم لابورا للانخراط في الوظيفة العامة ارتفع ولا يزال»، وشكا من «تناتش المرجعيات المسيحية، الطائفية والسياسية المتعددة، للمراكز الوظيفية المخصصة للمسيحيين في الإدارة العامة، إذ نجد مرشحين عدّة لمركز واحد، وهذا ما لم نلاحظه عند باقي الطوائف».
وطالب رئيس مؤسسة لابورا بـ»مرجعية مسيحية موحّدة لإيصال مرشحين أكفّاء للوظيفة وفق القانون».
بدوره شدّد الفرزلي على أنّ اللقاء الأرثوذكسي لا يميّز بين أبناء الطوائف المسيحية، معتبراً أنّ «استباحة الإدارة العامة هي نسخة عن استباحة السقف السياسي لأنّ الاستباحة السياسية تؤدّي إلى استباحة الإدارة».
وأخذ على المراجع الكنسيّة «عدم الدفاع عن الأسباب الموجبة التي طرحها اللقاء الأرثوذكسي في مشروع قانون انتخابي جديد، الذي كان يُفترض أن يوصل المسيحيين إلى حقوقهم»، لافتاً إلى أنّ «حال الإحباط المسيحي عمّمت الاستقالة من الوظيفة العامة»، مؤكّداً أنّ «اللقاء كان وراء إنعاش ثقافة الحضور المسيحي في الإدارة، واستعادة حقوقهم الدستورية»، متحدّثاً عن «معركة استعادة هذه الحقوق وتقويم الاعوجاج الذي طرأ على إدارة الدولة».
وأسف الفرزلي لأن يكون المواطن فقد الثقة بدولته بسبب «سيادة مبدأ الوساطة»، مؤكّداً أنّه «إذا عمّم مبدأ الكفاءة يمكن إعادة تجييش الناس وإقناعهم بأنّهم جزء من الدولة»، معتبراً أنّ «الموظفين هم أكثر أهمية من رئاسة الجمهورية»، وختم «بوحدتنا سننتصر في المعركة، وسيتمّ استرداد الحقوق بالقِيم وبالإرادة».