تنديد لبناني وإيراني وفلسطيني بوصف مجلس التعاون حزب الله بـ«الإرهاب»: لا يخدم إلّا عدو الأمة وعدو فلسطين و يهدّد السلم الأهلي
واصلت دول الخليج بقيادة السعودية حربها الشرسة ضدّ حزب الله بتصنيفه «منظمة إرهابية»، ما أثار صدمة في لبنان، وبلبلة في صفوف تيار المستقبل الذي سارع رئيسه إلى تبرير القرار الخليجي وتبنّيه، بينما اعترض عليه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق. فيما لاقى القرار موجة استنكار لبنانية وإقليمة باعتباره «لا يخدم إلّا عدو الأمة وعدو فلسطين»، وبالفعل تلقّته «إسرائيل» بارتياح وترحيب.
فقد قرّرت دول مجلس التعاون الخليجي في بيان اعتبار ما وصفته «ميليشيات حزب الله، بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة إرهابية».
وأكّد البيان «أنّ دول المجلس سوف تتّخذ الإجراءات اللّازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن، استناداً إلى ما تنصّ عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المُطبّقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة».
وبالتوازي، أعلن مجلس الأمة الكويتي أنّ «أي تغريدة أو دعم أو مناصرة لحزب الله الإرهابي بعد قرار دول مجلس التعاون الخليجي تُعتبر جريمة وفقاً لقانون الجرائم الإلكترونية».
وواكب مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي انعقد في تونس، القرار الخليجي بوصف حزب الله في مقرّراته النهائية، بـ«الإرهابي»، لكن الوزير المشنوق الذي شارك في المؤتمر، اعترض على هذا الوصف وذلك «صوناً لما تبقى من مؤسسات دستورية في البلد».
جاء هذا الاعتراض بعد مناقشة هادئة بينه وبين رئيس الدورة وزير داخلية البحرين الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، وتدخّل وزير الداخلية السعودي، وليّ العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وطلب تسجيل هذا الموقف في محضر الجلسة.
وكان وزير الداخلية العراقي سبق وتحفّظ على المقرّرات.
في المُقابل، اعتبر الحريري «أنّ ما يقوم به حزب الله في سورية أو اليمن أعمال إجرامية، وحتى إرهابية».
وفي تل أبيب، رأت وزيرة الخارجية «الإسرائيلية» السابقة تسيبي ليفني أنّ القرار «أمر مهم ودقيق»، بينما أشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» «الإسرائيلية» إلى أنّ قرار دول مجلس التعاون «يزيد الضغط على الحزب «الذي يلعب دوراً أساسياً في الحرب السورية».
استنكار إيراني
من جهتها دانت وزارة الخارجية الإيرانية القرار الخليجي، مؤكّدةً أنّ الحزب هو «حزب مقاوم»، وأن هذه «المؤامرة على المقاومة تخدم الكيان الإسرائيلي».
وفي تصريح لوكالة «سبوتنيك»، قال وكيل وزارة الخارجية الإيرانية مرتضى سرمدي، إنّ «هذا القرار غير مسؤول»، مشيراً إلى أنّ «المنظمات الإرهابية باتت معروفة للجميع في المنطقة».
الحص
وأدلى الرئيس الدكتور سليم الحص بالتصريح الآتي: «إنّ قرار مجلس التعاون الخليجي اعتبار حزب الله منظمة إرهابية هو قرار يهدّد وحدة اللبنانيين واستقرار السلم الأهلي في لبنان، ويشكّل خطراً وتهديداً لصيغة لبنان التوافقية.
إنّ حزب الله هو حزب لبناني، وبغضّ النظر عمّن يختلف مع الحزب أو يتّفق معه، فإنّ حزب الله يتمتّع بتأييد شريحة واسعة من اللبنانيين كافة بمختلف انتماءاتهم. وهو مكوِّن لبناني مكمّل للمكوّنات المتعددة التي يتمتع بها لبنان، وقرار اعتبار حزب الله منظمة إرهابية هو قرار مرفوض وجائر، ولا يجوز لمن دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني، مُلحقاً الهزيمة بالعدو الإسرائيلي، ولمن أصبح قوة رادعة يُحسب لها الحساب بوجه العدو الإسرائيلي، أن يوصف بالإرهاب، لأنّ مثل هذا القرار لا يخدم إلّا عدو الأمة وعدو فلسطين، ويزيد الهزّة والثقة التي تتحكّم في أمتنا العربية».
وإذ استنكر الحص «هذا القرار بحق المقاومة اللبنانية»، دعا الأخوة في مجلس التعاون الخليجي إلى العودة عنه لما فيه المصلحة اللبنانية أولاً، والمصلحة القومية العربية»، كما دعا إلى «جمع الشمل العربي بدلاً من قرارات تزيد الشقّ في ما بينهم».
جنبلاط
وقال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، لدى مغادرته المجلس النيابي، ردّاً على سؤال حول تصنيف مجلس التعاون الخليجي لحزب الله بـ«الإرهابي»: «نحن في لبنان لا نستطيع أن نتحمّل هذا التصنيف، فإذا كانوا يريدون فليعتمدوا التصنيف الذي اعتمدته السوق الأوروبية بأنّ الجناح العسكري لحزب الله إرهابي كما يقولون، ولست أنا من يقول، والجناح السياسي غير إرهابي هذه نصيحتي».
وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب كامل الرفاعي، «من الخليج إلى الولايات المتحدة إلى بعض الدول الأوروبية، هناك عمل مستمر لمحاصرة المقاومة في هذا الوقت بالذات».
وأبدى أسفه «أنّ دول الخليج العربي هي ضمن هذا التنسيق الأميركي الإسرائيلي».
ودعا الدول العربية إلى «مراجعة موقفها فتعود إلى صوابها وإلى القضية المركزية أي فلسطين».
ورأى الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي»، النائب السابق فيصل الداود في بيان، أنّ «هذا القرار فيه تحامل على المقاومة، واتّهام الحزب بالإرهاب، وهو ما ليس فكره وعقيدته وأساليب مقاومته، بل هو وفق الدستور اللبناني وشرعة الأمم المتحدة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، مقاومة شريفة مناضلة لها احتضان شعبي وسياسي لبناني وعربي ودولي، وعلى دول مجلس التعاون الخليجي التراجع عن قرارها، لأنّه قد يتسبّب بفتنة بين اللبنانيين يحاولون تجنّبها والانزلاق إليها، وأوّل من يعمل لمنعها والوقوع فيها هو حزب الله، الذي يُعلن أنّه إلى جانب الشعوب المظلومة والمقهورة والمقاومة للاحتلال».
وقال رئيس «حركة الشعب» النائب السابق نجاح واكيم، في تصريح: «لم يكن مفاجِئاً القرار الذي اتّخذته دول مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، بعدما تكشّفت في الفترة الأخيرة كل تفاصيل العلاقات بين معظم دول المجلس وإسرائيل».
ولفتَ إلى «أنّ هذا الإعلان جاء بعد الإجراءات الأخيرة التي اتّخذتها دول المجلس ضدّ لبنان، وليس فقط ضدّ حزب الله، والتي كان الغرض الواضح منها تعميق الانقسامات في الداخل اللبناني، وإشعال نار الفتنة في هذا البلد، وهو هدف «إسرائيلي» مُعلَن ودائم. وفي هذا، فإنّ سياسة السعودية وحلفائها تجاه لبنان لا تختلف أبداً عن سياستها تجاه العديد من الدول العربية الأخرى كالعراق وسورية واليمن وليبيا، وغيرها».
وختم: «إنّ «حركة الشعب»، إذ تؤكّد إدانتها لسياسات دول مجلس التعاون الخليجي في التآمر على الأمة العربية وقضاياها، تؤكّد وقوفها إلى جانب حزب الله، وإلى جانب كل قوى المقاومة في فلسطين ضدّ العدو الصهيوني وأتباعه من الرجعيات العربية».
واعتبر النائب السابق جهاد الصمد، أنّ «هذا القرار يشكّل تهديداً للاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، ويُلحق الظلم بحق حزب المقاومة الذي له جمهوره الواسع في لبنان والعالمين العربي والإسلامي، وهو قرار ليس عادلاً بحق حزب قاتل الصهاينة والتكفيريين، وهو يُفترض أنّه يستحق الشكر والتقدير، وليس لصق صفة الإرهاب به».
صالح
وقال الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح، في بيان: «لقد جاء القرار الجائر من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية ليؤكّد التعاون والتنسيق مع العدو الصهيوني من خلال اللقاءات التي يُجريها الأمراء السعوديون مع قادة الكيان الصهيوني واستجابة لطلبه، ولم يفاجئنا هذا الإجراء، فالمملكة العربية السعودية التي دعمت المنظمات الإرهابية في سورية لإسقاط قيادتها المقاومة، والتي شنّت عدواناً على شعب اليمن، والتي أرسلت جيشها لقمع الحراك السلمي في البحرين، هي نفسها اليوم من تصنّف قوى المقاومة وتصفها بالإرهاب خدمةً لأعداء الأمة، وتعبيراً عن فشلها وهزيمة مشروعها بعد الصمود الأسطوري للجيش العربي السوري وحلفائه وعلى رأسهم حزب الله، وبعد فشلها الذريع في اليمن، وبعد الإنجازات والانتصارات التي حقّقتها المقاومة في فلسطين وفي لبنان».
وأضاف :»إنّ الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية تُدين بشدّة هذا القرار المجافي للحقيقة، لأنّ حزب الله هو أحد فصائل المقاومة الذي واجه الإرهاب الصهيوني على أرض لبنان وهزمه، وهو اليوم يواجه الإرهاب التكفيري، فالذي يحارب الإرهاب لا يمكن تصنيفه إرهاباً».
ودعا «القوى والأحزاب إلى وعي مخاطر هذه الإجراءات المشبوهة والتحلّق حول المقاومة ودعمها، لأنها الوحيدة القادرة على استعادة الأرض من رجس الاحتلال ورفع راية العزّة والكرامة في أرجاء الأمة، كما ندعوها إلى التضامن معها وتنظيم لقاءات وتحرّكات وفعاليات لنصرة المقاومة ومساندتها بمواجهة هذه الحرب المسعورة التي تستهدفها».
بشّور
وأكّد المنسّق العام لتجمّع اللجان والروابط الشعبية معن بشّور، أنّ «هذا الإجراء الانتقامي من حزب الله لا يصبّ أبداً في مصلحة الأمة العربية عموماً، ولا في مصلحة دول مجلس التعاون خصوصاً».
«تجمّع العلماء»
وأكّد «تجمّع العلماء المسلمين»، أنّ «المطلوب من الدولة اتّخاذ الإجراءات المناسبة في وجه قرار كهذا ينال من مكوّن أساسي من الشعب اللبناني، وكل من تحدّث في السابق عن التضامن العربي نسأله اليوم: ما رأيه وما موقفه من هذا التضامن الذي ينال من فئة أساسية من الشعب اللبناني، كان لها الدور الأبرز في تحرير وطنه من رجس العدوان الصهيوني؟».
وأشارت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان، إلى أنّ «هذا الاتّهام وهذا القرار التعسفي الجائر لن يُثني حزب الله والمقاومة الوطنية والإسلامية عن متابعة مسيرة جهادها ونضالها حتى تحرير الأرض والإنسان، وحتى عودة وتحرير الحقوق والأرض المغتصبة إلى أصحابها الحقيقيين، لأنّه ما أُخذ بالقوة لا يُستردّ بغير القوة».
كما رأى نائب رئيس «ندوة العمل الوطني» شربل شلهوب، أنّ السياسة العربية لدول الخليج تحوّلت تدريجاً من الدبلوماسية إلى العسكرة، وهذا أمر خطير جداً، فدول الخليج لا تستطيع أن تؤدّي دورها السياسي العربي بالبذلة العسكرية».
وبدوره، اعتبر «لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية» في لبنان، أنّ «من يستحقّ النّعت بصفة الإجرام والإرهاب هي الدول التي دعمت بالمال والسلاح المجموعات التخريبية الإجرامية في سورية واليمن ولبنان والعراق، وغيرها من الدول».
ورأى الأمين العام لـ«التيار الأسعدي» معن الأسعد، أنّ «الخطر في ما أقدمت عليه دول مجلس التعاون يكمن في بعض الأصوات التي صدرت في لبنان مؤيّدة ومهلّلة ومروّجة لهذا الموقف المُدان والمستنكَر، والمرفوض جملة وتفصيلاً»، ورأى فيها «انحيازاً إلى دول أجنبية على حساب شركاء لهم في لبنان بحق مقاومة حقّقت إنجازات وطنية».
واستنكر رئيس «المركز الوطني» في الشمال كمال الخير القرار، مؤكّداً «وقوفنا إلى جانب المقاومة التي تحارب الإرهاب بشقّيه الصهيوني والتكفيري، ونحن على ثقة بأنّ جميع اللبنانيين والعرب والمسلمين الشرفاء يقفون مع المقاومة ويؤيّدونها، ويرون فيها الأمل الأخير للتخلّص من الإرهاب الجاثم على صدور أمّتنا».
ودانَ رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقيّ الدين، قرار مجلس التعاون، مستغرباً صدوره في هذا «التوقيت الحساس، ليس في لبنان وحسب، بل في المنطقة كلها».
واعتبر أمين عام جبهة «البناء اللبناني» زهير الخطيب، أنّ «اكتشاف العالم للدور السعودي الخليجي في ظهور وتغذية الإرهاب التكفيري، وتصاعد المطالبات في الغرب لإدانة المسؤولين السعوديين عن جرائم حرب اليمن، يقف بلا شكّ وراء هذا الإعلان بهدف تحويل الأنظار عن السياسات الخليجية الخاطئة، وللتنصّل من المسؤولية عن وصول الاٍرهاب التكفيري إلى قلب أوروبا».
لجنة الأسير سكاف
ودانت «لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف» القرار، وأشارت إلى أنّ «مقاومة حزب الله للعدو «الإسرائيلي»، أعادت للأمة العربية والإسلامية عزّتها وكرامتها من خلال تحرير الجنوب اللبناني عام 2000 من رجس الاحتلال الصهيوني، وانتصار المقاومة في عدوان تموز 2006، وتحرير آلاف الأسرى العرب من سجون الاحتلال، ودعم المقاومة اللبنانية للشعب الفلسطيني ومقاومته، عندما تخلّى عنها معظم الدول العربية، وعن القضية المركزية فلسطين».
وأكّدت «الوقوف إلى جانب المقاومة وخيارها، لأنّها الطريق الذي سيُعيد للأمّة أمجادها».
كما دان القرار حركة التوحيد الإسلامي، و رئيس «هيئة حوار الأديان» الدكتور محمد شعيتاني.
استنكار فلسطيني
فلسطينياً، استنكرت حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» القرار، ورأت فيه «تصعيداً يصبّ الزيت على النار، ويهدّد أمن واستقرار لبنان ودول المنطقة».
أضافت: «بالرغم من حالة الاستقطاب الحادة والصراعات التي تعصف بالمنطقة، فإنّ تاريخ حزب الله في الصراع مع العدو الصهيوني، ودعمه قضية فلسطين والمقاومة الفلسطينية، يجعلنا نربأ بأيّ طرف عربي مهما كان الخلاف، بأن يتلاقى مع الموقف «الإسرائيلي» بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية».
ولفتَ عضو المكتب السياسي لـ«لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» كايد الغول، إلى أنّ «تصنيف حزب الله من قِبل مجلس التعاون الخليجي كمنظمة إرهابية هو حرف للصراع».
بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، إنّه «ليس عربياً أو مسلماً من يعتبر حزب الله حزباً إرهابياً». وأضافت أنّ «رأس الفتنة والإرهاب هي الأنظمة الخليجية المذهبية الطائفية التي تستبيح دم العرب والمسلمين، تنفيذاً لقرار صهيوني».