محرز يغدو رمزاً كروياً في الجزائر

أصبح اسم محرز 25 سنة الذي سجل 14 هدفاً في الدوري الممتاز مع 10 تمريرات حاسمة وساهم بشكل أساسي في تربع فريقه على الصدارة بعد 27 مرحلة، من أبرز الأسماء المرشحة لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز كما أصبح لاعب لوهافر الفرنسي السابق معشوق الجماهير الجزائرية التي بدأ الكثير منها يشجع ليستر سيتي أيضاً.

بلد يعشق الكرة

«قبل محرز، ليستر كان فريقاً مجهولاً في الجزائر حيث يعتبر ليفربول الفريق الأكثر شعبية»، هذا ما قاله سمير العماري، رئيس قسم الرياضة في صحيفة «ليبرتي» المحلية، مضيفاً: «لكنه أصبح الآن الفريق الأكثر شعبية في البلاد ويشجعه أكثر من 5 ملايين شخص فيما أصبح الجمهور يتابع الدوري الإنكليزي الممتاز أكثر من دوري الدرجة الأولى المحلي».

وواصل: «متابعة مباراة لليستر أصبحت حدثاً يجتمع خلاله الناس» حتى في العمل أو أيام الأحد، فيما يغيب الأطفال عن المدارس من أجل مشاهدته يلعب.

وفي بلد تحظى فيه كرة القدم بمكانة كبيرة، أصبح محرز معبود الجماهير.

«قمنا بطلبية جديدة من القمصان منذ أربعة أيام، لكنها لم تصلنا حتى الآن»، هذا ما قاله أحد البائعين المتحمسين الذي يبيع قميص محرز بـ7000 دينار 60 يورو ، أي ما يعادل 40 في المئة من الحد الأدنى للأجور.

وهناك قمصان مقلدة أقل بسبع مرات من سعر القميص الأصلية ويتم بيعها بطريقة غير مشروعة في قلب قلعة القصبة.

«الحمد لله، محرز، إنه أمر جنوني»، هذا ما قاله بفرح كبير أحد البائعين الشبان عن صعود نجم محزر، هذا الشاب الذي ولد في ضواحي باريس لكن تم تجاهله من قبل فرنسا ونادي مرسيليا على حد سواء.

من الظلمة إلى النجومية

الأمور لم تكن سهلة في الجزائر على لاعب لوهافر السابق الذي لفت أنظار مدرب الجزائر وحيد خليلودزيتش قبل نهائيات مونديال البرازيل 2014 وقرر الاستعانة به.

لكن بعد خسارة المباراة الأولى أمام بلجيكا، أصبح محرز خارج التشكيلة ولم يلعب بعدها في أي من المباريات الأخرى التي خاضها منتخب بلاده في النهائيات التي وصلت فيها الجزائر إلى الدور الثاني قبل أن تنحني أمام المانيا التي توجت لاحقاً باللقب.

«كانت هناك مزاعم بأن محرز دفع لي من أجل اصطحابه معنا إلى كأس العالم»، هذا ما قاله مؤخراً المدرب السابق خليلودزيتش في مقابلة مع صحيفة «كومبيتيسيون» الجزائرية.

لكن الوضع تغير كثيراً منذ حينها لأن المستوى الرائع الذي يقدمه هذا اللاعب في الدوري الممتاز جعله من الركائز الأساسية للمدرب الحالي الفرنسي كريستيان غوركوف.

كما يقدر الجزائريون كثيراً تواضع محرز الذي يزور غالباً مسقط رأسه في بني سنوس بالقرب من الحدود مع المغرب.

«أنا أحب بلدي، أحب شعب بلدي وأردد هذا الأمر دائماً عندما أحل هنا»، هذا ما قاله محرز في المرة الأخيرة التي جاء فيها إلى بلاده في حزيران الماضي.

دُفن والد محرز في مسقط رأسه عام 2006 حين كان نجم ليستر في الخامسة عشرة من عمره، وهي فترة صنفها اللاعب كنقطة تحول في حياته ومسيرته على حد سواء، وقد تطرق إلى هذه المسألة في حديث أجراه في وقت سابق من الموسم مع صحيفة «ذي غارديان» البريطانية: «وفاة والدي كانت على الأرجح نقطة بداية كل شيء. لا أعلم إذا بدأت أخذ الأمور على محمل الجد بشكل أكبر منذ حينها، لكن بعد وفاته، بدأت الأمور تتحول».

وإذا تمكن محرز من تقديم نفس المستوى الذي يظهر به في الدوري الإنكليزي الممتاز مع منتخب بلاده، فالوجهة الوحيدة لاسهم هذا اللاعب ستكون صعوداً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى