خرافة بلا عنوان
قالت له: أحبك بلا أمل، ولكنني لا أستطيع عنك الحياد، تكاد روحي تهلك حيرة بين الرحيل أو البقاء.
قال لها: حبّك يجرح فؤادي، ينزف مشرّداً مشتّتاً على مفارق الطرقات. فلا حدودي محمية، ولا حدودك مفتوحة الأبواب.
قالت له: أعشق لقائي بك من دون موعد أنتظره، أتوه في بحر عينيك، تتلعثم كلماتي، أغمرك بجنون، أتنشق عطر أنفاسك وأذوب في تلك اللحظات شوقاً وحناناً ولا في الأحلام.
قال لها: أما أنا، فأتوق للحظة الوداع بعد اللقاء، ترشقينني بنظراتك الدافئة، ويتدفق إلى قلبي بوح شوقك الذي لا ترافقه الكلمات.
قالت له: في الحبّ لا أميل إلى الإفصاح والإيضاح. وأنت بين أحضاني أطياف الكون كلّها تتموّج قصيدة تلامس المسموح والممنوع في دنيا العشّاق.
قال لها: تعشقين التمرّد يا أميرتي، ويستهويك عذابي. وفي بستانك أجمل الورود وأبهى الألوان، فاكهة الجنة مزروعة في حقولك، ونظري يتوه في تضاريس مرسومة بريشة فنّان.
قالت له: سأبني كوخاً لنا في الغابة، وإن كان خرافة من دون عنوان، فإن حبّك يا سيّدي علّمني صنع المعجزات. كما أنني لا أطمح للعيش في قصر، ولا أهوى اقتناء المجوهرات.
قال لها: ارميني في أفقك إذاً واحشدي نبض قلبي لك بفواصله ونقاطه وإشارات الاستفهام. وإن دونت منك تجاهلي القوانين الأحكام. وكوني وشاحي في كلّ اللحظات.
قالت له: لاتخشَ، واهنأ بجواري يا حبيبي. فحماقة شوقي لك عن سابق وعي وإدراك. وجنوني في حبّك هو الصواب، وإن كان قراري في الهوى لا يستند إلى قوانين وأحكام.
سناء أسعد