تمديد تفويض بعثة المتابعة في أوكرانيا نصف عام

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في أن تأخذ البلدان الأخرى المصالح الوطنية الروسية في الاعتبار وتحلّ القضايا المعلقة بالطرق القانونية، مؤكداً عدم وجود أي تهديد عسكري أو تهديد لسيادة ووحدة الأراضي الروسية، عازياً ذلك الى التوازن الاستراتيجي للقوى في العالم.

وشدد بوتين على أن روسيا تلتزم بحزم بالأعراف الدولية وبتعهداتها أمام الشركاء، مؤكداً أن سيناريو «الثورات الملونة» لن ينجح في روسيا، على رغم وجود محاولات خارجية لزعزعة الوضع، قائلاً :»ما من شك هذه الأساليب لن تمر في روسيا».

وأعرب الرئيس بوتين عن قناعته بأن الوصفات التي تعمل بحق الدول الضعيفة لن تنفع في روسيا، و قال: «شعب روسيا ومواطنوها لن يسمحوا بذلك ولن يتقبلوا»، وأوضح أن محاولات زعزعة الوضع الاجتماعي ـ السياسي تتواصل من الخارج لجعل روسيا سهلة الانقياد على الساحة الدولية.

وأضاف الرئيس الروسي: إن «قوات الناتو تعزز وجودها في بلدان شرق أوروبا»، قائلاً: إن»مجموعات قوات الناتو تُعزز في أراضي بلدان شرق أوروبا بشكل استعراضي، وفي مياه البحر الأسود والبلطيق»، ولفت إلى أن «منظومة الدرع الصاروخية تقترب من الحدود الروسية، ونحن سنرد بشكل متكافئ ومتناسب مع اقتراب البنى التحتية للناتو من حدودنا، ولن نترك موضوع نشر الدرع الصاروخية وزيادة ترسانة الأسلاحة الاستراتيجية عالية الدقة من دون رد»، مضيفاً :»يقولون لنا إن منظومة الدرع هي منظومة دفاعية.. غير صحيح إنها منظومة هجومية وجزء من المنظومة الهجومية للولايات المتحدة في الخارج».

وفي السياق، أعلن سكرتير الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن هناك دمىً للغرب في السلطة بأوكرانيا فقدت حس السيادة وباتت تتصرف وفق الإملاء.

وقال في ختام اجتماع مجلس الأمن الروسي أمس: «إننا نتكلم عن الثورات الملونة، وعن تشكل معارضة يتم التحكم بها، ما أسفر بالنتيجة عن وصول صنائع الغرب الى السلطة الأوكرانية الذين فقدوا الآن، حسب رأيي، الى حد ما السيادة واستقلالية اتخاذ القرارات ويتصرفون حسب الإملاء» من الخارج.

وأكد باتروشيف أنهم «يتجاهلون المعلومات الموضوعية، وضرورة تحليل هذه المعلومات، بل يقدمون أشياء معينة كما يريدون أن تبدو لهم، مشيرين هنا الى مواقع التعارف الاجتماعي كمصادر»، لافتاً الى أن «أحداث أوكرانيا تلعب دوراً يملي علينا استخلاص استنتاجات صحيحة».

وتابع قائلا :إن «ما جرى في أوكرانيا انقلاب حكومي ربما ما كان ليحدث لو اتفقت مصالح دول غربية معينة مع الأعمال التي كانت حكومة البلاد في ذلك الحين تتصرفها، والتي كانت تناقض الغرب».

وتعقيباً على الاجتماع الحالي لمجلس الأمن الذي خُصص لسيادة روسيا وسلامة أراضيها أكد باتروشيف أن «الاجتماع كان مُخططاً له منذ نصف عام، موضحاً: «لقد تحدثنا عن التهديدات التي كانت موجودة حين كنا نخطط للاجتماع، وفي الوقت نفسه أخذنا في الاعتبار التغيرات السياسية التي طرأت على العالم، وبالطبع أدخلنا تعديلات على القرارات التي اتخذناها».

جاء ذلك في وقت مددت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تفويض بعثتها في أوكرانيا نصف عام آخر، حيث أشار المكتب الصحافي للمنظمة بأن «قرار التمديد اتخذ يوم أمس بعد انتهاء الإجراءات بهذا الخصوص، مشيراً الى عدم تلقيه أي ممانعة من وفود الدول الأعضاء المشاركة»، لافتاً إلى أن «شروط عمل البعثة ومجال صلاحياتها يبقى كما هو من دون تغيير.

وأقرت جميع الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في 20 آذار الماضي تفويض هذه البعثة الذي ينتهي مفعوله الحالي في 21 أيلول المقبل، وللبعثة فروع في 10 مدن أوكرانية هي دنبيبروبيتروفيك، ودونيتسك، وإيفانو- فرانكوفسك، ولوغانسك، ولفوف، وأوديسا، وخيرسون، وخاركوف، وتشيرنوفتساخ، بالإضافة إلى مكتب رئيس في العاصمة كييف.

وكان مقرراً أن يصل تعداد متعاوني بعثة المتابعة في أوكرانيا إلى 500 شخص، فيما يعمل حاليا في البعثة نحو 250 متخصص. وبحسب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فإن زيادة أفراد البعثة في المستقبل ستكون ممكنة بعد تحسن ظروف الأمن.

إلى ذلك، أقر البرلمان الأوكراني «الرادا» يوم مشروع مرسوم التعبئة الجزئية للقوات المسلحة، الذي رفعه الرئيس بيوتر بوروشينكو، وصوّت لصالحه 232 نائباً.

وينص المرسوم على تنفيذ مرحلة جديدة من التعبئة هي الثالثة منذ بدء الجيش الأوكراني علميته العسكرية شرقي البلاد.

وأعلن سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أندريه باروبيه في كلمة أمام «الرادا» أن 53 وحدة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية و18 وحدة عسكرية أخرى قد وضعت في حالة تأهب منذ ربيع العام الجاري.

وفي السياق، أفاد مجلس بلدية لوغانسك أن 5 مدنيين قتلوا وأصيب 16 أخرون ودمر 22 مبنى في المواجهات المستمرة بين القوات الأوكرانية وقوات الدفاع الشعبي في مدينة لوغانسك خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

الى ذلك، قال المتحدث باسم مركز الإعلام التابع لمجلس الأمن والدفاع الأوكراني أندريه ليسينكو أن 13 عسكريا قتلوا في معارك مع قوات الدفاع الشعبي شرق البلاد في الساعات الـ24 الأخيرة.

في الوقت نفسه، أعلن المكتب الصحافي لـ «جمهورية لوغانسك الشعبية» أن قوات الدفاع الشعبي انسحبت يوم أمس من مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك الواقعتين في مقاطعة لوغانسك بسبب الوضع الأمني الصعب.

وأضاف البيان: «تشهد سيفيرودونيتسك معارك عنيفة.. تشن القوات الأوكرانية هجوما على المدينة باستخدام قافلات من الدبابات. كما تعرضت مدينة ليسيتشانسك لقصف عنيف في الليل».

وكان ممثلون عن قوات الدفاع الشعبي شرق أوكرانيا قالوا في وقت سابق من يوم أمس إن «القوات الأوكرانية بدأت أمس هجمات في اتجاهات عدة ، وأعلنوا أن قصف مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك استمر طوال ليل الثلاثاء. وأضافوا أن تبادلا لإطلاق النار يجري وسط سيفيرودونيتسك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى