دي ميستورا: الهدنة صامدة في سورية… والمصالحات الوطنية تتوسَّع في ريف حماة

بالتزامن مع عقد المجموعة المعنيّة بوقف إطلاق النار في سورية اجتماعها في جنيف مساء أمس، وصف المبعوث الأممي الى سورية ستيفان دي مستورا في مؤتمر صحافي مع مستشاره للشؤون الإنسانية يان انغلاند الوضع في سورية بالهشّ، وكشف انغلاند بدوره عن وصول المساعدات خلال اليومين المقبلين إلى منطقة كفربطنا المحاصرة وغيرها من المناطق.

وأكد دي ميستورا أن الهدنة هناك صامدة بشكل عام، لكنها ما زالت هشة بعد مرور ستة أيام على بدء سريانها.

وأضاف أن «الوضع هشّ والنجاح غير مضمون لكن التقدم ملحوظ»، مضيفاً أن محافظات حمص وحماة واللاذقية ودمشق شهدت خروقات تم احتواؤها.

وتابع أن وقف إطلاق النار في سورية ساهم في وصول المساعدات إلى الأماكن المتضررة، مشدداً على أن العنف في سورية انخفض بشكل ملحوظ بعد قرار وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، أعلن المبعوث الأممي بدء جولة محادثات سلام جديدة في جنيف، في التاسع من آذار الحالي، موضحاً أن بعض فصائل المعارضة قد تصل في الأيام اللاحقة.

وفي السياق، يبحث رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل اليوم الجمعة وقف إطلاق النار في سورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر عبر الهاتف.

وأشارت المتحدثة باسم كاميرون الى أنّ القادة الثلاثة سيبلغون بوتين رغبتهم بصمود وقف النار في سورية وأن يمهّد ذلك لانتقال سياسي حقيقيّ وفق المتحدثة باسم رئاسة الحكومة البريطانية.

وكان كاميرون أصرّ على أن سورية تحتاج إلى إطلاق مرحلة انتقالية لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد فيها، بحسب تعبيره.

بدوره أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحافي في أعقاب لقاء قمة جمعه مع كاميرون في أميان الفرنسية أمس أن باريس ولندن تمارسان الضغوط على أطراف النزاع السوري من أجل تثبيت الهدنة والمضي قدما في عملية التفاوض.

وفي السياق، صرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أن الخط الساخن الذي أقامته واشنطن للإبلاغ عن انتهاكات الهدنة في سورية اصطدم بمشاكل في التواصل بين المتصلين والمتلقين بسبب عائق اللغة.

وقال تونر أول من أمس إن الوزارة على علم بهذه المشاكل وتعمل على حلها، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأشخاص الأميركيين الذين يتلقون المكالمات هم متطوعون «بعضهم يتكلم العربية».

وأقامت الولايات المتحدة خطاً هاتفياً لتلقي بلاغات على مدار الساعة عن أي انتهاك يحصل لاتفاق وقف إطلاق النار في سورية، ولكن من دون أن تأخذ في الحسبان حاجز اللغة بين المتصلين الناطقين بالعربية والمتلقين الناطقين بالإنكليزية.

وأعلن مركز التنسيق في قاعدة حميميم بسورية أمس أنه رصد 14 قصفاً على الأحياء السكنية ومواقع الجيش في دمشق والقنيطرة واللاذقية وحماة ودرعا.

وجاء في بيان صادر عن المركز نشره على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية «تم رصد 14 قصفاً على الأحياء السكنية ومواقع الجيش، 3 منها في دمشق و 2 على كل من القنيطرة واللاذقية وقصف واحد على كل من حماة ودرعا».

وأضاف البيان: « 5 حالات قصف تم رصدها أيضاً في حلب، حيث قصف الإرهابيون مواقع تابعة للجان الدفاع الشعبية الكردية».

وقال البيان: «في جميع الحالات يجرى الحديث عن جماعات مسلحة خارجة عن القانون، عملت من مواقع كانت الولايات المتحدة سلمت إحداثياتها لروسيا، يوم 27 شباط» .

وأكدت وزارة الدفاع في البيان أن القوات الجوية الفضائية الروسية لم تنفذ ضربات ضد الجماعات المسلحة التي وافقت على وقف الأعمال العسكرية.

ميدانياً، استشهد شخصان وأصيب 25 جراء استهداف حي الشيخ مقصود بمدينة حلب بقذائف صاروخية إرهابية، بينما وجه الطيران السوري ضربات مكثفة على مواقع تنظيم «داعش» في ريفي حمص الشرقي والجنوبي الشرقي.

كما نفذ سلاح الجو السوري سلسلة من الغارات على تحصينات «داعش» بريف حلب الشمالي الشرقي، وحسب مصدر عسكري فإن الغارات «دمرت مقرات قيادة وعربات وأليات مزودة برشاشات لتنظيم «داعش» في مدينة الباب وقرية سرجة كبيرة وقرية مزارع المديونة.

ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري أن سلاح الجو «دمر مقرات قيادة وتجمعات لإرهابيي داعش شرق وغرب مدينة تدمر وفي قرية رسم الأرنب ومنطقة وادي أبيض بالريف الشرقي لحمص».

وشن الطيران السوري غارات على تجمعات التنظيم شرق بلدة مهين في الريف الجنوبي الشرقي لحمص.

وبحسب مصادر معارضة تستمر الاشتباكات بين قوات «سوريا الديمقراطية» من طرف، وجبهة النصرة وفصائل موالية لها مع مقاتلين قوقازيين بقيادة صلاح الدين الشيشاني من طرف آخر، بمنطقة بني زيد ما أسفر عن سقوط 6 قتلى من النصرة وأخواتها ومقاتلين اثنين من قوات سورية الديمقراطية.

وأفاد ناشطون من المعارضة السورية بسقوط 10 قتلى من تنظيم «داعش» جراء غارات جوية لم يعرف ما إذا كانت روسية أم للتحالف الدولي، استهدفت أماكن في منطقتي الحوش والفروسية ومناطق أخرى بمدينة الرقة، كما سمع دوي انفجارين في منطقة سلوك ناجم عن استهداف قوات سوريا الديمقراطية سيارتين للتنظيم في منطقة سلوك بريف الرقة الشمالي الشرقي، خلال تمشيط المنطقة عقب الهجوم الذي نفذه التنظيم على البلدة ومواقع فيها.

كذلك تحدث النشطاء عن غارات على مناطق في مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».

وحسب مصادر معارضة تعرضت مناطق بالقرب من مخيمات النازحين في أطراف جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، لقصف من قوات الجيش، كما لقي مقاتل من «جبهة النصرة» مصرعه خلال قصف واشتباكات بين الجيش والقوى المساندة له، والنصرة والفصائل الموالية لها بمحور منطقة كبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.

كذلك تجددت الاشتباكات، حسب مصادر معارضة، في محيط مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، بين الجيش والنصرة، وفي المنطقة ذاتها أعدمت جبهة النصرة رجلاً بتهمة «الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية».

على صعيد متصل وحسب نشطاء معارضين، دارت اشتباكات متقطعة بين تنظيم «داعش» من طرف، وجبهة النصرة من طرف آخر في مخيم اليرموك جنوب العاصمة، ما أدى لمقتل 3 بينهم قيادي محلي في التنظيم، ليشهد مخيم اليرموك عقبه حالة استنفار وإقامة حواجز، كما وردت معلومات عن اعتقال التنظيم مديرين اثنين لهيئات إغاثية، في مخيم اليرموك، وتم اقتيادهما إلى جهة مجهولة.

ونقلت «لايف نيوز» أن زعيم حركة «أحرار الشام» علي الدرعي و9 آخرين، قتل خلال اشتباكات مع الجيش السوري شرق كنسبا بمحافظة اللاذقية.

وكانت تقارير سابقة أفادت بمقتل قائد كتيبة بالتنظيم يدعى عبد الرحمن جبران.

وكان الجيش السوري قد سيطر على بلدة كنسبا الاستراتيجية التي كانت تعتبر آخر معاقل المسلحين في ريف اللاذقية، في 18 شباط الماضي.

من جهتها، شهد ريف مدينة حماة السورية، التوقيع على وثيقة مصالحة وطنية بين الحكومة وفصائل مسلحة من ثلاثين بلدة في ريف المدينة، وذلك بعد مفاوضات أجريت عبر مركز التنسيق الروسي في قاعدة حميميم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى