أغلى رجل في العالم
أحمد عجمي
لا من قبيل التزلّف ولا من قبيل التقرّب لكسب أشياء دنيوية، إنّما يشهد الله أنّي أُبرّئ نفسي عن هذا التكالب غير المبني على الشرف والوعي والإيمان والإتكال على الله وعلى النّفس.
أقول هذه المقدّمة لأكشف عن مكنونات الفكر والصدر عمّا يكنّه لعظماءٍ سلكوا دروب الرسل والأوصياء والصالحين، وحتى الآن لم يَعْرِف العالم العربي والإسلامي حقيقة قدْرهم ولم يقدّروا ما خطّوه من قيم على صفحة التاريخ وعلى صفحات العالم العربي والإسلامي كلّه، ومن خدمات وطنية وإسلامية وعربية، ومن أمجاد يهتزّ لها أرباب العالم وأصحاب الكيانات تكسُّباً وحذراً لأنّها بُنيت كراسيهم على القوّة والبطش، وعلى الفتن والمؤامرات، وعلى شراء الذمم والنّفوس الضعيفة الرخيصة من الملوك والمسؤولين في هذا العالم العربي والإسلامي، في زماننا الحاضر.
وقد أَختصر وأقول وليس بهدف التعصّب إنّ القطبين الذين سطّرا هذه الإنتصارات وهذا الحرص على لبنان هما سيد الأمّة وقائد المقاومة البطلة السيد حسن نصرالله، والتي فتحت طاقة المجد للعرب والمسلمين بالانتصارات الربانيّة الباهرة على العدو الذي لا يُقهر «إسرائيل»، والقطب الثاني الذي بدأ بافتتاح مشرّف لمحور المقاومة ضدّ الأعداء وبتدويره الزوايا حفاظاً على لبنان وأمنه واستقراره والسعي الحثيث للحوار الجدّي بين الفرقاء حتى لا تنكسر، جرّة الكيان الوطني ونعضّ الأصابع ندماً حيث لا ينفع الندم، عنيت به رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، وفي الوقت ذاته عليّ أن لا أنكر، الإيجابيات التي قدّمها ويقدّمها بعض القادة اللبنانيين المخلصين على صفحة لبنان المهتزّ كيانه والمضيّع اليوم البوصلة في مساره، غباءً أو قصداً لغاية في نفس يعقوب.
ولا بدّ أن أعرّج على ذكر سلبيات لبعض اللبنانيين المتهالك على الزعامات والمال الحرام المُقدّم على مذبح التبعية والتسكّع والتذلل والمهانة مردّداً مع الشاعر:
يـا للزعـامـات كـم عـزّت مفـاتنـهـا وكـم كبـار علـى أعتابهـا صَغُـروا
ناموا على بهرج الدنيا وما علموا أنّ الفراش على المصباح ينتحر
وأعود لأقول إنّ دعاءنا لله أن يحمي لبنان والقادة المخلصين لهذا الوطن الصغير ببعض حكامه الكبير بشعبه.
وإنّنا لو استعرضنا تاريخ الملوك والأمراء والخلفاء منذ النمرود والفراعنة والخلفاء على امتداد تاريخهم واستثنينا انبياء الله والأولياء والصالحين والمصلحين لوعينا كيف كانت الزعامات تتهاوى وتندثر على مذابح العروش وتنطوي منسية في زوايا التاريخ ولا نسمع بعدها إلّا هتافات للشعوب تشق عنان الفضاء «مات الملك عاش الملك».
إلا إنّي أقول هذا لأرجع وأكرّر أنّ القطبين والمخلصين للبنان ليسا من هذا الرعيل ومن هذا الصنف، بل هم من صنف الأولياء الصالحين، وأعود وأؤكد إنّ قائد المقاومة من غير هؤلاء وليس مثلهم أبداً ولو وعى المسلمون قدرهم لبايعوه زعيماً لهم على كلّ صفحة كونهم وعوالمهم، وأنّ هذا السيد العظيم نعتبره الرجل الفذّ المُميّز الذي أعتبره من تلامذة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب الناجحين، وقد برهن عن هذا الإنتماء نُسكاً وبطولة ونزاهة وعظمة وتضحية وإقداماً وشجاعة، ولو قُدّر لـ«إسرائيل» السبل فتهدم كلّ لبنان لتطال رأسه لما تراجعت أبداً، لكنّه بحماية الله سبحانه وحفظه فلن يصلوا إليه مهما تآمروا لأنّه أغلى رجل في العالم نفديه بالأرواح وحتى لو دفع المتزلّمون والمتزلّفون والمتآمرون مال الدنيا كلها وكلّ أموال البترول فلن يصلوا إليه إنْ شاء الله، وإذا أَخْطَأنا الحظ ونالوه لا سمح الله فلن ينتظر العالم العربي والإسلامي وكلّ متآمر إلّا تسونامي الغضب تهزّ الكيانات وترجّف العروش كلَّها وتُزَلْزِل الأرض من تحتهم وتقطر السماء دماً من فوقهم. لذلك لا يفكرنَّ أحد ولا حتى «إسرائيل» خاصّة بالسوء أو بالتآمر عليه والفتن المستمرة حرصاً على هذه البلاد كلها وخاصّة على كلّ لبنان.
وأقول هذا من معين القناعة والحرص والعلم والتقدير والتضحية لأنّنا شعب يعرف قدره ومقامه وعظمته ونضاله في سبيل هذه البلاد المُتآمر عليها دائماً من كلّ جنبات الأرض، وعلينا حماية هذه الأيقونة الغالية، أقول هذا لا من قبيل التهويل والعنترية والتبجّح بل بصراحة متناهية فليفكر هؤلاء الأعداء والخصوم ومن لفَّ لفَّهم بما ذكرت حفاظاً على أنفسهم أولاً وعلى الواحية الرقطاء لهم بالشرّ والفتن والدماء «الصهيونية العالمية» وعملاؤها على صفحة هذا الكون.
نائب سابق