«أردوغان ـ أوغلو».. المخرز الكردي
نظام مارديني
المشهد التركي الراهن في ظل الثنائي أردوغان ـ أوغلو رئيس الوزراء ، يعجّ بفصول لا مثيل لها، بغرائبيتها ونوع خطاباتها وهلوساتها المهيمنة. ويبدو أن تدفق هذه الفصول وإعادة اجترار نسخها الفجة لن ينتهيا إلا بعد سقوط مشروعهما برصاصة الرحمة، وما الصراخ الذي يثار على حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب إلا مثال آخر على سطوة هذه الغرائبية والتيه الشامل الذي يعيشه هذا الثنائي المهووس بـ «السلطنة» و«الأخونة» و«الدعوشة»… وبالدماء السورية.
ولكن هذه الغرائبية لا يمكن أن تنطلي على حزب العمال الكردستاني Bkk بشكل خاص، والكرد بشكل عام، وهم الذين أدركوا أن أردوغان يلعب بالنار التي يريد بها إثارة المشاعر القومية العنصرية ضد الكرد. إن هذا العصف الجمعي من العنصريات لنهش الجسد الكردي والتفنن في تقنية الانتهاكات الهمجية له، تشير بوضوح إلى نوع البضائع التي سيحصدها مستقبلاً هذا الثنائي الإخواني ومن ذلك الإصرار العضال على دغدغة الغرائز العنصرية المتدنية للجموع التركية.
ويُعتقد أن السبب الرئيس الذي يدفع الرئيس التركي «أردوغان» إلى شن مثل هذه الحرب على الأكراد، هي المصالح السياسية الخاصة به، وقد وصل به الهوس إلى اقتناعه بأنه قادر على تغيير طبيعة المنطقة، عبر إعلان استعداده وآل سعود إلى التدخل برياً في سورية.
في الحقيقة، لا أحد يشك في الدور والمسار الذي يتجه إليه أردوغان في دعم «داعش» و«النصرة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وهو لذلك يعادي كل جهة تحارب الإرهابيين بجدية، وكانت أول خطوة اتبعها في هذا الاتجاه إلغاءه اتفاقية السلام المعقودة بين حكومته وحزب العمال الكردستاني، بعدما أنعم الشعب التركي بسلام لعامين، وجاء الإلغاء متزامناً مع انتصارات «وحدات حماية الشعب» في مدينة كوباني عين العرب السورية، بعد إلحاق هزيمة ماحقة بقوات داعش، فأربكت مشروع السلطان.
إن تاريخ أردوغان ـ أوغلو الملوّث بالدماء ودعم الإرهاب، يؤكد أن من يلعب بالنار لا بد أن يحترق بها، ولا بد أن يكون مصيرهما المحاكم الدولية التي تدين وتجرّم القتلة الدوليين مع بعض المتعاونين السوريين والعراقيين الذين لعبوا دور «أبو رغال» في وصول الإرهابيين إلى بلادنا.
منذ وقت مبكّر أدرك الكاتب المتعدّد الهويات «أمين معلوف» خطورة تناحر الهويات واستحالة توافقها على ما تشترك به فتحول أمتنا حقول ألغام قاتلة تنكبنا بانفجارنا أو تديم انحطاطنا المديد وقد دوّن ذلك بدقة عميقة في كتابه ذائع الصيت «الهويات القاتلة»، حيث لخص لنا العواقب المريرة لبواكير العبث بمثل تلك الموروثات الصدئة.
«السوراقيون» مشغولون الآن في اقتفاء أثر الشيطان وسلالاته المتربصة بقدر هذه الأمة ورسالتها الخالدة.