سمير جعجع مرشّحي لرئاسة الجمهورية إذا…

علي البقاعي

يحق للسيّد سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، أن يحلم بأن يصبح رئيساً للجمهورية اللبنانية. لا أحد يستطيع أن ينكر عليه هذا الحق.


أوافق «الحكيم» الرأي بأن الرئيس المقبل للجمهورية يجب أن يتحلى بالصفات الحميدة، وأن يكون صادقاً مع ذاته، وذا شخصية قوية، وحازماً وذا رأي سديد، و»صاحب موقف»، وأن يكون ممثلاً حقيقياً للشعب اللبناني.

فهل كان «الحكيم» حكيماً في وضع المواصفات التي يجب أن يتحلى بها الرئيس المقبل للبنان؟ وهل يتحلى «الحكيم» بمواصفات الشخص الذي سيقود لبنان في أدق وأصعب مرحلة من تاريخه القديم والحديث والآتي. سأترك للمواطن الحكم على الحكيم بعد قراءة سيرته الذاتية.

سمير جعجع سيكون مرشحاً مثالياً لرئاسة الجمهورية:

إذا وقف أمام الشعب اللبناني وأعلن بجرأة تامة ووفق شروط الصدق مع الذات التي يتغنى بها ليعترف كم من اللبنانيين والفلسطينيين ماتوا على يديه وأيدي الميليشيات التي كان يقودها خلال الحرب الأهلية.

إذا صرّح بالرواية الحقيقية لعلاقته مع مجرم الحرب «الإسرائيلي» أرييل شارون.

إذا روى للشعب اللبناني حقيقة حرب الجبل عام 1983 ودوره في تهجير مسيحيي الشمال، وبعدهم مسيحيي الشوف ليكونوا جنوداً رغماً عنهم في ميليشياته كي يؤمنوا عيشهم وعيش أهلهم الذين شردوا وفقدوا كل شيء بسبب التهجير.

إذا أوضح من اغتال رئيس وزراء لبنان الشهيد رشيد كرامي بتفجير طائرة الهليكوبتر التي كان يستقلها، وإذا لديه الجرأة لقول من قتل داني كميل شمعون وعائلته.

إذا روى القصة الحقيقية لمشاركته أو دوره أو معلوماته حول مجزرة اغتيال الوزير الشهيد طوني سليمان فرنجية وعائلته وسر إصابته في الهجوم، وأن يوضح ما ورد في كتاب الصحافي الفرنسي ريشار لابيفيير في كتابه مجزرة إهدن أو لعنة العرب المسيحيّين» إذ قال حرفياً ونقلاً عن ضابط في الموساد الإسرائيلي إن عملية إهدن كان لا بدّ من أن تُعهد إلى رجل حازم يجعل منها قضيته الخاصة فاقترح الموساد اسم سمير جعجع لأسباب عديدة .

إذا أوضح من كان وراء تفجير كنيسة سيدة النجاة في زوق مكايل والتي أدين فيها وحكم عليه بالإعدام بسببها، ثم خفّف الحكم إلى المؤبد، وكيف يكون القاضي الذي أدانه بجريمة سيدة النجاة عميلاً للمخابرات السوريةً وكيف وافق هو و ثوار الأرز في تجمع لبنان أولاً أن يصبح هذا القاضي نفسه نائباً لرئيس المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في لاهاي.

إذا بيّن مصير مئات بل ألوف الشبّان اللبنانيين من مختلف الطوائف والأحزاب الوطنية والفلسطينيين، الذين فقدوا أو أسروا إبان الحرب الأهلية في مناطق سيطرته، وإذا أعلن عن مصير الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختطفوا على حاجز البربارة إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

إذا باح للشعب اللبناني باسم قاتل الضابط في الجيش اللبناني خليل كنعان وقاتل الدكتور الياس الزايك ومغتال رئيس إقليم جبيل الكتائبي غيث الخوري وساحل عشرات المنتمين إلى حزب الوطنيين الأحرار في ضبيه والواقف وراء محاولة إغتيال قائد القوات اللبنانية آنذاك السيد فؤاد أبو ناضر.

لماذا انقلب على أمين الجميل عام 1984 بعد وفاة الأب المؤسس بيار الجميل ثم عمل على إبعاده من لبنان بعد إنتهاء ولايته الرئاسية؟ ولماذا انقلب على حليفه آنذاك إيلي حبيقة؟ ولماذا شن حرب الإلغاء على الجيش اللبناني وقائده العماد ميشال عون؟ ومن أجبر الرئيس أمين الجميل على مغادرة لبنان بعد انتهاء ولايته الرئاسية؟

أين ذهبت ملايين الدولارات التي جمعت من المرفأ وعائدات الجباية والضرائب والخوات فترة تحكمه في المناطق التي سيطرت عليها قواته خلال مراحل الحرب الأهلية؟

أسئلة كثيرة سيكون على الحكيم أن يجيب عنها كمرشح للرئاسة إذا أجاب بصدق عن الأسئلة المذكورة آنفاً وتشمل مفهومه للبنان و فلسفته العروبية وماذا سيكون موقفه في سورية، خاصة أن الأمور تجري عكس ما يشتهيه وتبشر بأن الرئيس بشار الأسد يسير نحو الانتصار على حلفاء جعجع الدواعش ونصرتهم وأن رئيس سورية باق في قصر المهاجرين. ولأي من دول الخليج ستكون تبعيته؟ هل سيكون مع الشيخ تميم في قطر أو مع الأمير مقرن في السعودية أو وسطياً مثل أمير الكويت أو محايداً مثل سلطان عُمان؟

ما هو موقفه من اتفاق الطائف ونصه الصريح بأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه وموقفه من الشراكة الوطنية وعلاقات لبنان المميزة مع سورية وبأن لبنان لن يكون ممراً أو مستقراً للعداء لسورية؟ فهل سيلغي الحكيم هذا الجزء من الطائف بحيث يصبح لبنان ممراً ومستقراً للعداء لسورية وبذلك يصبح الشركاء في الوطن في حل من التزامهم بما سيبادر إلى نقضه، وليصار إلى ميثاق وطني جديد بمفاهيم جديدة يكون فيه القرار والحكم للشعب الذي يتحدث الحكيم باسمه.

من حق المواطن اللبناني، حتى لو كان نزيل سجون وزارة الدفاع، أن يعمل على تحقيق حلم رافقه لأربعة عقود بأن يسكن في قصر بعبدا، ومن حقي أنا أيضاً كمواطن لبناني أؤمن بـ أبدية لبنان كوطن لجميع أبنائه أن أسمع منه أجوبة عن أسئلة تهمني وتهم حياة أبنائي في هذا الوطن.

الحكيم سيكون مرشحي لرئاسة الجمهورية إذا أجاب عن هذه الأسئلة التي تراود أذهان ملايين اللبنانيين، أما إذا لم يجب فليطالب بإعادة محاكمته بجريمة كنيسة سيدة النجاة، وإذا استمر في ترشحه من دون إجابات أترك لممثلي الشعب اللبناني في مجلس النواب القرار، وللشعب اللبناني مكافأتهم أو محاكمتهم في صناديق الاقتراع الآتية على اختيارهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى