الحشد الشعبي.. وتحرير الموصل
نظام مارديني
يكثر الصخب حول دور الحشد الشعبي ومدى قدرته وكفاءته في تحرير الموصل من «داعش»، بعدما أثبت قدرته كقوة عراقية يُحسب لها حساب.
فمنذ سقوط الموصل في حزيران عام 2014 بيد تنظيم داعش الإرهابي والسؤال العراقي الكبير الذي يطرح نفسه: لماذا تأخر تحرير هذه المدينة؟ هل السبب قوة «داعش» أم ضعف ما في قوتنا الأمنية العراقية وجيشنا؟ وما هو السبب الذي دفع بالأميركيين إلى عرقلة عملية التحرير طيلة كل هذه المدة، ورفض مشاركة الحشد الشعبي؟
تتعدّد وجهات النظر حول هذه المشاركة، منها ما ينطلق من أسباب مذهبية. ومنها ما يعتبرها قوة استمدّت مباركتها من السيد السيستاني عشية احتلال «داعش» للموصل بعدما تخلى عنها اثيل النجيفي.. بل وسلّمها للتنظيم الإرهابي وفر هارباً إلى أربيل في إقليم العراق الشمالي.
وبمقارنة بسيطة بين ما يواجه الحشد الشعبي الآن من ضغوط بقصد «شيطنته»، وما واجهه سابقاً أكراد سورية و«وحدات حماية الشعب» من اتهامات غير عقلانية كانت تنحو نحو العنصرية، برغم الكم الكبير من التضحيات والشهداء لتحرير أراضي سورية من «داعش» و«النصرة». إن هذه المقاربة إنما تأتي في سياق العدوان على العراق وسورية، وفي نظرة بسيطة للأمور نرى أن أدوات كل من السعودية وتركيا هم من وجّه الاتهام لكم من الحشد الشعبي ووحدات حماية الشعب.
لا يمكن فصل ما يجرى مع الحشد الشعبي بما حصل سابقاً ولا يزال مع وحدات حماية الشعب من هجوم إعلامي، شهدته الساحة السياسية بينما يعصف فيها إرهاب دموي يضج بالموت بتفجيرات هنا وهناك. فالتفسيرات كثيرة والاجتهادات أكثر، وهنالك من امتطى صهوة الـ»فيسبوك» سواء كان من عامة الناس أو من النخب الاجتماعية أو من زمر القتلة الذين يسكنون الساحات ويروجون لأنفسهم ولاحتجاجاتهم الرافضة لكل شيء عبر موقع التواصل الاجتماعي هذا.
إن حدّة الاستقطاب الطائفي والعرقي العنصري في «سوراقيا» يُراد منه استمرار الاقتتال لقيام إقليم سني يمتد من الأنبار وإلى تدمر تمهيداً لتقسيم سورية والعراق، ولكن فشل المشاريع وجّه صفعة قوية لكل من الثنائي أردوغان ـ أوغلو من جهة، وآل سعود من جهة ثانية، رغم أن كلاً من أنقرة والرياض لا تزالان تراهنان على استمرار العصابات التكفيرية الداعشية للسيطرة على مناطق جديد للتعويض عن خسارتها مساحات كبيرة وواسعة من العراق وسورية، وما التحذير الذي وجهه مركز التنسيق الروسي في قاعدة حميميم من أن إرهابيي تنظيم «داعش» المتواجدين في تركيا يستعدون لشن هجوم على مدينة القامشلي السورية، إلا تأكيد وطني وقومي على رفض حل الحشد الشعبي أو التضييق على وحدات حماية الشعب باعتبارهما غير واقعيين تماماً.
نقول لأبطالنا كافة في الحشد الشعبي، كما قلنا سابقاً لوحدات الحماية الشعبية، إن دوركم كبير ولن يستطيع أحد أن يسحب البساط من تحت أقدامكم. ونتمنى أن تتفرغوا لتحرير المناطق من «داعش» كالموصل والفلوجة وغيرها أسوة بما قامت به الوحدات في كوباني وتل أبيض والشدادة.
..وإن وهج بطولاتكم سيغيّر وجه التاريخ في شرقنا وشمالنا!