التحالف التركي «الإسرائيلي»

نشر معهد «Stratfor» تقريراً قال فيه «ان عودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل قد تكون وشيكة في ظل تقليص الولايات المتحدة تواجدها في الشرق الاوسط، حيث ستجد كلاً من تركيا وإسرائيل ان عودة التحالف بينهما هي الفرصة الافضل لتحقيق اهدافهما الاستراتيجية في ظل الانسحاب الاميركي».

التقرير رأى أن «كلاً من تركيا وايران وتحالف دول الخليج السنية بقيادة السعودية، تتنافس على اخذ مكان الولايات المتحدة بعد انسحاب الاخيرة من المنطقة». واعتبر ان «المصالح التركية تنسجم ومصالح السعودية وحلفائها في بعض النواحي. وأضاف أن: انحسار تقليص أهمية العلاقات التركية الاميركية، إلى جانب ما أسماه «استدارة الولايات المتحدة نحو ايران»، انما ترك تركيا في وضع باتت تحتاج فيه الى حلفاء آخرين يسعون الى وقف صعود ايران. بالتالي نبه الى ان «التحالف السني العربي» الذي تقوده السعودية هو شريك اقليمي منطقي لتركيا في مجالات معنية، رغم انه منافس لها في الوقت نفسه.

الا ان التقرير توقع ان تتعاون انقرة مع التحالف السعودي فقط في اطار ما ينسجم واهدافها على نطاق اوسع، مشدداً على ان لتركيا رؤيتها الخاصة للمنطقة.

التقرير شدد ايضاً على ان احياء العلاقات مع «إسرائيل» يخدم المساعي التركية لتحقيق اهداف انقرة الاستراتيجية، معتبراً ان «الحقائق المتغيرة» في المنطقة تدفع بتركيا و«إسرائيل» نحو المصالحة. وأشار الى ان «إسرائيل تتشارك وتركيا الحاجة الماسة الى حلفاء غير الولايات المتحدة، خاصة مع الاخذ في الاعتبار مدى الاعتماد الإسرائيلي على اميركا في السابق». كما اضاف انه «وبينما ستسعى «إسرائيل» هي الأخرى الى تقوية العلاقات مع دول الخليج، الا انها تعتبر التقارب مع تركيا اولوية استراتيجية لسببين: وهما الطاقة والامن.

وهنا لفت التقرير الى ان «تركيا قد تكون احد الاسواق «للغاز الإسرائيلي» في الوقت الذي تعمل فيه «إسرائيل» على إيجاد أسواق جديدة، خاصة ان التوترات الاخيرة بين انقرة وموسكو دفعت بتركيا الى البحث عن بدلاء لروسيا في مجال التزويد بالغاز الطبيعي.

وبالاضافة الى مجال الطاقة، اشار التقرير الى وجود مصلحة مشتركة تركية «إسرائيلية» في توسيع التعاون الامني، خاصة في سورية. وهنا قال ان كلا الجانبين سيستفيد من التدريبات المشتركة ونقل التكنولوجيات ومشاركة المعلومات الاستخبارتية بينما تستمر الحرب في سورية. وفي الختام شدد التقرير على ان احياء العلاقات التركية «الإسرائيلية» مسألة «حتمية»، معتبراً ان مصالح كليهما تسير نحو التطابق على وجه السرعة. وقال انه وبينما تتكيف المنطقة مع تقليص التواجد الاميركي، فإن إعادة احياء هذه العلاقة مسألة وقت فقط.

تكثيف عمليات المداهمة والاعتقال الأميركية في العراق وسورية ضد «داعش»

مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والاستخبارتية نشرت بدورها تقريراً أشارت فيه الى أن عناصر القوات الخاصة الاميركية بدأوا القيام بعمليات اعتقال «لأهداف ذات قيمة عالية» high-value targets في العراق ضد عناصر داعش».

ولفت التقرير الى الاعلان الاميركي اوائل هذا الشهر بان فرق القوات الخاصة الاميركية في العراق اعتقلت في الاسابيع الاخيرة عضواً بارزاً في «داعش» وانها ستقوم باستجوابه على مدار اسابيع او ربما اشهر قبل تسليمه الى السلطات العراقية او الكردية.

وقال التقرير «ان اعتقال اعضاء بارزين في داعش يعطي التحالف الذي تقوده اميركا معلومات ضرورية ليس فقط حول مخططات التنظيم في الداخل سورية والعراق وإنما ايضاً حول التهديدات او المخططات الخارجية. وشدد على انه لا يمكن الحصول على مثل هذه المعلومات عبر الضربات الجوية، وانما من خلال عمليات المداهمة وأساليب الاستجواب «القانونية».

كما توقع التقرير زيادة عمليات المداهمة الاميركية في سورية بغية الحصول على معلومات استخبارية، اذ ان قيمة المعلومات الاستخبارية التي قد تستخرج جراء هذه العمليات في مدينة الرقة تفوق على الأرجح تلك التي يتم جمعها في مدينة الموصل، عندما يتعلق الامر بالتهديدات الخارجية التي يشكلها «داعش».

وأثنى التقرير على أهمية الحصول على المعلومات المرتبطة بنيات وقدرات «داعش» على صعيد الخارج، اذ قال ان قدرات التنظيم على تنفيذ تهديداته في الخارج ستحتل مكانة اعلى بينما تضعف الجماعة في الموصل والرقة.

كما عاد التقرير ليشدد على ان اعتقال واستجواب اعضاء في «داعش» يملكون معلومات محتملة حول قدرات التنظيم الخارجية، سيكون التركيز الاساس لعمليات الاقتحام التي سيقوم بها عناصر القوات الخاصة الاميركية. وبينما قال: «ان القوة الجوية وتحسين اداء القوات المحلية قد أضعفا داعش في العراق وسورية، الا ان تفكيك شبكاتها الخارجية يتطلب الحصول على معلومات استخبارية التي يتم جمعها من عمليات المداهمة وعليه اكد ان عمليات المداهمة هذه ستزداد خلال الاشهر المقبلة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى