صباحات
يدخل الغاز والكاز في عقول تدّعي الثقافة فيعمّم الجهل والتفاهة بدلاً من أن يتثقف أهل الغاز والكاز، فقد سمعت واحداً كان وزير ثقافة يقول انّ داعش تريد إقامة حكم خليفتها تشبه حزب الله الذي يؤمن بإمام يخرج من سرداب، ولم ينتبه المثقف فوق العادة أنه يتحدّث عن إيمان طائفة وليس عن الحزب الذي يعاديه كما تعاديه «إسرائيل»، وانّ الإيمان بظهور مخلص جامع للأديان والطوائف فماذا عساه يقول للمسيحيين الذين ينتظرون المسيح المخلص وتقتلهم داعش ويصيرون برأيه مثلها؟ أما مثقف الغاز والكاز الثاني فكان وزيراً للإعلام في بلد قريب لوزير الثقافة واحد آغا وواحد قلاب… والقلاب بقوة الغاز والكاز والعداء لحزب الله راح يسرد دور الحزب ومسؤوليته في الاغتيالات من الحريري إلى جورج حاوي وسمير قصير وصولاً إلى… الشهيد معروف سعد كما قال القلاب، والشهيد معروف سعد سقط عام 1975 والقلاب متأكد أنّ الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللذين لم يكونا فد ولدا بعد قاما باغتياله… ما شاء الله على الكاز والغاز والثقافة والإعلام والخبراء وقناة «العربية» التي وجدت كي نعرف أكثر… ونعم المعرفة! مدرسة!
عندما يقول الإعلام المموّل من مشيخات وممالك الغاز والكاز- »العربية»و» الجزيرة» – أنّ التيار الإصلاحي في إيران حصد أغلبية كاسحة من مقاعد مجلس الخبراء ليثبت أن الإيرانيين يميلون لتغيير سياسات التشدّد، فهو يقول أيضاً أن الإنتخابات كانت نزيهة وشفافة، وأن الناخبين يملكون حرية التعبير ويثقون بقدرتهم على التغيير، وهذا هو أساس الحكم على فعالية الديمقراطية، أيّ معنى القول وخلاصته أنّ الديمقراطية في إيران التي تديرها وتشرف عليها ولاية الفقية ومرجعية التشدّد هي ديمقراطية مثالية وبألف خير وتشتغل … الكاز والغاز أغبياء.
ماذا تقولون لوزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب عندما يقول على قناة «العربية»- الحدث أنّ حزب الله والحرس الثوري وراء اغتيال الشهيد معروف سعد والشهيد سقط عام 1975 وكان نظام الشاه في أوج قوته ولا وجود لحزب الله ولا للحرس الثوري ولا من يحزنون؟ شكراً لانكم تدعوننا نعرف اكثر سيد قلاب وقناتكم المحترفة والمهنية؟ طبعا باي قناة تحترم نفسها يجري وقف البرنامج ويمنع المعدّ والمقدّم من الظهور مجدداً ويتمّ الإعتذار علناً للمشاهدين عن التفاهة!
يعرف الناس أسماءهم وصفاتهم القيادية عندما يعلن سيد المقاومة إلى جانب الإسم صفة الشهيد القائد فقلة كانوا يعرفون الحاج عماد ومكانته إلا يوم استشهد وفي نعي السيد، واليوم يسقط قائد من قادة المقاومة يقاتل داعش في خناصر حتى تستقيم الطريق بين دمشق وحلب للناس وللجيش وللمقاومة، فتستفيق الأرض وتفتح ذراعيها ورداً ورياحين ولا يخجل أهل السوء من مدّ ألسنتهم شماتة بدلاً من أن يطأطئوا رؤوسهم خجلهم بمعرفتهم من يستشهد وبوجه من وأين ولماذا… فيقولون حزب الله يخسر قياداته في حرب سورية، وهكذا يختصر الأمر عندهم بشهادة أبو العلاء أو علاء البوسنة الشهيد علي فياض، ولا يسألون كيف كان في البوسنة بنظرهم إسلاميا… وهو اليوم إرهابي! وكيف يصير الإرهابي الداعشي الذي يقتله ممثلاً للشعب السوري الذي يبكون عليه دموع التماسيح وهم يعلمون أنّ هذا الإسلامي الذي قاتل في البوسنة يقاتل في خناصر بذات القضية قضية رفع الظلم والإرهاب عن شعب وقضية
قال نهاد المشنوق كوزير للداخلية ما قاله جبران باسيل كوزير للخارجية وفعل ما فعله وتحفظ على ما تحفظ عليه تجاه تصنيف حزب الله إرهابياً، لأنّ هذه هي سياسة الحكومة اللبنانية، وهذه هي مصلحة لبنان، وهذه هي الحقيقة… لكن لماذا باسيل مخرّب على لبنان والمشنوق حريص؟ هل أخطأ باسيل بالتشاور مع رئيس الحكومة تمام سلام وأصاب المشوق بالتشاور مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري فيصير التخريب مصلحة وطنية أم هي قضية رئاسة الجمهورية والعماد ميشال عون ؟
يسعى السعوديون لتصنيف حزب الله إرهابياً من مجلس التعاون الخليجي ليذهبوا بالتصنيف إلى الجامعة العربية ثم إلى منظمة المؤتمر الإسلامي ثم الأمم المتحدة والطريق نفسها سلكوها يوم خاضوا غمار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ليصلوا إلى مجلس الأمن عشية رفع العقوبات فيعطلون التنفيذ وفشلوا ويعلمون أنّ التصنيف سيفشل لمجرد النظر لموقف روسيا فلماذا يصرّون على تجربة المجرّب؟ لأن عقلهم مخرّب؟
إذا كانت المناورة الروسية لفرض حضور الأكراد في جنيف تستدعي تكبير القضية الكردية والحديث عن الفدرالية فهل نصدّق أنّ هناك من يستطيع أن يفرض صورة لسورية على السوريين الذين يصنعون بتضحياتهم مستقبل بلادهم ويقف معهم حلفاؤهم سنداً وليسوا أوصياء عليهم… وكيف يمكن أن تكون سورية فدرالية بغير قبول السوريين؟