القائم بالأعمال السّوري في عمّان: جاهزون لاستقبال المنتجات الزراعية الأردنية
محمد شريف الجيّوسي
أكد القائم بالأعمال السوري د. أيمن علوش، «أنّ الجمهورية العربية السورية جاهزة لاستقبال المنتجات الزراعية الأردنية عبر منفذ السويداء، وضمان حماية الشاحنات الأردنية»، مبدياً استعداده «لمرافقة أول شاحنة أردنية تدخل إلى سورية».
وقال علوش في حديث تلفزيوني أن «لا مانع لدى سورية من إعادة تحميل المنتجات الأردنية على شاحنات سورية، من عند نقطة الحدود السورية ـ الأردنية».
وأضاف: «قدمنا للخارجية الأردنية، بعد استشارة رئيس الحكومة السورية، مذكرة تتضمن هذه التفاصيل، لكن يبدو أنّ لدى الجهات الأردنية المعنية تحفُّظات معينة ذات طبيعة لوجستية، هي محلّ تفهم من قبلنا».
من جهة أخرى، ورداً على سؤال حول ما ردّدته وسائل إعلام ومسؤولون سوريون عن تدخل أردني والسماح لإرهابيين بالعبور إلى سورية عبر الحدود الأردنية، أجاب علوش: «في ما يتعلق بما تنقله وسائل إعلام لا علاقة لنا به، أما عندما يعلن مسؤولون سوريون ذلك فلا بدّ أنه يستند إلى وقائع وبالتالي ليس كلاماً يطلق على عواهنه».
وأكد علوش «أنّ ما يربط الشعبين الأردني والسوري أقوى وأرسخ من أن تخربه الظروف، وقد لمست ذلك من خلال لقاءاتي بأبناء الشعب الأردني»، لافتاً إلى «أنّ علاقات مصاهرة ونسب قائمة أكبر من أن تُعدّ أو تُحصى، وإنّ دماء أبناء البلدين قد اختلطت في العديد من شواهد التاريخ الحديث والقديم ولن تكون سايكس ـ بيكو عنصر انفصال في المشاعر والمصالح والآمال». وقال: «يتشوق الكثير من الأردنيين لزيارة سورية والتبضع منها، وعمّان أقرب إلى العاصمة السورية دمشق مثلاً من اللاذقية. نحن ندرك حجم الضغوط التي تُمارس على الأردن، ونعلم أنّ إخلاء إرهابيين لمواقعهم في جنوب سورية يتصل بدور أردني».
وحول ما قاله عضو في مجلس الشعب السوري بأنه في حال تورط الأردن في حرب برية على سورية، فعلى الأردنيين «تحضير أكفانهم أو حفر قبورهم»، أوضح علوش «أنّ هذا النائب عبّر عن الشريحة التي انتخبته، ولكن لا بدّ أن تكون هناك ردة فعل سورية مناسبة في حال وقوع تدخل فعلي».
وفي سياق آخر، أكد القائم بالأعمال السوري أنّ سورية كانت نصيرة لفصائل المقاومة الفلسطينية، خصوصاً حركة حماس «حيث قدمت لها كلّ الدعم المطلوب عندما كانت تطرح نفسها كفصيل فلسطيني مقاوم». وأضاف: «احتضنت سورية حماس في وقت رفض الجميع استقبالها، وبسبب ذلك أُتخذت ضدّ سورية عقوبات منها قرار محاسبة سورية، لكنّ حماس تدخلت في الشان السوري وقابلت سورية بالخيانة مستجيبة لمكتب الإرشاد العالمي للإخوان المسلمين، كما قاتل منتسبون إليها في صفوف العصابات الإرهابية المسلحة»، مشدِّداً على «أنّ المصالحة مع حماس رهن باستعادة بوصلتها الفلسطينية المقاومة».
وأكد «أنّ من غير الممكن المساواة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، فالسيرة الذاتية لروسيا خالية من أي حرب أو احتلال أو استعمار لبلد ما، خاصة تجاه العرب، فيما يحفل تاريخ الولايات المتحدة بالحروب والاحتلالات والاستعمار».
ورأى «أنّ واشنطن غير جادة في الحرب على داعش، ولو كانت كذلك لحالت دون انتقال المئات من دباباتها من الرمادي إلى تدمر، بالتزامن مع ما أسمته واشنطن وحلفها الدولي الحرب على الإرهاب وهي التي تمتلك طائرات متطورة جداً».
وشدّد علوش على أنّ سورية «جادة في إجراء انتخابات مجلس الشعب في الموعد المحدد كاستحقاق دستوري»، موضحاً «أنّ الدولة الوطنية السورية ملتزمة بدفع رواتب موظفيها بانتظام في المناطق الواقعة تحت سيطرة العصابات الإرهابية، كالرقة مثلاً».
وأكد «أنّ المواطنين السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة الوطنية السورية يحظون بالرعاية وأنّ ما نشهده من نزوح هو من المناطق الخاضعة لسيطرة العصابات الإرهابية المسلحة إلى المناطق الآمنة تحت سلطة الدولة الوطنية السورية، ففي محافظة اللاذقية مثلاً نزح نحو مليوني سوري من مناطق سيطرة داعش والنصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية المسلحة»، لافتاً إلى «أنّ الدولة السورية في ردّها على العصابات الإرهابية تستخدم أسلحة مسموح باستخدامها وتحرص على سلامة المدنيين، فيما تقصف العصابات الإرهابية المدنيين العُزّل بكلّ أنواع الأسلحة وتخرِّب المنشآت الوطنية».
وأضاف: «إنّ الجهات المُعادية تختلق الأكاذيب وتستخدم وسائل إعلامها في جهات الأرض الأربع للتشويش ونشر الإشاعات الكاذبة والأخبار المزورة، وهو ما بدأ يتكشَّف للمواطن العربي وللرأي العام الدولي».
وحول أعداد السوريين الموجودين في الأردن، أكد علوش أنّ عددهم اليوم، بمن فيهم من قدموا إليه في فترات زمنية منذ ثلاثينات القرن الماضي، يبلغ نحو 1,3 مليون نسمة، أما الذين نزحوا إلى الأردن خلال الأزمة الأخيرة، فيبلغ عددهم، بحسب أرقام المفوضية الأممية للاجئين نحو 620 ألفاً».