السعودية ونشر التطرف

كتب الباحث في معهد «كايت «Ted Galen Carpenter» مقالة نشرت على موقع «National «Interest» بتاريخ الثالث من آذار الحالي والتي انتقد فيها بشدة التحالف الأميركي مع السعودية.

وقال الكاتب إن «سلوك السعودية في الداخل وحده، يجب ان يجعل السعودية غير مؤهلة لتكون صديقة للولايات المتحدة، حيث اشار إلى أن «سمعة الرياض كمنتهك مزمن ومروع لحقوق الانسان موثقة بشكل جيد». وأشار إلى أنه وبينما أدان الأميركيون وغيرهم من المجتمعات المتحضرة تنظيم «داعش» بسبب قيامه «بعمليات قطع الرؤوس البربرية»، فإن «حليف أميركا السعودي أعدم ما يزيد عن مئة وخمسين شخصاً بالطريقة نفسها خلال عام 2015 الماضي، مضيفاً ان الرياض بدأت عام 2016 بتكثيف عمليات الإعدام. ولفت إلى أن «عدداً كبيراً من الذين اعدموا، مثل الشيخ نمر النمر، يبدو انهم لم يقوموا بشيء سوى التظاهر او توجيه الانتقادات العلنية للنظام».

ورأى الكاتب ان الرياض لطالما شاركت في نشاطات قوضت الامن الأميركي، متحدثاً بهذا الاطار عن تعاون المسؤولين السعوديين مع الاستخبارات الباكستانية لتمويل الجماعات الإسلامية الأكثر تطرفاً في افغانستان خلال حقبة الثمانينيات. وأضاف ان ذلك ينسجم وسياسات السعودية بشكل عام، إذ تمول السعودية منذ عقود مشروع رجال الدين الوهابيين ورسالتهم «المعادية للعلمانية والقيم الغربية عموماً»، وتقوم ببناء المدارس المتطرفة في مناطق عدة من العالم الإسلامي.

الكاتب شدد على ان «حملة التلقين» هذه كان لها تأثير هائل على «الجيلين الاثنين الأخيرين» من الشباب المسلم، مضيفاً ان ليس صدفة ان ستة عشر من اصل المنفذين التسعة عشر لهجمات الحادي عشر من ايلول كانوا مواطنين سعوديين.

ولفت الكاتب إلى أنه وعلى الرغم من هذا السجل السعودي، إلا أن واشنطن تواصل دعمها للرياض، حيث أيدت التدخل العسكري بقيادة السعودي في البحرين وتقدم كذلك الدعم الاستخباري واللوجستي للسعودية في حربها على اليمن، معتبراً ان دعم واشنطن للرياض في حرب الأخيرة على اليمن يعني انها تتدخل في حرب اهلية معقدة وانها قد تكون تقف مع الطرف الخطأ في هذا النزاع.

الكاتب حذر من أن واشنطن تدرس امكانية تأييد المبادرة السعودية والتركية بإدخال قوات برية الى اليمن، معتبراً ان ذلك قد يكون اخطر من التدخل السعودي في البحرين واليمن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى