لماذا نجفل أثناء النوم؟
يستغرب الجميع واقع جفول الغارق في النوم بكامل جسمه ممّا يؤدي إلى الاستيقاظ. أحياناً يتصوّر المرء أنّه يقع في هوّة لا قعر لها، ويُسمّى هذا بالجفول خلال الغرق في النوم.
لا تُعتبر هذه الظاهرة خطرة مع أنّها تدلّ على أنّ المرء بحاجة إلى الراحة. فكثيراً ما تحدث التشنّجات في أثناء الانتقال من مرحلة النعاس إلى مرحلة النوم، وخاصة بعد إرهاق يوم كامل من العمل أو التعرّض للإجهاد، أو أنّ المرء لم ينم جيداً فترة طويلة من الزمن.
في الحالات العادية غير تلك المذكورة أعلاه، يستعدّ مخ الإنسان وجسمه للنوم بتزامن. ولكن إذا نرفز الإنسان كثيراً ارتخى مخّه قبل جسمه.
وفي لحظة غرق الإنسان في النوم، تشبه العمليات الجارية في مخه تلك التي تجري في مرحلة النوم السريع، حيث يُرسل مخ الإنسان إشارات خفيفة إلى عضلاته لتبدأ هذه انقباضاً غير إرادي. ولكن بسبب عدم غرق الجسم في النوم تتجاوب العضلات بشكل أقوى من تجاوبها العادي في أثناء النوم. فلا يكون المخ النائم جاهزاً لمثل ذلك التجاوب. وبالتالي يتهيّأ للإنسان أنّ جسمه يقع في هوّة ما، ويحاول الشخص موازنته.
ويميل البعض الآخر من العلماء إلى تعليل التشنّجات المذكورة بشكل مناقض تماماً. فبرأي هؤلاء العلماء أنّ الإنسان إذا ما تعب في بحر النهار كثيراً، سبق جسمه مخه إلى الاستعداد للنوم، حيث تتباطأ كل العمليات الحيوية الجسدية مثل التنفس وخفقان القلب بأسرع ممّا يتوقعه المخ الذي يتصور أنّ الجسم يموت ويحاول المخ أن يُعيده إلى الحياة بواسطة إشارة عصبية. وتُعتبر ضرورة الراحة الجيدة قاسماً مشتركاً بين كلا هذين التعليلين.